يشهدون اليوم إفتتاح المركز الثقافي وحضور الأنشطة التراثية والثقافية في نزوى
هيثم بن طارق : الحضارة الإسلامية إرث مشترك للإنسانية على اختلاف شعوبها وتباين أجناسها وتنوع عناصرها الفكرية وخصوصيتها الحضارية
إياد مدني : المؤتمر يتناول السبل الكفيلة بتكثيف اللقاءات الثقافية والتبادل الثقافي والتلاحم الابداعي ومد جسور التواصل المعرفي بين العالم الإسلامي
عبدالعزيز التويجري : المرحلة الحرجة بمشكلاتها وأزماتها تقتضي تعزيز التضامن وترسيخ قواعده وتوسيع نطاقه لحماية أمن الدول الأعضاء ثقافيا ودينيا

كتب ـ فيصل بن سعيد العلوي :
أكد صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة إن الهدف الأسمى من الاحتفاء بالمدن الإسلامية كعواصم ثقافية إسلامية احياء لتاريخها وحضاراتها وإسهاماتها الثقافية والعلمية من أجل بناء الحاضر والمستقبل مستلهمة مبادئها من الحضارة الإسلامية والتي هي إرث مشترك للإنسانية جمعاء على اختلاف شعوبها وتباين أجناسها وتنوع عناصرها الفكرية وخصوصيتها الحضارية.

كان ذلك اثناء إلقاء سموه الكلمة الإفتتاحية لأعمال الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة بدول العالم الإسلامي والذي تستضيفه السلطنة احتفاء بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية 2015 م تحت شعار "نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية" ، حيث يترأس صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة أعمال الدورة التي تقام بمنتجع بر الجصة بحضور معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "ايسيسكو" وأصحاب المعالي وزراء الثقافة بدول العالم الإسلامي رؤساء وفود بلدانهم. حيث يناقش المؤتمر الذي بدأ أمس ويستمر حتى الغد ستة محاور رئيسية تتصل بجهود ايسيسكو في إطار الحوار والتنوع الثقافي والرد على حملات التشويه الإعلامي للإسلام والمسلمين وما يتعلق بجهود المنظمة في إطار برنامج العواصم الثقافية الإسلامية. ويبحث المؤتمر جهود ايسيسكو في إطار تنفيذ استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي خارج العالم الإسلامي وجهودها في مجال تنفيذ استراتيجية تطوير تقانات المعلومات والإتصال في العالم الإسلامي وما يتصل بالخطة التنفيذية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وما يخص الإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية . حيث تم أثناء المؤتمر تسليم السلطنة رئاسة الدورة التاسعة لمؤتمر وزراء الثقافة في الدول الإسلامية من المملكة العربية السعودية .
وأضاف صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة : أن الاحتفال بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2015م يأتي لما تتمتع به هذه المدينة العريقة من مكانة تاريخية وحضارية ودينية وثقافية ومن خلال هذه الاحتفالية تم تسليط الضوء على مدينة نزوى وإبراز معالمها وعلمائها الذين كان لهم دور كبير في التاريخ والحضارة العمانية والإسلامية وإلى جانب الاحتفاء بمدينة نزوى تحتفل أيضا جمهورية قازخستان بمدينة " ألماأتا" وجمهورية بنين بمدينة كوتونو كعاصمتين للثقافة الإسلامية لعام 2015م.
وأضاف "سموه" : أستضافت المملكة العربية السعودية الشقيقة الدورة الثامنة لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي وحملت عنوان "من أجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار الإسلامي" والتي أسهمت في تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي وانتخاب المجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ هذه الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي ، وانتخاب المجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ هذه الإستراتيجية، وكذلك اعتماد مشروع الإعلام الإسلامي حول الحقوق الثقافية ، متقدما سموه بجزيل الشكر والتقدير لمعالي وزير الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية رئيس المؤتمر الإسلامي الثامن على جهوده الحثيثة في متابعة أعمال المؤتمر والتي جاءت بتنفيذ العديد من القرارات الصادرة عنه.
وفي كلمته أشار صاحب السمو السيد وزير التراث والثقافة إلى أن الدورة التاسعة التي تأتي تحت شعار "نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية" يشتمل على مضامين هامة لترسيخ الثقافة الوسطية التنموية والوسطية الثقافية هي مجال أرحب للتعددية والتنوع الثقافي وإحدى آليات الحوار الحضاري الذي يحقق السلم في المجتمعات وبناء ديمقراطية ثقافية مشتركة تسهم في تقريب وجهات النظر بين دول العالم الإسلامي.
وفي الختام قال صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة : ان استضافة السلطنة لأعمال المؤتمر ضمن برنامج الاحتفال بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية يهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات وتجديد السياسات الثقافية في العالم الإسلامي ومواءمتها مع التغيرات الدولية ومتابعة تنفيذ الاستراتيجية الثقافية وتطوير تقنية المعلومات والإتصال في العالم الإسلامي والنهوض بدور الوساطة الثقافية في العالم الإسلامي .

