[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
من المؤكد أن الجماعات الإرهابية ومن يساندها من أجهزة استخباراتية لا يتورعون عن استغلال معاناة اللاجئين لتكوين خزانات يعاد منها ضخ الإرهاب لزيادة معاناة من عانوا منه، وأمام ذلك لا بد من إيجاد جهة متابعة أو آلية تتابع من خلالها المنظمات الإنسانية والإقليمية أوضاع اللاجئين منعا لإعادة ضخهم كإرهابيين.

فيما يسوق الأوروبيون مخاوفهم من الخطر الإرهابي جراء توافد اللاجئين، خاصة أولئك الذين ألقوا بنفسهم في البحر فرارا من سعير الإرهابيين في سوريا، تدق تقارير أخرى نواقيس خطر مما يمكن تسميته (الضخ العكسي) للإرهابيين، حيث تخشى هذه التقارير من استقطاب المتطرفين لهؤلاء اللاجئين.
وفي خضم اجتماعات أوروبية متواصلة لبحث أزمة اللاجئين وتحديد الحصص التي ستسوعبها كل دولة قد تكون التقارير التي تتحدث عن رغبة الشركات في استغلال اللاجئين كأيدٍ عاملة رخيصة لتحقيق أرباح خيالية هو فقط الجزء الظاهر من جبل الجليد.
فقد صدرت العديد من التحذيرات عن أجهزة الأمن الأوروبية بناء على ما رصدته هذه الأجهزة من إجراء أفراد مشتبه بصلاتهم بجماعات متطرفة في أوروبا من أماكن استقبال طالبي اللجوء والدخول في أحاديث معهم.
ووفقا لصحيفة "الديلي اكسبريس" فإن الشرطة النرويجية رصدت مؤشرات على أن المتطرفين اقتربوا من مراكز الاستقبال وطالبي اللجوء، وكان هناك حديث مع بعض اللاجئين، الأمر الذي أثار قلق السلطات هناك من تعرض اللاجئين لعمليات تجنيد.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الواقعة تكررت في لندن، بعد وصول أحد اللاجئين من النرويج بعد تواصله مع متطرفين هناك.
وبدورها أعربت الاستخبارات الألمانية عن قلقها من محاولات بعض المنظمات التي وصفتها بـ"المتطرفة" لنشر أفكارها بين اللاجئين.
واتخذت الاستخبارات الألمانية من ازدياد عدد أصحاب الأفكار المتطرفة ومغادرة المئات ألمانيا للانضمام إلى الإرهابيين في سوريا والعراق كقرينة لهذه الفرضية.
ويعبر مسؤولو الأجهزة الأمنية الأوروبية عن مخاوفهم من مساعي الإرهابيين من التسلل اتخاذ المساعدات الإنسانية كمدخل للتسلل إلى اللاجئين مستغلين أوضاعهم المأساوية أو كما يقول هانز جيورج ماسين مدير مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية) إن "اللاجئين الشبان الذين لا يرافقهم بالغون قد يكونون فريسة سهلة للمتطرفين".
وقد دفعت هذه التقارير مرصد فتاوى التكفير والآراء المتشددة التابع للأزهر الشريف إلى التحذير من إمكانية تجنيد اللاجئين السوريين من قبل جماعات إرهابية، لافتا في تقريره إلى أن العديد من الشواهد والدلائل تشير بوضوح إلى انخراط العديد من الشخصيات الدينية المتشددة الغربية في جهود استقبال اللاجئين ودعمهم، سعيا لإشباعهم بـ"الكثير من الأفكار المتطرفة والمشوهة عن الدين بغرض تجنيدهم وضمهم إلى تلك الجماعات".
كما لفت التقرير إلى أن تلك الجماعات تستغل الأوضاع الإنسانية الصعبة للاجئين وحاجتهم إلى الدعم والمساعدة، وهو ما يسهل استقطابهم وضمهم إلى تلك الجماعات التي تشكل الفناء الخلفي، والممول البشري لجماعات الإرهاب في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
وذكر التقرير أن العديد من الخبراء والمراقبين قد ذكروا أن اللاجئين السوريين هم الأكثر عرضة لتبني الأفكار المتطرفة والانخراط في التنظيمات الدينية المتشددة، نتيجة تعرضهم لظروف قاسية وفقدان العديد من الأهل والأقارب في المعارك الدائرة في سوريا".
من المؤكد أن الجماعات الإرهابية ومن يساندها من أجهزة استخباراتية لا يتورعون عن استغلال معاناة اللاجئين لتكوين خزانات يعاد منها ضخ الإرهاب لزيادة معاناة من عانوا منه، وأمام ذلك لا بد من إيجاد جهة متابعة أو آلية تتابع من خلالها المنظمات الإنسانية والإقليمية أوضاع اللاجئين منعا لإعادة ضخهم كإرهابيين.