فيما يشارك الوفود في افتتاح المركز الثقافي في نزوى .. غدا

مسقط ـ العمانية :
تبدأ صباح اليوم في منتجع بر الجصة أعمال الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة الذي تستضيفه السلطنة على مدى ثلاثة أيام. ويترأس أعمال الاجتماع صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة وبحضور معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة"الايسيسكو" ووزراء الثقافة في دول العالم الإسلامي رؤساء وفود بلدانهم.
وتأتي استضافة السلطنة لأعمال الاجتماع ضمن برنامج الاحتفال بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية. ومن المنتظر أن تشارك الوفود الإسلامية في حفل افتتاح المركز الثقافي في مدينة نزوى المشروع الأبرز في جدول احتفالات المدينة. ويحمل المؤتمر هذا العام شعار "نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية" وسيعقد أصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة في العالم الإسلامي غدا جلسة نقاشية "الطاولة المستديرة" لمناقشة محور الاجتماع للوصول إلى توصيات من شأنها أن ترقى بالشعوب العربية والإسلامية وتبعدها عن التطرف وتأخذها باتجاه الوسطية المطلوبة.
ويأتي اختيار شعار المؤتمر بهذا الشكل منسجما مع الدور الحضاري الكبير الذي تقوم به السلطنة في مجال نشر ثقافة السلام والوئام ونبذ التطرف والكراهية بين مختلف الشعوب. الأمر الذي خرج من كونه معطى ثقافيا إلى كونه خطابا سياسيا تتبناه السلطنة.
وسيشكل المؤتمر في جلسته الأولى صباح غد ما يعرف بمكتب المؤتمر الذي سيتولى إدارة النقاشات واستخلاص التوصيات والبيان الختامي. وسيلقي رؤساء الوفود كلماتهم أمام المؤتمر يستعرضون التقارير الوطنية لدولهم حول جهودهم في إطار تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي. كما سيلقي المدير العام للمنظمة تقريره حول الاستراتيجية وجهود المنظمة في مشروع الحوار والتنوع الثقافي والرد على حملات التشويه الإعلامي للإسلام والمسلمين.
وبشكل عام تركز اجتماعات المنظمة بشكل دوري على ستة محاور رئيسية يتم اعتمادها في أغلب الدورات. المحور الأول جهود الأيسيسكو في إطار الحوار والتنوع الثقافي، والرد على حملات التشويه الإعلامي للإسلام والمسلمين، والمحور الثاني يتعلق بجهود المنظمة في إطار برنامج العواصم الثقافية الإسلامية. والمحور الثالث جهود المنظمة في إطار تنفيذ استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي خارج العالم الإسلامي، والمحور الرابع جهود المنظمة في تنفيذ استراتيجية تطوير تقانات المعلومات والاتصال في العالم الإسلامي، والمحور الخامس جهود المنظمة في إطار الخطة التنفيذية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والمحور السادس جهود المنظمة في إطار الإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية.
وتفصيلا في مجال حماية التراث الثقافي والحضاري في العالم الإسلامي فإن المنظمة الإسلامية واصلت جهودها من خلال لجنة التراث في العالم الإسلامي للمحافظة على التراث الحضاري الإنساني في الدول الأعضاء وسعت جاهدة من أجل دعم تسجيل المواقع الأثرية في قائمة التراث في العالم الإسلامي، وتقديم الدعم اللازم إلى جهات الاختصاص في الدول الأعضاء من أجل تسجيل مواقع تراثية وطبيعية في قائمة التراث العالمي لليونسكو، والتعريف بالمآثر الحضارية الإسلامية وإصدار الدراسات التوثيقية عنها وتأهيل العاملين المختصين لرعايتها.
وفي مجال تعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات ركزت المنظمة جل اهتمامها على بلورة مفهوم متكامل ومتوازن للحوار يستند على الاحترام المتبادل والانصاف ونبذ التعصب والكراهية ونشر الوسطية والاعتدال. وفيما يتعلق بتفعيل برنامج الرد على حملات التشويه الإعلامي للإسلام والحضارة الإسلامية واصلت الايسيسكو تنفيذ هذا البرنامج من خلال تنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات داخل دول العالم الإسلامي وخارجه، شملت عقد اجتماعات خبراء وحلقات دراسية حول سبل التصدي لتكريس الصورة النمطية المتشددة عن الإسلام. كما تسعى المنظمة في أعمالها إلى تعزيز الهوية الوطنية الإسلامية وتطوير تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها. وسيكرس المؤتمر جهوده من أجل مواصلة التعريف بالاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي على أوسع نطاق من خلال تخصيص الكثير من الأنشطة والبرامج. وسينتخب المؤتمر أعضاء المجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي كما سيختار مكان الدورة العاشرة للمؤتمر وتحديد زمانها.