جلالته أولى الشباب جلّ رعايته واهتمامه صحة وتعليماً وفكراً وتأهيلاً وتدريباً وتثقيفاً

مسقط ـ العمانية: تحتفي السلطنة اليوم بيوم الشباب العماني الذي جاء تخصيصه في هذا اليوم بمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - تأكيداً للاهتمام البالغ الذي يوليه جلالته منذ فجر النهضة المباركة بالشباب وتقديرًا وتكريمًا لدورهم باعتبارهم الفئة المعول عليها في التطور والتنمية الشاملة والأمل الواعد للوطن في حاضره ومستقبله.
ومنذ تولي جلالة السلطان المعظم ـ أعزه الله ـ مقاليد الحكم في البلاد عام 1970م وضع جلالته الانسان العماني هدفاً وغاية للتنمية وأولى الشباب جل رعايته واهتمامه صحة وتعليماً وفكراً وتأهيلاً وتدريباً وتثقيفاً، وأسدى جلالته طوال الخمسة والاربعين عاما الماضية توجيهاته الكريمة لحكومته على رعايتهم وإعانتهم بشتى الوسائل وتسخير كافة الإمكانيات لتحقيق آمالهم وأحلامهم وغرس المبادئ والقيم الحميدة فيهم.
وقد تمثل حرص جلالته ـ أيده الله ـ بأبنائه الشباب في مجالات عديدة هدفها الاسمى الارتقاء بالوطن والمواطن، وبرز هذا الاهتمام في قيام قطاعات تعني ضمن اهتماماتها ومسؤولياتها بهذه الفئة مثل الوزارات والهيئات والجمعيات الصحية والتعليمية والرياضية والشبابية والاجتماعية والتقنية والمعاهد التدريبية بمختلف تخصصاتها ومستوياتها.
وبداية من إصدار جلالته في الأول من يناير عام 1972م قانون تنظيم الأندية والجمعيات في السلطنة وحتى اليوم تواصل الاهتمام بالشباب في كافة القطاعات حيث صدر في عام 1991م المرسوم السلطاني السامي رقم:(113 / 91) بإنشاء الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية، وآلت اليها المخصصات والسجلات الخاصة بكل من المجلس الأعلى لرعاية الشباب وشؤون الشباب بوزارة التربية والتعليم والشباب.
وجاء تخصيص جلالة السلطان المعظم ـ ابقاه الله ـ عام 1983 عاماً للشبيبة وعام 1993 عاماً للشباب تأكيداً للعناية السامية الكريمة المستمرة التي يوليها جلالته بالشباب ورفاهية حاضرهم وتأمينا لطريق المستقبل امامهم ، كما عمل جلالته ـ اعزه الله ـ دوما على تشجيع الشباب والاخذ بيدهم "لأداء دورهم بروح من الجدية والتفاني في العطاء ومن ناحية اخرى توفير مزيد من العناية والاهتمام والدعم للأنشطة الشبابية في شتى مجالاتها من رياضية وثقافية وعلمية وغيرها وبما يرفع اسم عمان عاليا في المحافل الدولية".
وفي عام 2004 صدر المرسوم السلطاني السامي رقم:(12/ 2004) بإنشاء وزارة الشؤون الرياضية، ثم أنشئت اللجنة الوطنية للشباب بموجب المرسوم السلطاني رقم:(117 / 2011م) ترجمة للرؤية السامية الحكيمة لجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه – القائمة على تأكيد الدور الحيوي الذي يؤديه الشباب في بناء أي مجتمع وتحقيقاً لأهداف مهمة تعود بالنفع عليهم وعلى وطنهم من بينها فتح قنوات حوار هادف مع فئة الشباب، والعمل على تعزيز قيم الهوية والمواطنة لديهم، بالإضافة إلى توعيتهم بالتشريعات والقوانين المختلفة وبحث احتياجاتهم وتطلعاتهم الراهنة والمستقبلية.
ويبلغ عدد أعضاء اللجنة 28 عضواً يمثلون قطاعات مختلفة في السلطنة منهم اثنا عشر عضواً يمثلون اثنتي عشرة جهة حكومية، وخمسة أعضاء من العاملين في مؤسسات القطاع الخاص وستة أعضاء من المنتسبين للجامعات الخاصة والجمعيات الأهلية والأندية وخمسة أعضاء من الكفاءات وذوي الاهتمام بقضايا الشباب.
وكان التعليم العالي من بين الاولويات التي تم ايلاؤها الاهتمام البالغ من قبل الحكومة تنفيذاً للتوجيهات السامية لعاهل البلاد المفدى ـ ابقاه الله ـ بتسليح الشباب بالعلم باعتباره الهدف الاسمى الذي تسخر له كل الجهود واستنهاض امكانياته وايجاد جيل من الشباب قادر على تحمل مسؤولياته في البناء والتنمية والتطوير.
