يعد الأكبر من نوعه في العالم وينتج 1 جيجاوات من الطاقة الحرارية

مسقط ـ (الوطن):
أعلنت شركة تنمية نفط عُمان وشركة جلاس بوينت سولار مؤخرا عن مباشرة العمل لبناء مشروع "مرآة"، حيث بدأت أعمال إعداد وتسوية الموقع في حقل أمل جنوب منطقة الامتياز، وذلك قبل شهر من الموعد المحدد. وسيعمل المشروع على تجميع الطاقة الشمسية لتوليد البخار الذي سيستخدم بدوره لاستخلاص النفط الثقيل.
وكانت الشركتان قد أعلنتا في يوليو الماضي عن عقد صفقة لبناء مشروع "مرآة"، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1 جيجاوات من الطاقة الحرارية، والذي سيصبح حال اكتماله واحدا من أكبر محطات توليد البخار بالطاقة الشمسية في العالم.
وقال راؤول ريستوشي، مدير عام شركة تنمية نفط عُمان قائلا: تمثل المباشرة في أعمال إنشاء مشروع "مرآة" خطوة مهمة على الدرب الصحيح بالنسبة لشركة تنمية نفط عُمان وجلاس بوينت، ومن شأنها أن تمهد الطريق أمام إكمال المشروع حسب الخطة الموضوعة له.
واستطرد ريستوشي قائلا: فخورون بريادة هذه الصناعة الحيوية ونشر الحلول المبتكرة، والتي من شأنها أن تتيح لنا الاستفادة من احتياطيات النفط الثقيل والحد من استنزاف موارد الطاقة وتخفيض التكاليف في الوقت ذاته.
وأضاف: سوف يساهم مشروع "مرآة" في توفير كميات كبيرة من البخار اللازم في حقل أمل، والذي سيعمل على تقليل اعتمادنا على الغاز الطبيعي لتوليد البخار. وبالتالي، فإنه يمكن استخدام موارد الغاز تلك في صناعات أخرى تعود بالنفع على السلطنة وتدعم استراتيجياتها لتنويع الاقتصاد ودفع عجلة التنمية.
وأشار قائلا: تنفذ أعمال تسوية الموقع من قبل شركات مقاولات محلية يديرها ويمتلكها مواطنون عمانيون من الأهالي القاطنين في محيط حقل أمل، حيث تلتزم شركة تنمية نفط عُمان وشركة جلاس بوينت بتطوير الكوادر الوطنية واستحداث فرص العمل للمقاولين المحليين وأصحاب المشاريع الصغيرة بهدف تعزيز القيمة المحلية المضافة في السلطنة.
من جانبه قال رود ماكجريجور، الرئيس التنفيذي لشركة جلاس بوينت سولار: سوف يكون "مرآة" أكبر بمائة مرة من محطتنا التجريبية في حقل أمل، والتي تعمل بنجاح منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام حتى الآن. وقد تم بناء المشروع التجريبي بأمان، وضمن الموعد المحدد والميزانية الموضوعة لذلك، الأمر الذي ساهم في توفير خبرات قيّمة سنستفيد منها لتحقيق النجاح في مشروع "مرآة" على النطاق التجاري.
وأضاف ماكجريجور: سوف يمثل مشروع "مرآة" استثماراً قيّماً للسلطنة، حيث سيساهم في تعزيز سلسة التوريد، وإيجاد الفرص الوظيفية، وتنمية القدرات الصناعية، إضافة إلى تطوير القوى العاملة المتخصصة.
وأكد قائلا: إننا ملتزمون بالعمل مع المقاولين المحليين على كافة المستويات بدءا من أعمال الإنشاء وانتهاء بتوريد المواد اللازمة من مصادر محلية.
الجدير بالذكر تتبنى شركة تنمية نفط عمان استراتيجية طويلة الأمد لاستخدام الطاقة الشمسية للاستفادة من احتياطيات النفط اللزج وتقليل الاعتماد على موارد الغاز الطبيعي الشحيحة، حيث سيولد هذا المشروع عند انتهائه حوالي 6 آلاف طن من البخار بالحرارة الشمسية يوميا لاستخدامه في عمليات إنتاج النفط. كما سيساهم "مرآة" في توفير 5.6 تريليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز الطبيعي سنويا، وهي نفس الكمية التي يمكن استخدامها في تزويد 209000 شخصاً باحتياجاتهم من الطاقة الكهربائية للاستعمالات المنزلية المختلفة في السلطنة. وسيتكون المشروع المتكامل من 36 بيتا زجاجيا تبنى وتشغل على دفعات، كل وحدة مكونة من 4 بيوت زجاجية، حيث ستبدأ الوحدة الأولى بإنتاج البخار عام 2017. وستبلغ المساحة الكاملة للمشروع 3 كيلومترات مربعة أي ما يعادل 360 ملعبا لكرة القدم.
وستشارك شركة تنمية نفط عُمان وشركة جلاس بوينت في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك"، والذي ستبدأ أعماله خلال الأسبوع القادم. وسيتم في الجناح الخاص للشركتين تقديم عرض مرئي ثلاثي الأبعاد لمشروع "مرآة"، مما سيتيح الفرصة لزوار المؤتمر بالتعرف على هذه التقنية الحديثة ومدى ضخامة هذا المشروع عن كثب.
جدير بالذكر انه تم ترشيح الشركتين معاً في المنافسات النهائية ضمن جوائز معرض أديبك عن فئة "أفضل ابتكار أو تقنية في صناعة النفط والغاز".