بمعرض شمل مختلف المفردات الثقافية الحضارية العمانية
تدشين نصب تذكاري يتمثل في منحوتة حجرية تتكوّن من 193 حجرا

احتفالا بالذكرى السبعين لتأسيسها، فتحت الأمم المتحدة بجنيف أبوابها للزوار (الذين تجاوز عددهم الـ20000 زائر) الأسبوع الماضي يوم 24 أكتوبر و الذي يصادف تاريخ التصديق على ميثاق الأمم المتحدة في عام 1945 تحت شعار " أمم متحدة قوية - عالم أفضل"، و لمواكبة هذا الحدث، شاركت السلطنة من خلال وفدها بجنيف في هذه المناسبة حيث حضر سعادة السفير عبد الله ناصر الرحبي سفير السلطنة ، المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة جنيف مراسم التدشين للنصب التذكاري الذي يخلد هذه الذكرى. و كانت مشاركة وفد السلطنة بجنيف إلى جانب الدول الأخرى بمعرض شمل مختلف المفردات الثقافية الحضارية العمانية التي تعطي صورة معبّرة عن نشاط الإنسان العماني و تاريخه الأصيل حيث تم عرض مختلف أنواع الحلي الرجالية و النسائية و كان الخنجر العماني يتوّج الجناح من خلال عرض عدة نماذج و احتضنت "المناديس" العمانية سفنا عمانية تذكيرا بدورها في تاريخ عمان المنفتح على العالم. و عُرضت هذه المنتجات على أنسجة عمانية أصيلة أضفت على المكان ألوانا دافئة بدفء الطبع العماني الذي كان حاضرا من خلال تقديم التمور و الحلوى و القهوة العمانية التي لاقت استحسانا و إقبالا كبيرا من زوار المعرض. و قد كان الوقوف والاطلاع على ما تزخربه السلطنة من هذه المنتجات و المفردات الثقافية لافتا فقد حاولت البعثة إبراز معظم المنتجات التي تزخر بها عمان و تتميز بها عن سواها.
كما تم عرض فيلم ضمن هذا النشاط احتوى على ما تزخر به عمان من طبيعة تتميز بها و ما تحقق على أرضها من تقدم تنموي و حضاري و سياحي ، كما تم توزيع عدد من المطبوعات العمانية باللغتين الإنجليزية و العربية. وقد عبّر عدد من الزوار الذين توافدوا على الجناح العماني عن إعجابهم بما تزخر به عمان من طبيعة و إمكانيات سياحية فريدة في المنطقة و كرم الضيافة و طبيعة الشعب العماني الكريم.
و ضمن هذه الاحتفالية، تم تدشين نصب تذكاري يتمثل في منحوتة حجرية تتكوّن من 193 حجرا تمثِّل العدد الحالي للدول الأعضاء في الأمم المتحدة. و نُحِت اسم كل بلد على كل صخرة، من بينها عمان. و قد ذكر الفنان صاحب المنحوتة و الفكرة ، الإيطالي دي بيستوليتو في كلمته أن الفن يُثبت أنه يلعب دورا في ايجاد عالم جديد أكثر سلاما و تواؤما وأن الأمم المتحدة هي الطريق الذي يقود إلى هذا العالم الذي نتطلَّع إليه جميعا. و ألقى المدير العام، مايكل مولر، كلمة لتدشين هذه المنحوتة، تلاه السفير السويسري لدى الأمم المتحدة حيث حضر التدشين كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، إلى جانب عدد كبير من السفراء. و ذكّر المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة في كلمته بمدى أهمية الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في بناء السلام لاسيما في الظروف الراهنة التي تشهد تصاعد العنف و الحروب و مأساة اللاجئين الفارين من مناطق النزاعات المسلحة.
وأشار إلى ضرورة اهتمام الناس بعمل الأمم المتحدة لأن ما يدور في أرجائها و يكون محل النقاش في اجتماعاتها لا يمسُّ جنيف فحسب بل يمسُّ جميع سكان العالم في جميع الأرجاء.
و إثر مراسم التدشين، زار مدير عام مكتب الأمم المتحدة بجنيف، مايكل مولر، أجنحة الدول المشاركة و من بينها الجناح العماني وأعرب عن إعجابه بطريقة التزيين و تنوّع المعروضات التي تقدِّم نماذج عن حضارة عمان عبر التاريخ و أشاد بالدور الذي تقدِّمه عمان من خلال مساهمتها في هذه المعارض و الأنشطة و دورها في الأمم المتحدة.
كما أعرب باسكال سيم، المسؤول عن الأنشطة الثقافية بمكتب الأمم المتحدة بجنيف، عن سعادته بالتواجد العماني الدائم في هذه الأنشطة التي تسهم في تقديم حضارة عمان حاضرا و ماضيا و باعتباره المسؤول عن جميع الأنشطة الثقافية بالأمم المتحدة بما في ذلك هذا الحدث المميز،و قد أشاد بتميز الجناح العماني عن غيره من البلدان الأخرى المشاركة لتميزه بطريقة العرض و تزيين الجناح و ما شمله من تنوع المعروضات التي تدل ثراء الثقافة العمانية.
و تجدر الإشارة إلى أن إحصائيات الأمم المتحدة تشير إلى أن المدينة الدولية تحتضن نحو 29.000 دبلومسايا، كما يعمل ما يزيد على 9400 موظف في الأمم المتحدة في جنيف، و التي تعتبر أكبر مكتب للأمم المتحدة في العالم (بناء على عدد الموظفين) و عدد المنظمات الدولية و الوكالات التابعة للأمم المتحدة التي تصل إلى 35 منظمة. كما يُذكر أنها تحتضن سنويا ما يزيد على 2700 اجتماع مما يجعلها متفوقة على مدينة نيويورك.
و عليه فإن خطة تواجد بعثة السلطنة للمشاركة في هذه الأنشطة قائمة و مستمرة لاستثمار هذا التواجد بإبراز عمان حاضرا و ماضيا إذ تعتبر من أهم الوسائل في الترويج للبلاد بالاتصال المباشر.