وتمثل ذلك الاهتمام في انشاء جامعة السلطان قابوس ومؤسسات التعليم العالي في مختلف المجالات الفنية والتقنية والصحية والمصرفية والتربوية ومجال القضاء والوعظ والإرشاد وغيرها وذلك لتلبية احتياجات قطاعات العمل المختلفة من الكوادر البشرية العمانية المؤهلة.
وحققت التوجيهات السامية بزيادة الاستيعاب في التعليم العالي وتوفير 1500 بعثة دراسية خارجية و7000 بعثة دراسية داخلية قفزة في خطة رفع الاستيعاب في التعليم العالي وإتاحة الفرصة لعدد اكبر من الشباب من مخرجات دبلوم التعليم العام للانخراط في الدراسة الاكاديمية مقلصا بذلك اعداد الباحثين عن عمل من هذه الفئة، كما صدرت توجيهات جلالة السلطان المعظم ـ ابقاه الله ـ بتخصيص 1000 بعثة خارجية لمرحلتي الماجستير والدكتوراه في التخصصات العلمية التي يحتاج اليها سوق العمل وقسمت البعثات على مدى خمس سنوات بواقع 200 بعثة سنوياً.
ويعد الشباب هم محور سياسات وبرامج التشغيل وحجر الزاوية في تحقيق النمو المستدام والحفاظ على المكتسبات التنموية التي تحققت على أرض السلطنة، وبهدف تمكينهم من تأسيس المشاريع الخاصة بهم ومساعدتهم على تطوير مشاريعهم وتمويلها بما يساهم في التنمية الاقتصادية جاءت التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بإنشاء صندوق الرفد برأس مال وقدره (70) مليون ريال عُماني يضاف إليه (7) ملايين ريال عُماني سنوياً تتويجاً لندوة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المنعقدة بسيح الشامخات خلال الفترة من ۲۱ الى ۲٣ يناير ۲٠١٣.
ويقدم صندوق الرفد الرعاية الكاملة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بما فيها التمويل والمساعدة على وضع دراسات الجدوى الاقتصادية وأساسيات الترويج بالتنسيق مع الجهات المختلفة لتوجيه الشباب نحو المسار الصحيح لضمان نجاح مبادراتهم، حيث سيقوم إلى جانب التمويل بدور المرشد والموجه بدءاً من تكوين فكرة المشروع وخلال تنفيذه وانتهاء باستقراره وتسويقه لمنتجاته بشكل جيد.
ويعتبر تكامل البنية الأساسية للمرافق الرياضية أساسا مهما للنهوض بالنشاط الشبابي الرياضي حيث جاءت التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ بالعمل على تطوير البنية الأساسية والمرافق الرياضية لتصبح حاضرة في كافة محافظات السلطنة.
ويبلغ عدد المنشآت الرياضية الحكومية في السلطنة حتى نهاية عام 2014م (186) منشأة من بينها المدينة الرياضية في المصنعة التي تقدم الخدمات الرياضية والثقافية والترفيهية وعشرة مجمّعات رياضية ذات مستويات عالية في عالم الرياضة و(43) نادياً رياضياً و8 مراكز رياضية.
وفي اطار الجهود التي تبذلها الوزارات والهيئات المعنية بالشباب اطلقت وزارة الشؤون الرياضية خلال صيف هذا العام 2015 في اطار الاهتمام بالشباب خمسة برامج صيفية متنوعة تمثلت في برنامج "صيف الرياضة" وبرنامج "معسكرات شباب الأندية"، وبرنامج "الأنشطة الشبابية للأندية والمجمعات الرياضية"( شبابي) وبرنامج "شجع فريقك " وبرنامج "رحلات شبابية" التي تهدف إلى شغل وقت الفراغ لدى الشباب، خلال فترة الصيف من خلال ممارسة هواياتهم المختلفة في المؤسسات والهيئات الرياضية وصقل مواهبهم من خلال الأنشطة لشبابية وتنمية قدراتهم الإبداعية، وربط الشباب بموروثهم التقليدي وتعريفهم بتاريخهم الحضاري، وكذلك الاهتمام بالمرأة من خلال توسعة قاعدة الأنشطة
المخصصة لها في المجالات الفنية والثقافية والعلمية والاجتماعية.
كما اعتمدت اللجنة الوطنية للشباب 13 برنامجاً شبابياً ضمن خطتها العامة للفترة الثانية (2015 - 2016) وحددت محاورها الاستراتيجية المتمثلة في تعزيز الانتماء والتمسك بالقيم والثقافة الوطنية والمشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتوعية بالتشريعات والقوانين وتنمية المواهب والإبداعات الشبابية وتبادل التجارب والخبرات.
