هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تحتفي غدا بعاصمة الثقافة الإسلامية

مسقط ـ الوطن :
تواصلا مع الفعاليات والمناشط الاحتفائية بمدينة نزوى بوصفها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2015، تنظم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة صباح غد الاثنين ندوة نزوى تاريخ وحضارة وذلك بفندق جراند هرمز مسقط.
وتبحث الندوة التي سيصاحبها المعرض الوثائقي السادس الذي دأبت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية على اقامته، الدور الحيوي الذي لعبته مدينة نزوى في التواصل الحضاري مع العالم ومكانتها التاريخية والثقافية وأهم ما تميزت به مع استعراض أهم منجزات ومحطات هذا التواصل على مر العصور وصولا إلى عصرنا الحاضر حيث تعتبر مدينة نزوى منذ القرون الأولى للهجرة النبوية صرحاً علميًّا وثقافيًّا ودينيًّا، وتؤكد المصادر الوثائق التاريخية على إسهامات العلماء والمفكرين والأئمة في ازدهار حضارتها والنهوض بها في مختلف العلوم.
وتجمع الندوة التي تعد احتفالية علمية تاريخية كوكبة من الأكاديميين والباحثين في المجالات العلمية والتاريخية والأدبية لمناقشة مجموعة من الأفكار والرؤى المتعلقة بالدور التاريخي الذي لعبته مدينة نزوى عبر تاريخها الطويل وانعكاسا لذلك الدور على تاريخ المدينة بوجه خاص وعلى التاريخ العماني على وجه العموم، وذلك من خلال استعراض ودراسة مجموعة من الوثائق والكتب والمخطوطات والروايات الشفاهية المتعلقة بموضوع الدراسة بشكل قائم على التحليل العلمي المنهجي.
وسيرعى حفل افتتاح ندوة نزوى تاريخ وحضارة، والمعرض الوثائقي السادس المصاحب لها، ، معالي الشيخ سعود بن سليمان بن حمير النبهاني مستشار الدولة، وتتضمن فعالياتها حلقات وأوراق عمل مختلفة بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والأساتذة والباحثين من داخل السلطنة وخارجها، حيث ستقدم (40) ورقة عمل مقسمة على مدار ثلاثة أيام تقدم من خلال أربعة محاور هي المحور التاريخي والجغرافي، والمحور الاقتصادي والاجتماعي، والمحور الثقافي والوثائقي، ومحور التاريخ الشفوي.
وسيبحث المحور التاريخي والجغرافي في المكانة التاريخية لمدينة نزوى قبل ظهور الإسلام إضافة إلى العلماء والمفكرين والشخصيات العمانية في المدينة، إضافة إلى الهجرات الداخلية والخارجية لمدينة نزوى، والعمارة والمعالم الأثرية في مدينة نزوى، والإمامة الثانية ومؤسساتها، ومكانة نزوى من خلال الفترات التاريخية (النباهنة، اليعاربة، البوسعيد)، وموقعها الجغرافي والتقسيم الإداري للمدينة.
فيما سيركز المحور الثاني على الجانب الاقتصادي والاجتماعي متضمن مظاهر الحياة الاقتصادية ونظام الأسواق والنظم والقوانين التجارية، إلى جانب السكان ونمط الحياة الاجتماعية والنشاط الزراعي والحيواني، إضافة إلى الصناعات والحرف التقليدية والأطعمة والمأكولات والزي واللبس التقليدي.
وسيتطرق المحور الثالث الجانب الثقافي والوثائقي إلى المؤسسات التعليمية (الكتاتيب، المساجد، المجالس العلمية،) ونظام التعليم بنزوى، والإنتاجات الثقافية والعلمية للمفكرين والعلماء، ودور الصلات الثقافية والفكرية مع البصرة وبلاد المغرب وحضرموت، كما تطرق المحور إلى المكانة التي احتلتها نزوى في الصحافة العالمية، إلى جانب الأوقاف في تلك الحقبة الزمنية والاَ الآداب والفنون، ونزوى من خلال الوثائق والمخطوطات التاريخية، إلى جانب احتوائه المدينة في كتابات الرحالة.
وسيناقش المحور الرابع التاريخ الشفوي، حيث يعتمد المحور على الروايات والمقابلات الشفوية التي تتحدث عن مدينة نزوى من خلال مجموعة من التسجيلات والمقابلات التي أجريت مع اشخاص عاصروا حقب زمنية مختلفة فكانوا المصدر الأساسي لرواية الأحداث والوقائع التاريخية والمعلومات القيمة عن مكانة نزوى وأهلها في مختلف مجالات الحياة على مر العصور.
المعرض الوثائقي السادس
وتزامنا مع إقامة ندوة "نزوى تاريخ وحضارة"، تفتتح هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية المعرض الوثائقي السادس والذي تنظمه تزامناً مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد.
ويستمر المعرض الذي يقام في ذات مكان انعقاد الندوة، حتى يوم السبت 7 نوفمبر الجاري، ويحتوي على أكثر من 300 وثيقة متنوعة بالإضافة إلى الخرائط والعملات والمخطوطات والطوابع.
ويهدف المعرض إلى إبراز الدور الحضاري والتاريخي للسلطنة من خلال المخزون الوثائقي الذي تزخر به. يمثل هذا المخزون من الوثائق جزاء من الذاكرة العمانية الأصيلة والتي يبادر المجتمع بالمساهمة في تكوينها والوثائق العامة التي تؤول للهيئة من الجهات المعنية فضلا عن الوثائق التي تجلبها الهيئة من دور الوثائق والأرشيفات الدولية، وفق القانون المعمول به في تنظيم الوثائق، فهي تمثل مدخلا مهما لقراءة الحضارة والفكر العماني الأصيل في كل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية.
كما يؤكد هذا المعرض على الدور الذي تقوم به الهيئة في تكوين رصيد وثائقي وأهمية المحافظة علية وإبرازه للمجتمع كجزء من الذاكرة الوطنية، حيث أنها تمثل بعدا تاريخيا بما توفره من شاهد حيه يستدل به الباحثون والدارسون والمهتمون في تاريخ الوطن في بحوثهم ودراساتهم المختلفة.