كتب ـ الوليد بن زاهر العدوي:
انطلقت صباح أمس بفندق جراند حياة أعمال مؤتمر السلطنة للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة للشركات 2015، والذي تنظمه إنفورما الشرق الأوسط ويستمر ثلاثة أيام، وذلك تحت رعاية سعادة محسن بن خميس البلوشي مستشار وزارة التجارة والصناعة بحضور عدد من المهتمين من القطاعين الحكومي والخاص.
وقال درويش البلوشي: "ان مؤتمر قمة المسؤولية الاجتماعية والاستدامة للشركات في السلطنة الذي يبدو من خلال الحضور المتميز يحظى بمشاركة واسعة من عدد من الشركات الرائدة في السلطنة ونخبة من المتخصصين والمهتمين بواقع المسؤولية الاجتماعية والذي لا شك فيه بأنه يجسد الإدراك والاهتمام المتناميين لدى الشركات والمؤسسات الأهلية ذات العلاقة بأهمية خدمة وتنمية المجتمع في السلطنة.
واضاف قائلا: الدور الاجتماعي للشركات ومؤسسات القطاع الخاص قد اكتسب أهمية متزايدة من خلال تبنيها برامج فعالة في مجالات إنسانية واجتماعية وتنموية مختلفة، وان هذا المؤتمر بما يتضمنه من طرح عدد من أوراق العمل المهمة من قبل متحدثين متخصصين من داخل السلطنة ومن دول شقيقة وصديقة تعتبر فرصة للتفاعل وتبادل الأفكار والمقترحات التي من شأنها أن توجد مناخا ملائما لترسيخ دور وأهمية المسؤولية الاجتماعية وأبعادها المختلفة وتضفي مزيدا من المعطيات التي تسهم في إيجاد برامج مجتمعية أكثر تنظيما في مختلف المجالات وتعمل على تحقيق الفائدة الاقتصادية للمجتمع على المدى الفوري والمتوسط والبعيد.
وأضاف: "وفي هذا المقام ارجو أن يسلط المؤتمر الضوء على المبادرات الرائعة التي قام بها عدد من الشركات والمؤسسات في السلطنة وتسليط الضوء على واقع الشركات والاستثمارات الخاصة في رعاية المسؤولية الاجتماعية إلى جانب استعراض نماذج وقصص نجاح لمشاريع ومبادرات نفذت في بعض الدول الشقيقة والصديقة، وأن يعمل على ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية لدى منشآت القطاع الخاص في ظل تنامي الدور التنموي للقطاع الخاص في السلطنة، وأن يمثل المؤتمر منصة التقاء للجمعيات الأهلية بالشركات الوطنية الرائدة لمناقشة سبل تعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية وأهميتها وأبعادها المختلفة، وان يستقرئ واقع المسؤولية الاجتماعية للشركات في السلطنة ويرصد المفاهيم الجديدة التي طرأت على مفهوم المسؤولية الاجتماعية".

متغيرات اقتصادية
واختتم درويش البلوشي كلمته: "يأتي هذا المؤتمر في وقت تتسارع فيه التغيرات الاقتصادية والتنموية في السلطنة وفقا لمعطيات محلية واقليمية ودولية ومع تزايد أهمية إسهام القطاع الخاص مع الخطط الحكومية لتشكل تحالفا تنمويا يصب لصالح الجهود الرامية نحو البناء والرخاء، والذي أتمنى تفاعل وحضور ممثلي الشركات والجمعيات الأهلية في السلطنة في جلسات وحوارات المؤتمر سيفتح المجال للحوار وتلاقي ووجهات النظر في موضوع المسؤولية الاجتماعية للشركات وسبل استفادة مؤسسات المجتمع المدني من السياسات التي تتبعها الشركات في ذلك سعيا نحو تكامل الأدوار بين القطاعات المختلفة والإسهام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة في السلطنة.
التنمية من جانبها قالت شيماء مرتضى اللواتية الشريك المؤسس ومستشار أول في مجال الاستدامة والاستثمار الاجتماعي لمكتب الميدان للتنمية المستدامة وأحد المتحدثين في أوراق العمل أن مشاركتها في تقديم أوراق العمل تأتي في إطار التنمية المجتمعية والاستدامة وكيفية تأثيرها على المجتمع ايجابيا، حيث ركزت النقاشات على التنمية المستدامة وانطلاقها في السلطنة منذ قرابة أكثر عشر سنوات حيث نحتاج إلى نقلة نوعية من خلال التواصل مع المجتمع.
وأضافت أن أفضل الممارسات في التنمية المستدامة (المجتمعية) تعتمد على ممارسات الشركة ومدى التزامها أخلاقيا بمبادئ وأسس داخلية قبل البدء بخدمة المجتمع، بالإضافة إلى دور القطاع الحكومي في توجيه القطاع الخاص.