وتعد مسابقة كأس حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم للشباب مكرمة من المكرمات السخية التي تتوالى من المقام السامي لجلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ لأبنائه شباب عمان، حيث تأتي رسالة هذه المسابقة التي انطلقت عام 1998 في تحقيق رؤية شاملة أكثر عمقاً لدور الأندية الرياضية لتكون مؤسسة لتربية الشباب تربية متوازنة رياضياً وفكرياً وثقافياً وغرس وتعزيز مفهوم المواطنة والعمل التطوعي لديهم.
كما تهدف مسابقة كأس حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم للشباب إلى دعم وإبراز الجهود المبذولة من قبل الأندية الرياضية بهدف تنمية وتطوير أدائها على كافة المستويات الرياضية والشبابية والإدارية والمالية وفق معايير التقييم المعتمدة وتشجيع الأندية على تحقيق معايير الجودة في مجال الإدارة الرياضية من خلال توفير الحوافز المعنوية والمادية المناسبة، كما تهدف أيضا إلى تطوير العمل الرياضي والشبابي من خلال دعم المبادرات التي تساعد على تحقيق أهداف الأندية الرياضية وتسليط الضوء على مفهوم العمل في المجال الرياضي ورفع الوعي بأهمية دور الأندية في رعاية الشباب والاستجابة لتطلعاتهم.
واستمرارا للرعاية الكريمة التي يوليها حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم ـ أعزه الله ـ لقطاع الشباب والرياضة وإيماناً من جلالته ـ أيده الله ـ بالدور الذي تقوم به الأندية الرياضية في مختلف محافظات السلطنة في صقل قدرات الشباب وتنمية مواهبهم تفضل جلالته في عام 2013م فأسدى توجيهاته السامية بتقديم دعم مالي قدره مليون ريال عماني لكل نادٍ من أندية السلطنة التابعة لوزارة الشؤون الرياضية يخصص لمشاريع البنية الأساسية والمعدات والاحتياجات اللازمة للأنشطة الرياضية في هذه الأندية.
ومن المقرر ان يقام الاحتفال هذا العام 2015م بيوم الشباب العماني الذي تنظمه اللجنة الوطنية للشباب بفندق قصر البستان في 27 من اكتوبر الجاري تحت رعاية صاحب السمو السيد كامل بن فهد بن محمود آل سعيد مساعد الأمين العام بمكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء وبحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة اعضاء مجلس الشورى وجمع من الشباب.
ويتضمن برنامج الاحتفال عرضاً لتجربة اللجنة الوطنية للشباب منذ انشائها وحتى اليوم وتدشين اربعة برامج جديدة وتكريم عدد من المؤسسات الخاصة وافراد بذلوا جهوداً ملموسة في دعم الشباب وتقديم خدمات مقدرة في قطاع الشباب اضافة الى اقامة معرض مصاحب للاحتفال يستمر يومين لإبراز انجازات الشباب وجهود اللجنة الوطنية.
وتشارك في مناشط الاحتفال بيوم الشباب العماني العديد من الوزارات والهيئات والمؤسسات التي ستعمل على تنفيذ مجموعة من الانشطة والفعاليات بهذه المناسبة بما يساهم في الارتقاء بالشباب العماني حيث سيطلق المنتدى الأدبي مبادرة (آفاق ثقافية) وهي بمثابة حاضنة رسمية للأفكار والفعاليات الثقافية التي ينفذها الشباب، واقامة ندوة فكرية تحت عنوان (فلسفة الحوار) بالإضافة إلى إقامة أمسية شعرية بمشاركة مجموعة من الشعراء العمانيين.
كما تقيم وزارة الشؤون الرياضية فعالية ضمن برنامج مسابقة الأندية للإبداع الشبابي في جميع الأندية، وستعمل على فتح المجمعات الرياضية لممارسة النشاط الرياضي في جميع المرافق في يوم الشباب، فضلاً عن عقد حلقات عمل وحملات تعريفية حول برامج الوزارة المقدمة للشباب، وستعد وزارة التراث والثقافة ومجلس البحث العلمي وغرفة تجارة وصناعة عمان برامج تتزامن مع يوم الشباب العماني لهذا العام، كما ستشارك كل من وزارة التراث والثقافة، وزارة الشؤون الرياضية، وزارة التعليم العالي، وزارة التربية والتعليم، وزارة التنمية الاجتماعية، الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، صندوق الرفد ومؤسسات صحفية في معرض يوم الشباب العماني الذي تنظمه اللجنة الوطنية للشباب احتفاءً بهذه المناسبة.
انه لمن المؤكد أن المكرمة السامية بالاحتفال سنويا بيوم الشباب العماني لها وقعها الخاص في نفس كل شاب عماني على ارض عمان الطيبة، نقف ونحن نحتفي بها أمام لحظة تاريخية تدلل على أن شباب عمان كان وسيظل حاضرًا في وجدان القائد الأب باني نهضة عمان الحديثة المباركة ـ أبقاه الله.