[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/tarekashkar.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]طارق أشقر [/author]
رغم تباين آراء المراقبين حول اجتماعي فيينا بشأن الأزمة السورية يومي الخميس والجمعة للأسبوع المنصرم بين متفائل ومتشائم بالنتائج، إلا أن غلبة كفة المؤكدين في اجتماعات فيينا على اهمية أن تركز الجهود الدبلوماسية على الحل السياسي كخيار وحيد لإنهاء الحرب الدائرة رحاها في سوريا، أسهم بوضوح في رفع سقف التطلعات بين المتفائلين بتسوية الأزمة السورية.
وقد اتسعت دائرة الأمل بالتسوية خصوصا بعد أن تبين للمتابعين بأن اجتماع فيينا أتفق المشاركون فيه على ضرورة الاتفاق على صيغة تسمح بوقف اطلاق النار والطلب من مجلس الأمن الدولي لكي يتوجه بدعوة الفرقاء السوريين للعمل على عملية سياسية تكون من نتائجها وضع دستور جديد واجراء انتخابات وتدار بإشراف الأمم المتحدة ووفق معايير تحكمها الشفافية والنزاهة ويشارك فيها كافة السوريين.
وبإسقاط النتائج على ما تم وما يجري من تحركات دبلوماسية محورها مسقط التي شاركت بفاعلية في اجتماعات فيينا، تلك الاجتماعات التي جمعت مختلف الأطراف الساعية لتسوية الأزمة بمن فيها روسيا والولايات المتحدة الاميركية والسلطنة والمملكة العربية السعودية وتركيا وإيران ومصر، تتجمع كافة الخيوط لكل من يحاول اعادة قراءة المشهد السياسي الخاص بجهود تحقيق السلام في سوريا.
ويعزز الأمل في الوصول الى تسوية الأزمة ما تشهده المنطقة حاليا وماشهدته من قبل من تحركات دبلوماسية مكوكية خليجية بينها زيارة معالي يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية الى العاصمة السورية دمشق.
ويزداد أمل المراقبين في قرب الوصول إلى تسوية عاجلة للازمة السورية على ضوء نتائج اجتماعات فيينا الأخيرة في وقت ظلت كافة المؤشرات المستقاة من الحراك الذي شهدته مسقط بشأن السعي لحل الازمة السورية مبشرة بحلول للأزمة، خصوصا وأن مسقط شهدت تحركات للكثير من الأطراف ذات العلاقة بالقضية السورية اذ بينها زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لمسقط واستقبال البلاد لوفد الإئتلاف السوري المعارض برئاسة خالد خوجه وزيارة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا إلى مسقط قبل ساعات من اجتماعات فيينا، فيما توج كل ذلك بمشاركة السلطنة في تلك الاجتماعات.
بهذا الحراك وبتزامن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في المنطقة خلال هذه الأيام الحاسمة بالنسبة للأزمة السورية، يكون من الطبيعي لكافة المراقبين الباحثين عن بصيص أمل في الوصول الى حلحلة الأزمة السورية، بأن يروا في كل حركة دبلوماسية بركة بالضرورة ان تكون لها نتائجها الايجابية تجاه تعزيز الاستقرار بالمنطقة العربية.
وبهذا يتضح للمراقبين بأن سقف التطلعات لتسوية الأزمة السورية اصبح مرتفعا ، بعد اجتماعات فيينا التي اكدت نتائجها على أهمية تواصل مساعي الجهود الدبلوماسية من اجل الوصول الى حل سياسي يحقن دماء الشعب السوري الشقيق في ظل هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية التي نأمل استقرارها وسيادة السلام في كافة أرجائها.