يبرز الأساليب التسويقية الحديثة للمزارعين ومنتجي التمور بالولايات العمانية

نزوى ـ من سالم السالمي:
مسقط ـ الوطن
يشهد مهرجان التمور العمانية الثالث بولاية نـزوى بمحافظة الداخلية والذي افتتح أمس الأول بساحة حيل فرق ويستمر حتى 31 من أكتوبر الجاري والذي تنظمه وزارة الزراعة والثروة السمكية بالتعاون مع الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتنفذه شركة البوابة العربية لتنظيم المعارض بمشاركة 60 مشاركا من المزارعين وأصحاب المصانع ووحدات التمور اقبالا كبيرا سواء من المواطنين أو المقيمين وزوار السلطنة الذين حرصوا منذ اليوم الأول لافتتاح المهرجان على الاطلاع عليه وما يحتويه من أصناف وأجود أنواع التمور التي تشتهر بها السلطنة ، بجانب ركن للمناداة ( مزاد يومي للتمور ) وركن الصناعات الحرفية وركن للأطفال ومعرض التصوير الضوئي بالإضافة إلى جناح المؤسسات الحكومية وجناح لوزارة الزراعة والثروة السمكية وبعض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال السوق الالكتروني وهو عبارة عن نافذة لكل مشارك في المهرجان.
ويهدف المهرجان إلى ترويج منتج التمور والصناعات المرتبطة به إضافة إلى إبراز دور وزارة الزراعة والثروة السمكية في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتسويق والترويج لها بهدف تعزيز مساهمتها في الناتج المحلي والارتقاء بصناعة التمور في السلطنة والعمل على مساعدتها في إيجاد أسواق محلية وعالمية ، كما يهدف إلى إتاحة الفرصة للمستهلك للبحث عن خيارات أكثر وأنواع مختلفة من التمور العمانية ومنتجاتها.
جودة وتميز
وخلال اليومين الماضيين من فعاليات المهرجان فقد حظيت جودة التمور المصنعة بتشكيلات مختلفة ذات جمال التشكيل والتصميم بالمكسرات بأنواعها باقبال جيد من قبل زوار المهرجان لشراء تلك التمور وهو مؤشر إيجابي على نجاح المهرجان خاصة وأنه يقع في منطقة رائعة بحيل فرق ونقطة الوصول إليه من مختلف محافظات السلطنة وهو اختيار موفق من قبل القائمين والمنظمين للمهرجان في هذا العام حيث سيتيح فرصة للاطلاع على ما يتضمنه مهرجان التمور العمانية الثالث بولاية نـزوى باعتبار أن مهرجان التمور العمانية في نسخته الثالثة يعد منفذا تسويقيا لأهم منتج زراعي في السلطنة وهو التمر، ويعتبر المهرجان من الأساليب التسويقية الحديثة الذي يثمر من خلاله التواصل البناء بين المستهلكين والمزارعين ومنتجي التمور، كما يستعرض المهرجان زوايا تراثية وثقافية خاصة بالنخيل الأمر الذي يجذب الزوار ويعطي طابعا سياحيا.
وقد أشار معالي الشيخ سعود بن سليمان بن حمير النبهاني الى أهمية دعم منتجات التمور والصناعات القائمة على النخيل وكيفية معالجة التمور حتى تصل الى المستهلك بجودة عالية.
وقال : إن المعارض تسهل من تسويق التمور واذا وجد التسويق وجد العائد المادي ووجد الاهتمام الجيد بالنخلة والتي عانت كثيرا من عدم الاهتمام والعناية نظرا لقلة العائد المادي منها بعد التحولات الاقتصادية ، لكن في هذا المهرجان رأيت اهتماما فائقا بمعالجة منتج التمر وكذلك التسويق الجيد ويجب أن نشيد بالجهود التي قدمتها وزارة الزراعة والثروة السمكية في دعم مثل هذه المهرجانات .
