[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
قرأ الجميع بتمعن الصورة الدمشقية .. السلطنة من جديد عند حدود اللهب .. إطفائي جسور يسعى، وفي السعي دائما محاولة وفرصة في تجسيد أمل .. ومن عادة رجالات السلطنة وخاصة في ملفها الخارجي أن تقدم صورة تحكي عن نفسها دون أية معلومة أو مجريات وقائع.
من أجل وفاق دولي في المسألة الإيرانية، كانت السلطنة، والبحث عن خلاص للأزمة اليمنية تعمل وتجتهد وتحاول بدأب وبدون كلل. من أجل الأمة هنالك من في السلطنة مقتدر لوقف أوجاعها .. تلك النزاهة العروبية أكثر من مجرد إحساس عماني، هو حرص بالدرجة الأولى فاجأ معالي يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، وهو يصافح الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، هي صورة تكررت مرة أخرى فكانت أولا في الأيام الأوائل من اندلاع الأزمة السورية .. كانت السلطنة أول المحاولين لوقف النار قبل أن تستفحل، حمل الوزير القدير مفاهيم عمانية أو مقترحات، لكن المخربين سبقوا فسقطت سوريا في أتون الحرب اللعينة. واليوم يعود الوزير ابن علوي ومعه مفتاح الأمل المتجدد، عل السلطنة تجمع على أرضها ما لم يستطعه أي قادر على الجمع، ولتقول من جديد إن عمان مع وحدة سوريا أرضا وشعبا ومؤسسات وجيشا واحدا .. أن تسأل الرئيس الأسد عن كل التفاصيل التي تراها سوريا للزمن المقبل.
تفعل السلطنة دائما، ما هو في صميم سياستها العربية، وما يناسبها هو ما يحلم به كل عربي أن يرى أمته خارج أية دائرة من دوائر الخطر على مصيرها ومستقبلها. ولأن العالم العربي اليوم يعيش أزمة وجود، فإن كل مشهد عربي مؤثر يعني السلطنة في الصميم، بل هي على انشغال دائم بالبحث عن أمل كي تزرعه بطريقتها الحنونة.
صحيح أنها ترتب بيتها الداخلي من مجلس للشورى وغيرها من المهمات الوطنية التي يعيشها المواطن العماني السعيد، كأفضل ما يعاش في المنطقة العربية من استقرار وطمأنينة، إلا أنها ترى في ما حولها، وفي قلبها حسرة على مصيب الأمة الذي هو مصيبها أيضا.
جاء معالي الوزير ابن علوي إلى دمشق من خلال تلك القاعدة السامية التي تريد أن تفعل .. فلقد طالت الأزمة في البلد الشقيق، وهي أكلت الأخضر واليابس وزهقت أرواحا، وخربت ما فيه الكفاية، وصار من حقه أن تقف الأمور عند حدها .. ولقد عايشت السلطنة كل ذلك بحزن ومتابعة حثيثة، ولا شك أن لها محاولات ظلت طي الأسرار، وطي ملفات وزارات خارجية سوريا وعمان وبلاد أخرى.
ومعالي الوزير ابن علوي من أمهر من حملوا الملفات الصعبة وقدموا فيها شهادات ناجحة، ها هو اليوم أمام الملف الأصعب يحاول التقريب ويحاول الجمع، ويحاول سحب الفتيل المشتعل منذ أول رصاصة انطلقت في درعا التي بدأت الحياة تعود إليها وإلى كل محافظتها ومحيطها.
فهل نقول غدا إنه بفضل السلطنة أمكن تحقيق تحول في مسار أزمة تحمل في طياتها كل مصاعب الحل .. يكفي السلطنة أنها تحاول بلا كلل، وتعمل كما لو أن مفاتيح الحل والربط بيدها. ومن باب ثقتها بقدرتها، تبدو دائما أنها واثقة، فلها الغد بالتالي.