يضم مسرحين ومكتبة عامة ومبنى للنادي الموسيقي
هيثم بن طارق : المركز يعد باكورة العمل الثقافي للمراكز القادمة بمحافظات السلطنة

نزوى من سالم بن عبدالله السالمي:
احتفلت مدينة نـزوى التاريخية بافتتاح المركز الثقافي، وهو المشروع الأبرز في جدول احتفالات المدينة بنـزوى عاصمة الثقافة الإسلامية بحضور أصحاب المعالي وزراء الثقافة في الدول الإسلامية ورؤساء وفودهم المشاركين في أعمال الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة للدول الإسلامية، والذي تستضيفه السلطنة على مدى ثلاثة أيام ، حيث كان في استقبال الضيوف صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة وسعادة الشيخ حمد بن سالم بن سيف الأغبري والي نـزوى مرحبين بهم في مدينة نـزوى متمنين لهم زيارة طيبة لهذه المدينة العريقة.
وقال صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة : الحمد لله على كل حال فبعد سنوات من الانتظار نحن نرى تباشير العمل الثقافي وهو مركز نزوى الثقافي والحمد لله أتى متزامنا مع الاحتفال بنزوى عاصمة الثقافة الاسلامية واحتفال البلاد بالعيد الوطني المجيد وهو باكورة العمل الثقافي لوزارة التراث ونتمنى أن نرى عددا آخر من هذه المراكز في كل المحافظات تخدم بشكل واسع المثقفين والمبدعين والفنانين وبلا شك سيكون له شأن للمفكرين والمثقفين والطلاب والمسرحيين وأتمنى أن تكون المحطة القادمة في إحدى المحافظات حسب برنامج الوزارة فالمركز سيعمل ببرنامج مستقل وموازنات مستقلة فهناك مجموعة من البرامج الشاملة ستؤدي الغرض الذي ننشده وهناك مركز آخر سيتم انشاؤه في خصب وآخر في البريمي وصحار .
وأثناء الحفل قام صاحب السمو السيد وزير التراث والثقافة بافتتاح المركز وإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمركز بعدها توجهوا إلى داخل المركز واستمعوا لشرح واف عن مكونات المركز وما يضمه من مرافقه ثقافية وأدبية وفنية، حيث يبُني المركز الذي يقع في المنطقة الواقعة في حي التراث والقريبة من نيابة بركة الموز على مساحة إجمالية 9510 أمتار مربعة ويضم مسرحا على مساحة 3150 مترا مربعة ومبنى الإدارة بمساحة إجمالية 1785 مترا مربعا ومكتبة عامة بمساحة 735 مترا مربعا ومقر للنادي العلمي على مساحة 530 مترا مربعا ومسرح خارجي بمساحة 450 مترا مربعا وورشة الأعمال الفنية بمساحة 435 مترا مربعا ومبنى للنادي الموسيقي على مساحة 400 متر مربع وقاعة متعددة الأغراض بمساحة 365 مترا مربعا ومكتبة الأطفال على مساحة 320 مترا مربعا بالإضافة إلى المرافق الخدمية بمساحة 195 مترا مربعا ومخزن الآثار بمساحة 130 مترا مربعا، كما قاموا بجولة في مختلف مرافقه بعد ذلك شاهدوا عرضا تسجيليا لخص تجربة الأفلام الأربعة ( احتفالية الفيلم الوثائقي عن نـزوى ) والتي عرضت مؤخرا بجامعة نـزوى ضمن الاحتفال بنـزوى عاصمة الثقافة الإسلامية ، وقد أبدى أصحاب المعالي إعجابهم بالمركز وما يضمه من مرافق سيكون له دور بارز في الحراك الثقافي والأدبي والفني نظرا لما تم تجهيزه بأحدث الأجهزة التي ترقى بهذه المجالات وهو يعد من الصروح الحديثة في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه- مباركين لأهالي ولاية نـزوى ومحافظة الداخلية والسلطنة عموما هذا الانجاز الرائع الذي يضاف إلى منجزات نهضة عمان المباركة.
ثم ألقى سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية، كلمة أوضح فيها مكانة نـزوى العلمية والثقافية والدينية والأثرية وما حمله من مكانة عظيمة للعلماء والآباء والشعراء والأئمة وكذلك ما تميزت به من معالم أثرية كالقلاع والحصون والحارات والبيوت القديمة والأفلاج والكثير من الشواهد التي جعلتها تتبوأ مكانة كبيرة بين المدن العمانية التي يحتفل بها هذا العام عاصمة للثقافة الإسلامية .
وأضاف المعمري في سياق كلمته: وها نحن نحتفل اليوم بهذه المناسبة بافتتاح المركز الثقافي في هذه الولاية العريقة والذي يضم العديد من المرافق الثقافية والفنية والتي جهزت بأحدث الأجهزة والتقنية الحديثة التي تلبي حاجة الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية والأدبية.