كما أشاد سعادة الدكتور خليفة بن حمد السعدي محافظ الداخلية بجهود وزارة الزراعة والثروة السمكية في تنظيم مثل هذه المهرجانات وقال : المهرجان هام جدا خاصة أنه يجمع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ويشجع على الاهتمام بالنخلة وهو مركز تسويقي للجميع وبمثابة مهرجان سنوي يقام في هذه الولاية للمرة الثالثة ويجذب مشتري التمور وكذلك يجمع منتجي التمور من مختلف محافظات السلطنة يعرضون فيه أجود أنواع التمور العمانية وبأسعار منافسة والحكومة تشجع المنتج المحلي ومنافسته للمنتجات المستوردة محليا وكذلك المنافسة عالميا .
60 مشاركا
ويسلط المهرجان الذي تنظمه وزارة الزراعة والثروة السمكية بالتعاون مع الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ويشارك فيه عدد 60 مشاركا من المزارعين وأصحاب وحدات التمور والمصانع الضوء على منتجات التمور ومشتقاتها والصناعة والتسويق لهذا المنتج حيث تشارك مؤسسات مختلفة معنية بقطاع التمور بهدف التعريف عن الخدمات المقدمة وهي ديوان البلاط السلطاني ( المديرية العامة لمشروع مليون نخلة (مجلس البحث العلمي) ، (مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية )، وزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه ، الهيئة العامة للصناعات الحرفية ، غرفة تجارة وصناعة عمان ، جامعة السلطان قابوس ، جامعة نزوى ( كرسي جامعة نزوى للنباتات الطبية العمانية ونواتج الأحياء البحرية )، جمعية النخيل ، حيا للمياه، صندوق رفد، ريادة كما يبرز مهرجان التمور العمانية بنسخته الثالثة واقع وتحديات قطاع التمور بالسلطنة حيث يلتقي المزارعون والتجار والمصنعون والمهتمون بالنخيل مع المسؤولين بالجهات المعنية للبحث والتطوير في هذا القطاع الحيوي ومحاولة ايجاد الفرص التسويقية والدعم الفني والمادي المطلوب للنهوض والتطوير والأهم من ذلك توفير سوق دائما للتمور.
وتم خلال افتتاح المهرجان تكريم الفائزين الثلاثة في مسابقة التصوير الضوئي في محور النخيل والتمر وقد حددت اللجنة المنظمة لمهرجان التمور العمانية الثالث جوائز مالية المركز الأول 500 ريال المركز الثاني 300 ريال المركز الثالث 200 ريال اضافة الى جائزتين تقديريتين قيمة كل منهما 100 ريال .
وكانت اللجنة أطلقت المسابقة في وقت سابق من انطلاق المهرجان بهدف رفع ثقافة النخيل والتمور لدى الجمهور وإتاحة الفرصة لتوظيف الجانب الفني نحو إبراز منتجات التمور العمانية.
تعزيز الجهود
وتشارك جمعية النخيل في مهرجان التمور العمانية الثالث للتعريف بدورها الأساسي المتمثل في تنمية النخيل وتطويرها والمحافظة عليها ، وجاءت فكرة إنشاء الجمعية استلهاما من مضامين الحديث السامي لباني عمان جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حيث تفضل جلالته بالتوجيه بزراعة مليون نخلة في عدد من ولايات السلطنة ومن هذا المنطلق بادر العديد من أصدقاء النخلة والمهتمين بها بتأسيس الجمعية كمساهمة منهم في تعزيز الجهود الرامية الى تنميتها والمحافظة عليها باعتبار النخلة ثروة وطنية تحظى بمكانة مرموقة عبر التاريخ .
الجدير ذكره أن نتائج مسح تقديرات الانتاج المحلي من التمور في السلطنة لموسم 2014م التي نفذته وزارة الزراعة والثروة السمكية أشارت إلى أن كمية التمور المنتجة محليا بلغت حوالي (316) ألف طن مقارنة مع (276) ألف طن لموسم 2010م و(263) الف طن لموسم 2011م و (281) الف طن لموسم 2012م و ( 308) الف طن لموسم 2013م.