ومع التهنئة للفائزين في انتخابات مجلس الشورى، فإن الوطن يجب أن يكون الفائز الأوحد. ليس هنالك شخصنة في خدمة الأوطان والبلاد والعباد .. الديمقراطية التي أرساها مجلس الشورى عيد وطني ثابت، وتكافؤ الفرص لا بد أن يعلو على كل اجتهاد، والعدالة أساس فهم الموقع، والنزاهة أيضًا.
اختار الناخب وأحسن الاختيار، انتصرت الديمقراطية من أجل أن يظل الوطن سعيدًا .. الجميع في خدمته، ومن أجله السعي والعمل والأمل .. الآن انطلقت مرحلة، عليها أيضًا كل الآمال التي عقدت على ما قبلها، وهي بالتالي صورة الواقع الجديد، لكننا في مرحلة مهمة لعلها من أهم مراحل بلدنا، حيث العالم العربي على ما هو عليه، الوعي هنا ضرورة وطنية مشغولة بالحرص على عُمان أولًا وقبل كل شيء.
نودع مجلسًا لعب دوره، لنستقبل آخر قادمًا إلى دور يحتاج للنزاهة والدأب والعمل المنسق، كما يحتاج للتفكير بكل مواطن عماني، كي نفكر بما هو عماني بكل شموليته وأبعاده. هنا تكمن قصة الفوز في أعلى مراتبها، صحيح أن النجاح مهم، لكن أهمه قاعدة اختيار طبيعة العمل الوطني من أجل عُمان المستقبل.
عندما انطلق مجلس الشورى عام 1991 وكان دعامة من دعائم النهضة التي أرسى جذورها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ، كان إشادة في ديمقراطية يستحقها الوطن العماني، ومن جدواها أن تخدم وطنًا كان صاعدًا وما زال، يريد الوصول إلى العملقة وقد وصلها وبنى فيها إدارتها. سيكون من السهل دائمًا انتخابات كل أربع سنوات، لكن الأمل الدائم أن يظل الوطن على عملقته، وفي الأعالي كما هو عليه الآن وغدًا وما بعده.
هنيئًا مرة أخرى لكل فائز، وعليه أن يهديه إلى بلاده التي أعطته كي يصل إلى ما يريد، هي لحظة اكتشاف الحقيقة في النفس التواقة إلى إعلان مواطنيتها، وأحلى المواطنة تلك التي تعرف أن فوزها إطلاق لعمل موهوب لن يكل أو يمل ..
المرحلة الجديدة بمقاييس الفائزين الجدد أو القدامى تمد نجواها باتجاه الأفق الذي ترسو عليه أشرعة الوطن. لا يعلو على سلطنة عمان علو، هي فوق الأين والكيف، وهي الذي على ترابه كان المسرح الدائم، وإليه كل النهايات باعتباره المبتدأ.
نحن في وطن حر وشعب سعيد، كل صباح في حياة العماني نظرة إلى وعد، ولسوف تصدق الوعود؛ لأنها من أنفاس قائد ملهم عرف منذ لحظة طلته إلى أين يصل بعُمان وكيف ستكونه دائمًا، وقد تحققت بالدقة كل تلك التفاصيل. لعل الفائزين في المجلس الجديد يعون ذلك، وستكون تلك الأنفاس مصدر وحيهم ومسرح عملهم، وسيكون عليهم أن يترجموا لناخبيهم ما صدق وعدهم.
كل الأمل معقود على العقول النيرة التي ستدير دفة الشورى بكل أمانة وإخلاص، وان الوقت من ذهب، بل هو مثل السيف إن لم نقطعه قطعنا .. عاشت عُمان على توقيت جلالته ـ أبقاه الله ـ فازدهرت وعلا فيها البنيان وتقدمت، صارت مشهد الحرية والاستقرار، واليوم هي مكان يلعب دورًا طليعيًّا في تحقيق مآلات الآخرين.
هنيئًا دائمًا لعُمان التي خاضت تجربتها مرة أخرى، وحقق فيها العماني كعادته أسلوب حياة ترسخت، ونظام فهم ووعي وروحية دائمة الألق.