ثم ألقى الشاعر سالم بن علي الكلباني قصيدة شعرية بهذه المناسبة. بعد ذلك قدم معالي الشيخ عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة الدرع الذهبي لجلالة السلطان المعظم للاحتفاء بنـزوى عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2015م تسلمه صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة والذي تسلم بدوره درعا خاصا بهذه المناسبة كما قدم التويجري درع المناسبة لسعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية وكذلك تسلم سعادة الشيخ حمد بن سالم الأغبري والي نـزوى درع المنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة.
بعدها ألقى المدير العام للمنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة كلمة قال فيها: إنه لشرف عظيم أن تتاح لنا فرصة لزيارة مدينة نـزوى بروحها وتاريخها وعطائها وهذه الاحتفالية التي تحمل اسم هذه المدينة العريقة نـزوى عاصمة الثقافة الإسلامية 2015م لهو دليل على مكانة الولاية الدينية والثقافة والأدبية والتاريخية والأثرية .
واختتم بقوله: أدام المولى عز وجل على السلطنة نعمة الأمن والأمان والخير والعطاء والنماء وان يوفق جلالة السلطان المعظم الذي جمع كلمة الحق والعدل والمساواة.
ملامح من الحياة النزوية
وتوجه أصحاب المعالي إلى داخل مدينة نـزوى مرورا بشارع الثقافة وميدان الثقافة والفن وموقع مجسم نـزوى ثم قلعة نـزوى الشهباء والتعرف على معالمها الأثرية والتاريخية وما تحكيه من ماض عريق وتاريخ حافل بالأمجاد.
حيث اقامة الولاية احتفالية بمناسبة هذه الزيارة تمثلت في افتتاح ملتقى ( ملامح من الحياة النزوية ) ويستمر حتى السادس من نوفمبر الحالي وتنظمه اللجنة الثقافية لفعاليات نـزوى عاصمة الثقافة الإسلامية بمشاركة عدد من المؤسسات الأهلية والخاصة وجمع من الحرفيين وأصحاب المهن التقليدية والمشغولات والفنون التشكيلية المرتبطة بالتراث العماني وكذلك هواة جمع التحف والقطع الأثرية .
يشتمل الملتقى على العديد من الأركان الفنية والثقافية بدءً بالفنون العمانية بفن الرزحة والعازي وفنون الأطفال والعادات الاجتماعية كالتهلولة والتيمينة والألعاب العمانية وركن الصناعات التقليدية التي واصلت تألقها وتطورها كصناعة الحلوى العمانية وماء الورد وصناعة الفضيات والنسيج وكذلك ركن الصناعات التقليدية من سعفيات ونحاسيات وجلود كما قدم ركن الصناعات القديمة ملامح فريدة مقارنة بين الحياة قديما وحديثا من حيث بعض الصناعات التي تجسد في صناعة الطوب الطيني والصاروج وكذلك الحدادة والنجارة والمهن القائمة على الزراعة قديما كصناعة الحصير وقياس حصة الماء .كما كانت ركن المرأة هو الآخر حاضر بقوة بين أركان الملتقى حيث جسدت المرأة الصناعات والحرف التي أبدعت فيها كالنسيج والسعف والعطور والمأكولات العمانية والصناعات القائمة على التمور والعديد من الحرف والصناعات التي توزعت بين حياة الحضر والبادية .
واشتمل الملتقى كذلك على عرض للوحات ومجسمات ومشغولات يدوية في الفنون التشكيلية من تصوير ونحت وزخرفة وكذلك عرض فني لبعض التحف والفضيات والنحاسيات والمسكوكات والنقود القديمة والمقتنيات الأثرية التي فاجأت الحضور والزائرين واشتمل أيضا على أركان المدارس العلمية والمجالس كمدرسة الكتاتيب والمدرسة النزوية الفقهية والبرزة ومن ثم المعرض الذي ضم العديد من الأقسام الخاصة بالقلعة وما بها من أقسام وزوايا أبرزت الدور التي لعبته القلعة قديما في الإدارة والحصانة وبرزت التراث المعماري الفريد الذي أبدع فيه العمانيون على مر العصور .
وجاء كذلك ركن الأستوديو الإذاعي الذي عمل على ربط مباشر بين جميع الأركان من حيث مراسلين إذاعيين مباشرين ينقلون أحداث ولقاءات مع الحرفيين والزائرين ويبث انطباعاتهم عن طريق حوارات أو طرح مسابقات في تراث وتاريخ مدينة نزوى ويستضيف في مكتبه عددا من المختصين وطلاب المدارس الذين جاءوا يعرضون إبداعاتهم الإذاعية في الملتقى.