[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/samyhamed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سامي حامد[/author]
تسارعت الجهود الدولية خلال الأيام الماضية لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية، وتحديدا عقب التدخل العسكري الروسي في سوريا للقضاء على التنظيمات الإرهابية المتطرفة، حيث بدا واضحا أن موسكو بدأت تسحب البساط من تحت أقدام واشنطن لحل النزاع الدائر منذ أكثر من أربع سنوات، ومنع سقوط الدولة السورية في الفوضى والعنف والاقتتال.
إن التحركات الأخيرة التي شهدتها العاصمة النمساوية فيينا بمشاركة روسيا وأميركا والسعودية وتركيا، فضلا عن الجهود العمانية التي تمثلت في زيارة معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية لدمشق مؤخرا ومباحثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية السوري وليد المعلم للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، فضلا عن جهود فرنسا في هذا الصدد .. كل ذلك يؤكد أن الأزمة السورية في طريقها للحل السياسي في ضوء التحركات الإقليمية الأخرى بمشاركة العديد من دول المنطقة ومنها إيران ومصر والإمارات للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ووقف نزيف الدماء للتوصل إلى حل سياسي ينزع فتيل الأزمة.
في نفس الوقت كانت الخارجية الروسية قد أشارت إلىأن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري اتفقا خلال مكالمة هاتفية على ضرورة الحاجة لمشاركة كل الحكومات الرئيسية في المنطقة في جهود حل الأزمة السورية، كما أعلنت الولايات المتحدة عن توجيه دعوة لإيران للمشاركة في محادثات متعددة الأطراف اليوم الجمعة لبحث الصراع في سوريا في حوار يهدف لإيجاد إطار عمل لانتقال سياسي في سوريا.
مصادرفي دمشق كانت من جهتها قد أعلنت مؤخرا أن جهودا وتنسيقا مشتركا يجري بين القاهرة وموسكو لتوحيد لواء المعارضة والاتفاق على آلية حل سياسي، مشيرة إلى أن لقاء جمع ميخائيل بوجدانوف مبعوث الرئيس الروسي مع مسئولين مصريين في القاهرة مؤخرا لإيجاد صيغة توافقية بين المعارضة والنظام في دمشق للبدء في حل سياسي للأزمة والاتفاق على خريطة طريق، يمكن من خلالها نقل السلطة في سوريا مع الحفاظ على دولة المؤسسات وعدم تفككها وانهيارها جراء الصراع المسلح الدائر هناك.وتتمثل خريطة الطريق في تشكيل هيئة حكم انتقالية مدتها ستة أشهر بصلاحيات مطلقة وإصدار إعلان دستوري على أن يتواجد بشار الأسد في السلطة، ويتم خلال تلك الفترة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
نفطة الخلاف التي لاتزال قائمة هي إجراء انتخابات رئاسية أولا أم برلمانية؟ .. عموما فإن بيان الرئاسة السورية قبل أيام أشار بشكل أو بآخر إلى حل سياسي بدأ يلوح في الأفق عبر إعلان الرئيس السوري بشار الأسد استعداده لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة حال طلب الشعب السوري ذلك .. في المقابل تؤكد التحركات الروسية العسكرية والدبلوماسية أن الأزمة السورية على وشك الحل، حيث إن موسكو تريد إشراك دول إقليمية مؤثرة في المشهد السياسي السوري مثل السعودية وإيران ومصر وتركيا .. ويمكن القول إن زيارة بشار الأسد الأخيرة إلى موسكو تم خلالها بحث الأطر التي سيقدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأطراف الدولبة المهتمة بإيجاد حل للأزمة السورية .. وأيضا هناك مشاورات تجري مع المعارضة السورية بمشاركة القاهرة وموسكو دخلت مراحل متقدمة جدا، وتبقى النقطة الوحيدة التي لاتزال تشكل خلافا كبيرا هي إمكانية ترشح بشار الأسد إلى الرئاسة مرة أخرى حال إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
إن اتفاق كل من روسيا وأميركا وإيران على ضرورة مشاركة دول المنطقة الرئيسية دون استثناء في حل الأزمة السورية، كان ضروريا لحل الصراع المسلح الدائر في الأراضي السورية .. وقد جاء هذا الاتفاق خلال اتصالين هاتفيين لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيرة الأميركي جون كيري والإيراني جواد ظريف حول تسوية الأزمة السورية .. وقد ناقش لافروف وكيري إمكانية دفع الحوار السياسي السوري ـ السوري بمشاركة المجتمع الدولي وبحث السبل الممكنة لتسوية الأزمة السورية بالتركيز على خطوات غير قابلة للتأجيل لإقامة حوار سوري داخلي. وكانت موسكو قد أعلنت عقب اجتماع فيينا الذي شاركت فيه أميركا وروسيا وتركيا والسعودية ضرورة مشاركة مصر وإيران في أي محادثات مستقبلية بشأن سوريا .
تبقى النقطة الهامة وهي ضرورة تطابق وجهات النظر بين كافة الدول العربية المهتمة بحل الأزمة السورية، حيث إن هناك دولا ترى أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد ولو لفترة انتقالية جزء من الحل، بينما هناك دول عربية أخرى لاتزال تطالب برحيل الرئيس بشار عن السلطة!