بيروت ـ من أحمد أسعد:
تعود اللجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري يوم غد الجمعة للاجتماع في محاولة للتوصل الى صيغة حول بندي المقاومة وإعلان بعبدا تخرج هذا البيان من نفق الأزمة والكيدية السياسية التي علق بها، وبالتالي افساح المجال امام انطلاق هذه الحكومة التي قيّض لها ان تبصر النور من دون ان تتمكن من ممارسة مهامها، مع ان لا احد من أعضائها ينتظر منها ان تحقق اي انجازات سياسية او امنية او اقتصادية اجتماعية، وكل ما مطلوب منها ان تكون عاملا مساعدا لاجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، ولكن في ظل الصراع الدائر بين القوى السياسية المنقسمة على بعضها والمنخرطة في محاور واحلاف اقليمية ودولية مختلفة، لا يبدو أن الطريق معبد أمام هذا الاستحقاق، وما السجال الدائر اليوم في اللجنة الوزارية سوى جزء من المعركة الدائرة حول هوية لبنان التي يتنازعها فريقان، كل منهما في اتجاه مناقض للآخر.من جهته حذر الرئيس اللبناني ميشال سليمان امس الاربعاء في باريس من ان تدفق اللاجئين السوريين الى بلاده يشكل "خطرا وجوديا" عليها، داعيا الى التضامن الدولي مع لبنان. وقال سليمان في افتتاح اجتماع وزاري دولي في قصر الاليزيه تشارك فيه خصوصا روسيا والولايات المتحدة ان وجود نحو مليون لاجىء سوري في لبنان الذي يبلغ عدد سكانه اربعة ملايين نسمة "يشكل خطرا وجوديا يهدد الوحدة اللبنانية". وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس الاربعاء "سنغتنم فرصة هذا الاجتماع بالكامل من اجل دفع السلام قدما سواء في الشرق الاوسط او على مشارف اوروبا"، في إشارة إلى الأزمة الأوكرانية. واكد ان اجتماع باريس له ثلاث "اولويات": مناقشة المساعدات للاجئين عبر مبالغ ينبغي "استكمالها" ودعم الاقتصاد اللبناني وخصوصا عبر صندوق انشأه البنك الدولي وتجهيز الجيش اللبناني لضمان امن لبنان. وحضر الاجتماع وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، اي الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي فضلا عن ممثلين للبنك الدولي والامم المتحدة بينهم مساعد الامين العام للشؤون السياسية جفري فيلتمان. وكل هؤلاء الاطراف اعضاء في مجموعة الدعم الدولية.
ودعيت دول أخرى مثل السعودية وألمانيا وأسبانيا وفنلندا وايطاليا والنروج على خلفية المساعدة الخاصة التي قدمتها للبنان.