اختتم الملتقى الوطني الثالث للامراض المعدية بمحافظة ظفار اعماله بمنتج كراون بلازا بصلالة الذي شارك في حوالي 300مشارك من مختلف الفئات الطبية بالموسسات الصحية من مختلف محافظات السلطنة والجهات الاخرى ذات العلاقة وبحضر الدكتور خالد بن محمد المشيخي - مدير عام المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة ظفار تناول الملتقى العديد من المواضيع المتعلقة بالامراض المعدية الهامه ، ويناقش الملتقى في يومه الثاني العديد من أوراق العمل التي تتناول التعامل مع الأمراض المعدية واستراتيجية وزارة الصحة وخططها في جوانب الترصد والتقصي والسيطرة على الأمراض التي تشكل خطورة على المجتمع بحكم امكانية انتشارها وانتقالها بين الأفراد ، وتجري هذه النقاشات وسط حضور كثيف من قبل المختصين والأكادميين والعديد من الاكلينيكيين بالاضافة إلى المهتمين بالشأن الصحي من مختلف المؤسسات الصحية والأكاديمية بالسلطنة
حيث تحدث الدكتور خالد الحارثي - رئيس قسم مكافحة العدوى بوزارة الصحة عن طرق اتباع أنشطة مكافحة العدوى في المؤسسات الصحية وأن الرعاية الصحية الأولية تعتبر من الأساسيات لتعزيز صحة العاملين الصحيين بداخل مؤسساتهم والتصدي للعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية وأضاف أن تقيد الكوادر الطبية باجراءات وسياسات مكافحة العدوى تعتبر من الأهداف الرئيسية للتصدي لهذه العدوى داخل المؤسسات وضمانا لحمايتهم من أي عدوى قد تصيبهم
تحدث بعدها الدكتور سامر محمد شلبي - الطبيب المسئول عن عيادة نقص المناعة بمستشفى السلطان قابوس عن آخر التوصيات المختصة بعلاج مرضى الايدز وأنواع الأدويه المستخدمة وكيفية رعاية المرضى وأوضح أنه يتم مكافحة المرض وفق أحدث الطرق وأن وسائل التشخيص الحديثة متوفرة بجميع عيادات مرض نقص المناعه
ثم تحدث بعد ذلك الدكتورتوفيق عشم توفيق - رئيس قسم الصحة المدرسية بالمحافظة عن دور المدارس في مكافحة الأمراض المعدية سواء من جهة التوعية أو الاهتمام بالمرافق أو التبليغ عن أي حالات مشتبه باصابتها بمرض معدي وأوضح أن الاهتمام بالتدريب والتوعية للعاملين التربويين والطلاب والأسر يلعب دورا أساسيا في مكافحة العدوى أو تقليل انتشار الأمراض كما أن التحصينات المدرسية لها دورا أساسيا في تدعيم المناعه ومكافحة الأمراض المعديه ، تحدثت بعده الصيدلانية خديجة المحروقي - المشرف الوطني لبرنامج الايدز عن الوصم والتمييز للمتعايشين بفيروس نقص المناعة المكتسب وأوضحت أن هناك أنواع مختلفه من الوصم والتمييز مثل وصم الذات ووصم الأهل والمجتمع ووصم المؤسسات الحكومية والخاصة وقد ركزت على وصم المؤسسات الصحية والذي يعاني منه المتعايشين من قبل بعض الكوادر الطبية بمختلف تخصصاتها إذ لا يحق لأحد التشهير بحالة المريض أو رفض تقديم الخدمة والمعونة له وأن من حقه تلقي العلاج مثله مثل غيره من أفراد المجتمع .
تجدر الاشارة إلى أن فعاليات الملتقى بدات امس حيث اقيم حفل الافتتاح بمنتجع كراون بلازا صلالة تحت رعاية سعادة الشيخ سعيد بن علي بن نفل المسهلي القائم باعمال نائب محافظ ظفار، بتنظيم من المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة ظفار وبحضور عدد من اصحاب السعادة ومديرى المصالح الحكومية المدنية والعسكرية واعضاء المجلس البلدى والمشاركين من مختلف محافظات السلطنة وممثلى المؤسسات الصحية بكل من ديوان البلاط السلطانى والمستشفى العسكرى بصلالة والعيادات الطبية للقوة الخاصة
وقد ألقى الدكتور خالد بن محمد المشيخي مديرعام المديرية العامه للخدمات الصحية بمحافظة ظفار كلمته بهذه المناسبة وقال فيها : يسعدني باسم المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة ظفار أن أرحب بكم جميعا أجمل ترحيب وأن أشكر سعادة الشيخ القائم بأعمال نائب محافظ ظفار علي رعايته الكريمة لتدشين اعمال الملتقى الوطني الثالث للأمراض المعدية بمحافظة ظفار وأن اشكر لكم حضوركم جميعا ومشاركتكم لنا اعمال الملتقى هذآ آلذي أضحى تقليدا سنويا نحرص كل الحرص علي إنعقاده بشكل سنوي، كما نحرص على تطويره وتوسيع المشاركة في أعماله من قبل المعنيين والمهتمين بدراسة ومراقبة الأمراض المعدية ومتابعة مساراتها وتطورها على المستوى الوطني والمستوى الاقليمي والعالمي.