منظمة التعاون
وكانت قد بدأت فعاليات المؤتمر الإسلامي بآيات من القرآن الكريم تلاها الدكتور إبراهيم البلوشي ، وعقب إلقاء كلمة السلطنة في المؤتمر القى معالي إياد مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي كلمة قال فيها ان اختيار مكان انعقاد الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة يعد اختيارا موفقا باعتبار مدينة مسقط شاهدا على مدى اسهام السلطنة في تعزيز الثقافة الإسلامية وتلاقحها مع الثقافات الأخرى مشيرا إلى دار الأوبرا السلطانية مسقط والعمل القيم الذي يضطلع به مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم من خلال مسابقات تحرير المقالات والمحاضرات وجوائز الشعر وذلك دليل على مركزية الثقافة الإسلامية في الرؤية المستنيرة والقيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ.
وأضاف " الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي" : إن القضايا المتعلقة بالتبادل الثقافي بين الدول الأعضاء من الأولويات الهامة لمنظمة التعاون الإسلامي ونأمل من كافة الدول الأعضاء دعم هذا المسعى معربا عن أمله في أن يتناول المؤتمر السبل الكفيلة بتكثيف اللقاءات الثقافية والتبادل الثقافي والتلاحم الابداعي ومد جسور التواصل المعرفي بين العالم الإسلامي.
وتعرض معالي إياد مدني إلى الممارسات الثقافية التي تواجهها دول منظمة التعاون الإسلامي ومن هذه الممارسات "ثقافة الظلم والعدوان" ، و"ثقافة التمييز" ، و"والتهميش" و"ثقافة "المذهب".
ودعا "معاليه" إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي بهدف ضمان التعامل مع التحديات بفعالية وأن تستهدف الاستراتيجية الثقافية إضفاء وإضافة البعد الثقافي عند اعداد وتنفيذ البرامج الاجتماعية والاقتصادية وجعل التنمية الثقافية أولوية أساسية وكذلك جعل الشباب من بين أول المستهدفين والمستفيدين في مجال بناء القدرات ، والنظر في إقامة "مهرجان منظمة التعاون الإسلامي للتعبير الثقافي" على هامش كل دورة من دورات المؤتمر الإسلامي بحيث تعرض الدول الأعضاء ما يميزها من فنون وموسيقى وشعر.
المنظمة الإسلامية
بعدها ألقى الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة كلمة أوضح فيها أن انعقاد الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة تحت شعار "نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية" يعبر عن اهتمام العالم الإسلامي بقضايا التنمية الشاملة المستدامة في أعقاب القمة العالمية التي عقدت أخيرا في مقر الأمم المتحدة والتي أقرت الأهداف الجديدة للتنمية الشاملة للخمس عشرة سنة المقبلة من العام 2016 وحتى 2030 .وأكد "التويجري" في كلمته أن هذا الشعار يعكس اهتمام العالم الإسلامي بمحاربة التطرف والغلو على مختلف المستوياوت والتصدي للإرهاب بجميع أشكاله باعتباره الخطر الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأضاف "التويجري" : إن الثقافة الوسطية هي نقيض للثقافة المتطرفة وأن الثقافة التنموية هي بديل عن ثقافة التخلف بجميع مظاهره الذي يبدأ من التخلف في الفكر وينتهي إلى التخلف الاجتماعي والاقتصادي مشيرا الى حرص الدول الاسلامية على إبراز هذا المفهوم العلمي وتسليط الضوء عليه و السعي إلى العمل على بلورته وترسيخه واعتماده مقوما من مقومات المنهج المعتمد في عالمنا الإسلامي المشترك في نطاق اختصاصات المؤتمر لذلك كان الربط بين الثقافة وبين التنمية باعتبارها من أقوى الوسائل للنهوض الحضاري الشامل من ضروريات التقيد بهذا المنهج العلمي الذي هو السبيل نحو تفعيل العمل الثقافي العام والارتقاء به حتى يكون رافدا قويا للتنمية الشاملة المستدامة التي تنشدها بلدان العالم الاسلامي و توطد العزم على العمل من أجل دعمها بكل الوسائل المتاحة.
وأضاف ان المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم الإسلامي اليوم بمشكلاتها وأزماتها تقتضي تعزيز التضامن الإسلامي وترسيخ قواعده وتوسيع نطاقه وذلك لحماية أمن الدول الأعضاء ثقافيا ودينيا وعدم التدخل في شؤونها بأي شكل من الأشكال واحترام التنوع المذهبي فيها.
بعدها بدأت الجلسات الحوارية التي ناقش المحاور المدرجة على جدول أعمال المؤتمر حيث ألقى عدد من رؤساء الوفود كلماتهم أمام المؤتمر مستعرضين التقارير الوطنية لدولهم حول الجهود المبذولة في إطار تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي ، بعدها قام الوفود بزيارة إلى المتحف الوطني .

اليوم .. افتتاح مركز نزوى الثقافي
ومن المنتظر أن تشارك الوفود الإسلامية اليوم في حفل افتتاح المركز الثقافي في مدينة نزوى المشروع الأبرز في جدول احتفالات المدينة كما سيتم افتتاح فعاليات ملتقى ملامح من الحياة النزوية في قلعة نزوى وتدشين شارع الثقافة، وتدشين مجسم شعار نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية إضافة إلى زيارة المعالم الدينية والثقافية والتراثية في المدينة.