دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
أعلنت موسكو أن هدف محادثات فيينا هو إطلاق حوار سياسي بشأن سوريا. فيما قالت واشنطن إن تحقيق السلام يتطلب رحيل الأسد وداعش، في حين أكدت طهران أنه لم يطرأ أي تغيير على مواقفها بشأن سوريا. وقبيل ساعات من انعقاد مؤتمر فيينا قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس إن الهدف الرئيسي من محادثات فيينا لإنهاء الصراع في سوريا هو إطلاق حوار سياسي. وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن إرهابيي تنظيم داعش أصبحوا قادرين على إنتاج الأسلحة الكيميائية وأنه لا بد من التحقيق في حالات استخدامهم لهذه الأسلحة في سوريا والعراق. كما أعربت موسكو عن استيائها "حيال المزاعم التي ما زالت تتناقلها بعض الأطراف حول سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات الروسية في سوريا"، ووصفتها بـ"الأكاذيب" في إشارة إلى تقرير للأمم المتحدة نُشر قبل أيام. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الحديث عن مقتل مدنيين في غارات روسية في سوريا يأتي ضمن "حملة تشويه صورة العملية الروسية"، مشيرة إلى أن موسكو تعتبر أن مثل هذه الأنباء "المختلقة، مهما كان مصدرها والأطراف التي تُوزّعها، ليست لها أي صلة بالواقع". وأعلنت إيران والعراق ومصر وفرنسا والاتحاد الأوروبي، عن حضور محادثات دولية حول سوريا في فيينا اليوم يشارك فيها كل من وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا.
وقبيل انعقاد المحادثات، نفت المعارضة السورية تلقيها أي دعوة لحضور محادثات فيينا. وقال عضو "التحالف الوطني السوري" جورج صبرا إن عدم توجيه الدعوة يدل على "عدم جدية المشروع". وقال صبرا إن "هذه نقطة ضعف كبرى في هذا اللقاء لأن الأمر يبحث شأن السوريين في غيابهم." وكرر صبرا معارضته لمشاركة إيران قائلاً: "إيران لست طرفاً محايداً يُمكنه أن يلعب دور الوسيط لأنها طرف في القتال الدائر على أرض سوريا. ضباطها يُقاتلون ويُقتلون كل يوم على الجبهات السورية".
وفي سياق متصل أفاد مصدر دبلوماسي أوروبي بأن روسيا فشلت في محاولة، عبر وسطاء، لإقناع مجموعة منتخبة من الضباط السوريين رفيعي المستوى المنشقين عن النظام بالاشتراك بمجلس عسكري أو حكومة وحدة وطنية وأكد المصدر أن الضباط، دون أن يكشف عن هويتهم، رفضوا الموافقة ووضعوا شروطاً على رأسها ألا يكون للأسد أي سلطة أمنية، وأن يتم تشكيل هذا المجلس بموافقة وتأييد دولي مطلق. وقال المصدر الدبلوماسي المتابع لاتصالات تجري بين مسؤولين روس وضباط أمراء منشقين عن النظام السوري، لوكالة (آكي) الإيطالية ، “إنهم متمسكون بضرورة ألا يكون للأسد أي سلطة على الجيش أو القوات الأمنية حتى لو بقي لفترة محدودة انتقالية، مع قبولهم بمشاركة ضباط مازالوا مع النظام لم تتلطخ أيديهم بالدماء ولم يكونوا أصحاب قرار مباشر بالقتل والتدمير” في سوريا. وأضاف المصدر “هذه المرة، كان موقف العسكريين السوريين المعارضين واضحاً ولا لبس فيه، ولولا معرفة روسيا بتأثيرهم لما استمرت بإرسال رسائل غير مباشرة لهم لطلب ودهم”، على حد وصفه.