لقد أولت السلطنة ومنذ السنوات الأولى لمسيرة النهضة المباركة اهتماما خاصا لقطاع الخدمات الصحية، وعملت على توفير خدمات صحية نوعية عالية المستوى، كما قامت بتنفيذ العديد من البرامج الاستراتيجية لمكافحة الأمراض المزمنة والمعدية ورعاية الأمومة والطفولة ... الأمر آلذي مكن القطاع الصحي وفى السلطنة في ظل حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وخلال ثلاثه وأربعين عاما من عمر النهضة المباركة من تحقيق آن جازات مشهودة تمثلت فى توفير كافة خدمات والرعاية الصحية الأساسية للمواطن العماني والمقيم علي حد سواء
لقد كان التطور انعكاسا إيجابيا لهذا علي جميع المؤشرات الصحية التي بمقتضاها أصبحت السلطنة تعد ضمن الدول المتقدمة فى مجال تقديم الخدمات الصحية علي مستوي آلعآلم وتبوات بذلك مركزا متقدما فى الحفاظ علي حياة الاطفال من امراض الطفولة المعدية كما يشير الى ذلك الانخفاض في معدل وفيات الأطفال :ويسرنا ان نستعرض الحقائق التالية :ففي عام 1970م كان(118) طفلا من كل ( 1000 ) مولود حي يموتون قبل السنه الاولى من العمر وانخفض الى ( 10.5 ) وفاه لكل 1000 مولود حى فى عام 2012
وفى عام 1970م كان ( 181) طفلا من كل ( 1000) مولود حى يموتون قبل سن الخامسة من العمر وانخفض إلى (11.1) لكل ألف مولود حي عام 2012، وقد تم الاعتراف بجهود السلطنة في هذا الجانب وتم توثيقه على المستوى الدولي .
ويعود التحسن في هذه المؤشرات إلى اهتمام السلطنة بمكافحة أمراض الطفولة الخطرة عن طريق تطبيق برنامج التحصين الموسع الذي استهدف أمراض الدرن، شلل الأطفال ، الدفتيريا، السعال الديكي، التيتانوس، الحصبة، التهاب الكبد الفيروسي ، ، والحصبة الألمانية ... وغيرها من الأمراض المستهدفة بالتحصين والتي وصلت نسبة التطعيم في أغلبها إلى 100٪ من الأطفال وعدد قليل من التطعيمات تصل معدلاتها إلى 99.9٪.
وبسبب ارتفاع معدلات التحصين بقيت السلطنة خالية من مرض شلل الأطفال للسنة الخامسة عشرة على التوالي، ولم يتم تسجيل اي حاله تيتانوس حديثي الولادة منذ عام 1995 م أو أية حالة لمرض الدفتريا منذ عام 1992 م.