تجربة فريدة
وأشارت شيماء اللواتية إلى أن السلطنة تمتلك تجربة فريدة في هذا المجال لما لها من خصوصية بالبلد من حيث التعمين والريادة فيه، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مقارنة بدول الجوار، فالبتالي أرى أن التجربة السلطنة في هذا المجال مثمرة ومجدية وينبغي أن يكون هنالك رصد وتوجيه منظم، وأن تنظر الشركات للعائد المجتمعي ومتابعته لتنمية هذا الجانب.

أوراق العمل
وخلال انعقاد المؤتمر عقد عدد من الحلقات النقاشية التي ركزت على قضايا الحد من عدد الباحثين عن عمل، وتمكين الشباب، وأبعاد التنمية الاجتماعية الاقتصادية. وقد أدارت الجلسة الرئيسية ولاء حمدان مديرة منظمة سي أس آر ووتش ـ الأردن، وشارك فيها كل من عامر المطاعني نائب الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال؛ وشيماء اللواتية الشريك المؤسس لشركة (Sustainable Square Oman)، وعلي رضا سارباتشي مدير عام التطوير في نستله. وناقشوا من خلالها تحديد جوانب الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات في السلطنة، كما ناقشوا سبل تعزيزها بشكلٍ استراتيجي بهدف ضمان المشاركة الفعالة للمجتمعات في هذه العملية الحيوية. وعلاوة على ذلك، فقد حددت الجلسة المجالات الرئيسية التي تحتاج إلى المزيد من التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
كما ركزت الحلقة النقاشية الأولى على تعزيز الاستدامة في كافة أرجاء السلطنة من أجل الحد من البحث عن عمل، وتمكين الشباب، وضمان استدامة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في السلطنة.
فيما عقدت جلسة خاصة للإداريين والرؤساء التنفيذيين والتي تمّ من خلالها التركيز على فهم دور المسؤولية الاجتماعية المستدامة للشركات في السوق العمانية حاليًّا، كما تمت إقامة العديد من الجلسات والنقاشات خلال اليوم الأول وتناولت الممارسات المثلى والتعاون الحكومي وضرورة تمكين الأجيال القادمة من الشباب العماني من خلال مفهوم المسؤولية الاجتماعية وشراكة المجتمع.
من جانبها تحدثت سارة جاكسون المدير الإقليمي لمعهد أميديست بقولها: مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات شهد تغييراً كبيراً في السلطنة مؤخراً، حيث حصل تحولٌ من الرعاية التقليدية للفعاليات إلى البرامج المستدامة وطويلة الأمد، مع المزيد من التركيز على الدورات التدريبية، كما ازداد عدد البرامج التي يتم تمويلها من مبادرات المسؤولية الاجتماعية، والتي ركزت في الأعوام الأخيرة على قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة" مضيفة أنه من الرائع رؤية العديد من الشركات التي باتت اليوم تتبنى مبارات المسؤولية الاجتماعية وتضع لها الاستراتيجيات وتحدد الأولويات ثم تقوم بتنفيذها.

خبراء ومختصون
يشار إلى أن المؤتمر قد شهد مشاركة العديد من الخبراء في مختلف القطاعات، والذين ضموا كلاً من: سعادة باربرا جوسي سفيرة مملكة هولندا المعتمدة لدى السلطنة؛ وعمار شمس الرئيس الإقليمي لاستدامة الشركات في بنك إتش إس بي سي؛ ورافاييل بارامبي الرئيس التنفيذي لصندوق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومحمد المخيني القائم بأعمال نائب الرئيس التنفيذي للعلاقات الخارجية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال؛ وسارة جاكسون المدير الإقليمي لمعهد أميديست؛ وشيري كولبورن، الشريك التنفيذي في مؤسسة Startup Oman.
يذكر أن فعاليات اليوم الثاني ستتناول العلاقة بين المسؤولية الاجتماعية للشركات والتعليم، وتنمية الشباب، والعمل التطوعي في شركات ومؤسسات القطاع الخاص. وسيتضمن جدول الحلقات النقاشية كلاً من منذر بن هلال البوسعيدي، مساعد العميد للتدريب وخدمة المجتمع بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس؛ والدكتور ستيفن هيل، نائب رئيس جامعة صُحار؛ وغادة اليوسف، المديرة التنفيذية للتواصل والاستدامة في مجموعة شركة الكهرباء القابضة.