[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/suodalharthy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سعود بن علي الحارثي[/author]
” انتهت عملية اختيار الأعضاء الذين سيمثلون ولاياتهم لعضوية الشورى عن مرحلته الثامنة التي ستبدأ في نوفمبر 2015م وتنتهي في سبتمبر 2019م، ولكن ستظل عملية التقييم وصياغة الأسئلة وطرح الأفكار وإبداء الآراء الحوارية متواصلة ترفد هذا العمل بما يتطلبه ويحتاجه من حراك و نقاش ورؤى تفضي به إلى المزيد من التطور والارتقاء وهذا ما يجب أن يحدث ويصير،”
ــــــــــــــــــــــــــ
الثاني عشر:الشورى يوم الانتخاب وإعلان النتائج:
مع وصول العدد رقم (8858) من جريدة الوطن إلى أيدي القراء، أي في صباح هذا اليوم الأحد الموافق 25 من أكتوبر 2015م ، سيكون النشاط الإعلامي وحراك مؤسساته ومراسليه ووسائله على أشده لنقل مئات المشاهد والصور والتقارير الإخبارية عن الممارسة الديمقراطية التي يشارك فيها عشرات الآلاف من العمانيين في اختيار ممثليهم في مجلس الشورى كل أربع سنوات, ومن هذه الزاوية الأسبوعية بجريدة الوطن الغراء ندعو جميع الناخبين إلى تحكيم العقل والانحياز إلى مصلحة عمان وإلى أمانة وحسن الاختيار ولا أشك في أنهم على درجة عالية من الوعي بمسئولياتهم وإدراك كامل بأن أصواتهم ستوجه إلى الأكفأ والأفضل من بين المرشحين وبأن النتائج ستكشف عن هذه الحقيقة وتؤكدها. وستكون عمان بعد مضي ما يقارب الاثنتا عشرة ساعة من نشر هذا المقال وبعد إغلاق صناديق الانتخاب الموزعة على (107) مراكز انتخابية بمختلف ولايات ومناطق السلطنة، على موعد مع اعلان نتائج الفائزين الممثلين لولاياتهم تباعا عبر شاشة التلفزيون العماني, بعد أن تكون مراكز الاقتراع المنتشرة بجميع الولايات قد انتهت من عمليات الفرز، وبذلك تكون المرحلة الأساسية من عملية انتخابات مجلس الشورى للفترة الثامنة قد اكتملت بمشاركة المواطن مشاركة فاعلة ونشطة، وهو ما يحتاج إلى أرقام وبيانات تدعمه سوف تتأكد في الأيام القادمة, تلك المشاركة التي سبقتها جهود مقدرة استغرقت أشهراً من الإعداد والتنظيم والإشراف أسهمت فيها لجان ومؤسسات وجهات مختلفة أنيطت بكل منها مهام واختصاصات وأعمال متواصلة تهدف في نهاية المطاف إلى إنجاح عملية الانتخاب وترسيخ مفهومها ومكانتها وأعرافها في أوساط المجتمع وتعزيز مفهوم الشورى والارتقاء بدولة المؤسسات التي تلقى دعما من لدن قائد البلاد المفدى، وقد أسهم الإعلام المحلي بمختلف وسائله وقنواته, ومبادرات عدد من الناشطين عبر وسائل التواصل والحقل الالكتروني مساهمة فاعلة في الدعم والنقل والتوعية والتثقيف وفي صياغة مفهوم الرسالة وإيصالها بحرفية وإتقان وشارك الإعلام الخارجي كذلك في نقل تفاصيل هذا العرس الشوروي الذي يعد مفخرة لكل عماني وحدثاً وطنياً يرجى منه الكثير لمستقبل عمان متى ما كانت نظرتنا إلى الشورى أكثر شمولية وأعمق من مجرد اختيار وترشيح، إذ أن العملية لا تنتهي عند هذه النقطة بل من هنا تبدأ المسؤولية ويتضح الهدف وتتجسد الأمانة فأول خطوة يؤديها العضو هي القسم والولاء لهذا الوطن وقائده ومجتمعه فما أعظمها من مسئولية وما أثقلها من أمانة, أمانة يفترض أن يكون المرشح قد استوعبها وأدرك مضامينها قبل أن يتخذ قراره بالترشح، ففي هذه اللحظة لحظة الحسم والفوز يبدأ دوره الحقيقي في خدمة وطنه والحرص على تفعيل اختصاصات الشورى وتطويرها.
انتهت عملية اختيار الأعضاء الذين سيمثلون ولاياتهم لعضوية الشورى عن مرحلته الثامنة التي ستبدأ في نوفمبر 2015م وتنتهي في سبتمبر 2019م، ولكن ستظل عملية التقييم وصياغة الأسئلة وطرح الأفكار وإبداء الآراء الحوارية متواصلة ترفد هذا العمل بما يتطلبه ويحتاجه من حراك و نقاش ورؤى تفضي به إلى المزيد من التطور والارتقاء وهذا ما يجب أن يحدث ويصير، التجاوزات إن وجدت ، أسباب المشاركة وعوامل العزوف، المبررات والصيغ، نسبة المشاركة موزعة على المراكز الانتخابية, لماذا نجح هذا المرشح في الوصول إلى العضوية وقصرت خطى الآخر؟ وهل جاء هذا النجاح أو الفشل في محلهما، أين وجدت أوجه القصور والخلل وأين التقت أوجه الكمال و النجاح ؟، هل نجح المواطن فعلا في عملية الاختيار وكان على قدر المسئولية أم كان النجاح قاصرا على مراكز انتخابية بعينها دونا عن الأخرى وما الأسباب؟ إلى أين نريد أن نصل بهذه المسيرة، ماذا تحقق وما هو الأهم الذي يفصلنا عن الوصول إلى ما نطمح إليه... أسئلة وتداعيات ومحاور كثيرة ستحملها نتائج الانتخابات، بعضها يتطلب برهة من الزمن لكي تتبين إجابته وبعضها تتطلب المزيد من الخطوات والإجراءات لتكون إجابته أكثر وضوحا وشفافية وبعضها ستتضح الإجابة عليها سريعا ذلك فور الانتهاء من إعلان النتائج.
أعلن المواطن كلمته وأكد على اختيار مرشحه وهو فقط العارف بأسباب هذا الاختيار والدافع إليه، ولم يبق أمامه سوى تقييم هذا العضو ومتابعة أدائه والإحاطة بمدى مساهمته في الارتقاء بدور الشورى وفي مدى النهوض بدوره في خدمة مجتمعه ليحكم وفقا لذلك على حسن اختياره من عدمه، لتصبح خطوته تلك عنصر اختبار وتقييم لمستقبل أكثر إشراقا لمسيرة الشورى بمشيئة الله، نتمنى أن يوفق أعضاء المجلس لما فيه خدمة عمان وأن يتحقق حسن ظن المواطن فيهم وأن تظل مؤسسة الشورى مؤسسة فاعلة ومتجددة ومتطورة وأن ينتقل العمل الجاد من صناديق الانتخاب إلى ساحة المجلس الداخلي وتحت قبته العالية ....اللهم آمين.