اما جهود برنامج مكافحة واستئصال الملاريا الذي تبنته وزارة الصحة منذ عام 1991 م فقد أدت إلى انخفاض عدد الحالات المؤكدة المصابة بهذا المرض من (32) ألف حالة على مستوى السلطنة عام 1990 م إلى (2051) حالة في عام 2012 م وهي حالات جميعها وافدة ، وفى نوفمبر الماضي إ حتفلت السلطنة بخلوها من مرض التراخوما المسببة للعمى وذلك بشهادة من منظمة الصحة العالميه ، أما فيما يتعلق بكل من مرض البروسيلا والبلهارسيا كامراض معدية مستوطنة فى محافظة ظفار فقد تم خفض حالات الاصابة بالبروسيلا من ( 469 ) حالة عام 1995م الى ( 148 ) حالة عام 2012م فى حين تم التوصل الى المستوى الصفرى للبلهارسيا خلال السنوات الثلاثة الاخيرة
واضاف قائلا : ان اقامة هذا الملتقى السنوي فى محافظة ظفار وتكريس أعماله لموضوع الامراض المعدية بمختلف أبعاده إنما يعود القمة عدة عوامل أهمها من الامراض المعدية ميسور وفقا للتقديرات العالميه وتقديرات منظمة الصحة العالميه هى المسئولة عن ثلث الوفيات فى آلعآلم وأنه علي الرغم من النجاحات التي حققتها بعض مناطق ودول آلعآلم فى سبيل الحد من انتشار الامراض المعدية الا انة لايزال العديد من أقاليم و بلدان آلعآلم تعاني من الأعباء الكبيره للأمراض المعدية وذلك بسبب زياده السفر وتنامي انتقال الأفراد والتجاره والهجرة وظهور انواع جديدة من العدوى، هذا إلى جانب الإنفتاح المتنامي للسلطنة على العالم الخارجي وبضمنها محافظة ظفار ذات الحدود المشتركة مع بعض دول الجوار وذات الحدود البحرية الواسعة التي تفضي إلى صلات مباشرة مع دول القرن والشرق الأفريقي وانفتاحها على حركة الملاحة والتجارة الدولية المتنامية بكل ماتحمله من محاذير ومخاطر انتقال للعديد من الأمراض المعدية ، كما أن محافظة ظفار تكاد تنفرد في السلطنة بوجود بعض الأمراض المستوطنة كمرض البلهارسيا ومرض البروسيلا كما ذكرنا سابقا والتي تم تحقيق ن جاحات حقيقيه وملموسة علي طريق تحجيمها والتقليل التدريجي من خطورتها وانتشارها .
إن كل ماتقدم ذكره من عوامل تشكل بالنسبة لنا مدعاة حقيقية لإقامة مثل هذا الملتقى الذي أصبحنا عاما بعد آخر نستشعر أهميته وضرورة تطويره وتوسيع المشاركة في أعماله من قبل المتخصصين وذوي العلاقة والمهتمين بشأن الأمراض المعدية من داخل المحافظة وخارجها وذلك في سبيل تبادل الخبرات وتسليط الضوء على ما حققته مختلف برامجنا من نجاحات وبلورة المزيد من المعارف والخبرات المكتسبة في عمليات الترصد والوقاية والعلاج للأمراض السارية.
إن وجود كوكبة متميزة من المحاضرين المختصين والعاملين فى حقل مكافحة الامراض المعدية وبرامج بيننا فى هذآ اليوم من أجل إثراء وانجاح اعمال الملتقى هذآ وتحقيق الاهداف المنشودة من إقامته وراء لهو آمر يبعث علي الاعتزاز والشعور بالامتنان اللامحدود لعظيم الدعم والمساندة التي نلقاها من قبل كل الأخوة من والزملاء من داخل وخارج المحافظة فلهم منا كل محبة وتقدير
وألقى الدكتور ادريس بن صالح العبيداني محاضرته عن (مراقبة ومكافحة الامراض المعدية في السلطنة) تناول من خلالها النظرة العامة للامراض المعدية حيث تحتوى الورقة علي عدة محاور منها تاريخ تطور ونشوء الامراض المعدية والتى كانت بدايتها في منتصف السبعينيات من القرن المنصرم مرتبطه بمدى تطور الخدمات الصحية عموما في السلطنة.
حيث كان الاهتمام بالامراض المعدية في ذالك الفترة يعزي بسبب ارتفاع في عدد حالات المرض ولما لها من عبئ مرضي وتسبب وفيات وخاصة الاطفال دون السن الخامسة كاانتشار الحصبة والحصبة الالمانية وتسجيل حالات شلل الاطفال وغيرها من الامراض ولله الحمد تم التخلص والقضاء على العديد من هذة الامراض وذالك مع التطور والنماء في السلطنة ومنها ادخال الطعوم مع نسب تغطية مرتفعة
ومن البرامج التي نشاءت انذاك برنامج التحصين الموسع في عام 1981 وبرنامج الوطني للسل الرئوي وبرنامج مكافحة التراخوما وغيرها ومما اسهم في التقليل من هذة الامراض ، وبرنامج الترصد الوبائي والامراض ذات الاولوية والامراض المستجدة وكيفية مكافحتها والوقاية منها
واختتم ورقة العمل حول النظرة المستقبلية للامراض المعدية من اضافة تفعيل برامج اخرى واستخدام التقنيات الحديثة في ذالك) وفي نهاية المؤتمر قام راعي الحفل بتسليم الهدايا للمحاضرين وتوجه فيما بعد لاستعراض المعرض المصاحب واستمع لشرح لما يحتويه المعرض .