اكتظت قاعة مكتب سعادة والي طاقة صباح السبت 31/10/2015 بالحضور من أعضاء لجنة شؤون البلدية ومندوبي الوحدات الحكومية والأهلية لمناقشة الظروف التي تكتنف الولاية جراء الحالة المناخية التي تمر بها محافظة ظفار، وخلال الاجتماع رحب سعادة الوالي بالحضور وشكرهم على التعاون وحثهم على العمل بروح الفريق وتنسيق الجهود بما يسهل تقديم العون الإسعافي للمواطنين في حالة تعرضهم لا سمح الله لمكروه، بعد ذلك عرض جميع المسؤولين عن جميع الجهات المشاركة استعدادات مؤسساتهم لتقديم المساعدة والعون والإسعافات اللازمة للمواطنين لتجنيبهم مفاجآت مآلات الحالة المدارية التي يمكن أن يعاني منها المواطنون في حالة حدوث الإعصار لا سمح الله، ونقل ممثلو جميع الجهات انتباه الحضور إلى الاستعدادات المعدة لحماية المواطنين والمقيمين والممتلكات وتجنب الأضرار المحتملة لا قدّر الله، كان الحضور يتحدثون بوعي ملحوظ، ويستعرضون الأرقام في حجم الاستعدادات التي تم اتخاذها، تجلى الوعي بحجم الأخطار المحدقة وتبلورت حلول ملموسة وقابلة للتطبيق وتتسم بالواقعية وكان أبرز تطور أعجبني هو مشاركة الشباب من خلال الفرق التطوعية، وقد استعرضوا الخطط التي تبنوها لخدمة جميع الأحياء التي قد تكون عرضة للخطر.
لاحظت أن جميع المتطوعين هم من فئة الشباب، تحدث بالنيابة عنهم اثنان وأظهرا جميع الاستعدادات والتجهيزات التي قاموا بإعدادها مع زملائهم، وطلبوا من سعادة الوالي أن يمنحهم الإذن والأهلية أمام مواطني الولاية حتى يتحركوا ويؤدوا مهامهم بسهولة بعيدا عن الريبة والحذر. والمثير للإعجاب أن الشباب يمتلكون بجهودهم الذاتية قوارب وأدوات أمن وسلامة وسيارات ذات دفع رباعي ويتحركون مع الشركات والمؤسسات لتسهيل تقديم خدماتهم وهم يمثلون خير عون للجنة الرئيسية واللجان الفرعية، وعلمت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أن فرق العمل التطوعي تغطي جميع ولايات المحافظة، وتعمل ليل نهار وبدون أي مقابل من خلال اسعاف المحتاجين والمتضررين في حال حدوث أي مكروه جراء الظروف المناخية الاستثنائية. والرائع الذي يكتب بماء الذهب أن العديد من المواطنين تبرعوا بعماراتهم وعقاراتهم وممتلكاتهم لإيواء المتضررين والنازحين. والمحمدة المشهودة هو قيام هيئة الأعمال الخيرية بدورها وتوفير جميع متطلبات الإيواء هذا بالإضافة إلى جهود الفرق التطوعية في جميع أنحاء السلطنة وتسخير شبكات التواصل الاجتماعي للتوعية وتقديم النصح والإرشادات والخدمات وايصال المواد الغذائية والمواد الطبية وجميع المتطلبات الضرورية. في غضون ساعات قليلة تحولت السلطنة كلها إلى فرق عمل تمتد من مسندم إلى محافظة ظفار، بل وامتد نشاطها الى الجمهورية اليمينة الشقيقة. كان الناس يخشون على القيم ويحذرون منذ سنوات من تصحر أخلاقي وقيمي وانحسار قيم التكافل والتواصي بالمعروف نتيجة انتشار ثقافة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، لكن الشباب الذين يقومون بجهود نبيلة باستخدام تلك الأدوات والشبكات تثبت بما لا يدع مجالا للخوف أن الزبد يذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في عقول وصدور الشباب في جميع أنحاء السلطنة.
أتمنى أن يلتفت المختصون في مؤسسات التعليم وفي هيئة الأعمال الخيرية وفي اللجنة الوطنية للشباب إلى تبني الشباب المتطوعين من خلال التدريب والتوجيه والتحفيز حتى يقوم كل مواطن بدوره ويسارع في فعل الخيرات لخدمة عمان وشعبها.

د. أحمد بن علي المعشني
رئيس مكتب النجاح للتنمية البشرية