أطباء بلا حدود تتهم الحوثيين باحتجاز شحنة مساعدات

صنعاء ـ وكالات: دخل مسلحو المقاومة الشعبية اليمنية امس القصر الجمهوري الواقع في قبضة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح بمحافظة تعز 256 كم جنوب صنعاء. وقالت مصادر من المقاومة الشعبية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن رجال المقاومة تقدموا نحو القصر الجمهوري شرق المدينة أهم معقل للحوثيين وقوات صالح، وشنوا عليه هجوماً مسلحاً بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأكدت المصادر أن رجال المقاومة عزموا على السيطرة على القصر بعد اقتحام أسواره حيث لا تزال المواجهات المسلحة مستمرة بين الطرفين في داخله وفي محيطه. ويأتي ذلك التقدم لرجال المقاومة، بعد سيطرتهم، على عدد من نوبات الحراسة للقوات الخاصة "الأمن المركزي سابقا"، أهم المعسكرات الواقعة في قبضة الحوثيين وقوات صالح، والقريبة من القصر الجمهوري. ولفتت المصادر إلى أن رجال المقاومة أحكموا سيطرتهم على جبل "طالم" وعدد من التباب في جبهة الضباب غرب المدينة، بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين وقوات صالح. وأكدت المصادر أن رجال المقاومة في جبهة الضباب يودون الزحف نحو المدينة لفتح الحصار الخانق الذي فرضه الحوثيون وقوات صالح عليها منذ نحو أربعة أشهر، حيث منعوا دخول المشتقات النفطية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية إلى جانب مياه الشرب. وتشهد المحافظة مواجهات عنيفة بين الطرفين منذ نحو سبعة أشهر، خلفت خسائر مادية وبشرية كبيرة في صفوفهم وصفوف المدنيين. من جهة اخرى اتهمت منظمة اطباء بلا حدود امس الاحد الحوثيين باحتجاز شحنة مساعدات طبية على ابواب تعز، ثالث مدن اليمن، التي يحاصرها الحوثيون وتشهد مواجهات عنيفة بينهم وبين القوات الموالية للحكومة. وأوضحت المنظمة في بيان ان شاحنتين محملتين مواد طبية مرسلة الى "مستشفيين في منطقة محاصرة" من تعز (جنوب غرب) "تم احتجازهما مجددا امس عند حواجز للحوثيين الذين رفضوا ادخالهما الى المنطقة". واضافت ان هذا الرفض جاء "رغم اسابيع من المفاوضات المكثفة مع مسؤولي (حركة) انصار الله". وعلقت كارلين كلايجر مسؤولة المنظمة في اليمن "من المحبط جدا اننا لم نحرز اي تقدم (في محاولاتنا) لاقناع هؤلاء المسؤولين بضرورة تقديم مساعدة طبية حيادية الى ضحايا المعارك القائمة رغم الدعم المستمر الذي نقدمه الى الاجهزة الصحية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون". وتشهد تعز معارك مستمرة بين القوات الموالية للحكومة اليمنية التي تسيطر على وسط المدينة والحوثيين وحلفائهم الذين يحاصرونها. وامس الاحد، قتل 21 من الحوثيين على الاقل و15 من عناصر القوات الموالية في مواجهات وغارات جوية للتحالف العربي منذ مارس في اليمن، بحسب مصادر عسكرية. واندلعت هذه المعارك الجديدة حين حاولت القوات الحكومية استعادة السيطرة على القصر الرئاسي في تعز الواقع على هضبة تشرف على شرق المدينة، وفق المصادر نفسها. ويواجه سكان تعز ازمة متنامية في مياه الشفة والوقود والادوية، وفق منظمات غير حكومية. ودعت اطباء بلا حدود "جميع اطراف الحرب الى السماح بايصال الادوية والمساعدات الانسانية الى كل المناطق". على صعيد اخر أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن قلقهم العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في اليمن، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي الذي يواجهه ملايين اليمنيين، وتزايد خطر المجاعة. كما رحّبوا في بيان صحفي، بالنداء الإنساني الذي يُطالب المجتمع الدولي بتوفير 1.6 بليون دولار للعمليات في اليمن، مشيرين إلى أن النداء الجديد لم يتلقّ سوى 47 في المئة من هذه الكلفة، داعين الجهات المانحة إلى تقديم مزيدٍ من الدعم. كما أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن قلقه من التدهور السريع للوضع الإنساني في محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، واستمرار وقوع قتلى وجرحى في أعمال العنف هناك. وأشار الناطق باسم المكتب في جنيف، روبرت كولفيل، إلى أن «سكان تعز يرزحون تحت وطأة الحصار، فيما يكافحون لتوفير حاجاتهم الأساس، بما في ذلك المياه التي زاد سعرها 300 في المئة خلال الأسبوع الماضي». ووفقاً لتقارير تلقّاها المكتب، قامت «اللجان الشعبية» التابعة للحوثيين، باستهداف المناطق السكنية في تعز، ما أدّى إلى تدمير جزئي لمنازل المدنيين ومتاجرهم وعيادة طبية ومدرسة. كما منع أعضاء «اللجان الشعبية» والقوّات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، التجار المحليين والسكان، من تمرير المياه والفاكهة والخضار وغير ذلك من البضائع الأساس. وأضاف الناطق أن نقاط التفتيش التي نشرتها اللجان الشعبية فاقمت تدهور الوضع الإنساني، وقال إن اللجان سيطرت على الطريق الشرقي المؤدّي إلى تعز، وأغلقت طرق الإمدادات الرئيسة من صنعاء وعدن وإب ولحج، كما أن الاشتباكات العنيفة أدت إلى إغلاق طرق الإمدادات من الحديدة. وأعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه إزاء تدهور الوضع الصحي في تعز، والانهيار الوشيك للنظام الصحي فيها. كما عبرت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» عن قلقها العميق من الأثر الإنساني للقتال الشديد المتزايد في مدينة تعز، حيث القصف العشوائي للمناطق المدنية إضافة إلى منع الإمدادات الطبية الحيوية من دخول المدينة. وأصدر رئيس بعثة اللجنة، أنطوان غراند، بياناً جاء فيه: «الوضع في تعز قاسٍ في موازاة الظروف المروّعة في أنحاء اليمن، فنصف المستشفيات مغلق، وأعداد كبيرة من الجرحى ينتظرون بيأس تلقي العلاج». وأضاف: «طلبنا من الأطراف المعنية أن تسمح لنا بإيصال الأدوية العاجلة إلى مستشفى الثورة على مدى الأسابيع الخمسة الماضية، لكن من دون جدوى حتى الآن، هذه الأدوية أمر بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح». وبعد أكثر من ستة أشهر من القتال المتصاعد والقصف، أصبح الناس في تعز أيضاً يعانون من نقص حاد في المياه والغذاء والكهرباء والغاز والوقود. وقال جراند: «إننا نشعر بقلق عميق ليس فقط بسبب القيود المفروضة على حركة السلع الأساس إلى اليمن، لكن أيضاً بين المحافظات. تمكنا اليوم من توزيع مواد غذائية ومساعدات أساسية لبعض النازحين في ضواحي مدينة تعز، لكن ما زال من الصعب جداً دخول السلع الأساس إلى المدينة، ما أدى إلى وضع إنساني مقلق جداً». ودعت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» كل أطراف النزاع إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، ورفع القيود المفروضة على حركة السلع الأساس إلى اليمن وداخله. وطالبت بتقديم المساعدات الإنسانية، أو أن تسمح للمنظّمات الإنسانية وتسهل لها تقديم المساعدات للأشخاص الأكثر تضرراً من النزاع من دون تحيز».