[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/samyhamed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سامي حامد[/author]
تستعد مصر لإجراء المرحلة الثانية والأخيرة من الانتخابات البرلمانية مع بداية الثلث الأخير من نوفمبر الجاري لتستكمل بذلك خارطة الطريق التي اختارها ووافق عليها الشعب المصري عقب ثورة الـ30 من يونيو التي اندلعت في العام 2013 وأدت إلى سقوط حكم جماعة الإخوان الذي استمر لمدة العام بالكاد.
وبعد انتهاء المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، يرى المراقبون والمحللون مجموعة من العناصر التي رافقت العملية التي تشير أولا إلى عزوف الناخبين خاصة الشباب عن المشاركة في العملية الانتخابية، إلا أن في المقابل الانتخابات لم تشهد أي تدخل أمني مما كان معروفا في عهد الحزب الوطني، حيث وقفت الأجهزة الأمنية على الحياد، ولم تشهد الانتخابات أيضا انتهاكات ظاهرة، مما كان معروفا من تسويد بطاقات وحتى استخدام المال السياسي، وحتى المال فقد فشل أحيانا في الفوز، بينما نجح مرشحون شباب ونساء بالرغم من أنهم كانوا ينافسون المال السياسي، ومن المهم النظر إلى مجموعة النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات، أهمها غياب الطائفية، حيث لم تظهر أي تدخلات طائفية، فلم يظهر وجود أو تدخل من الكنيسة أي كنيسة ولا من المساجد.
إن مجمل النتائج الخاصة بالمرحلة الأولى أكدت على الآتي:
أولا: فاز بالدوائر الفردية 148 "مستقلًا" و129 نائبا منتميًا للأحزاب وكان ترتيب الأحزاب كالتالي:
"لمصريين الأحرار" بـ36 مقعدا "فردي وقوائم"، بينما فاز مستقبل وطن بـ14مقعدا "فردي وقوائم"، وحزب الوفد بـ20 مقعدا، وحزب المؤتمر 7 مقاعد، والأحزاب الأخرى حصلت على أقل من 5 مقاعد.
لقد نجح حزب المصريين الأحرار الذي يدعمه رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس في اختيار النواب وأيضا حزب مستقبل وطن، جعلتهما في المقدمة، ولكن هل يستمران في المنافسة بالمرحلة الثانية أم تتغير اتجاهات الرأي، مثلما حدث في انتخابات 2005 من قبل.
وفي المقابل حصل الشباب والأقباط والمرأة على ما يقارب 30% من النواب في المرحلة الأولى، ولعل أبرز الفائزين من الشباب هيثم أو العز الحريري ابن النائب اليساري السابق أبوالعز الحريري، وربما في المرحلة القادمة تستطيع تلك الفئات أن تصل لأكثر من 50%. ومن الملاحظ أيضا تصاعد القبلية وسقوط العائلية

حيث شهدت انتخابات المرحلة الأولى ظاهرة جديدة، وهي فشل 80% من مرشحي العائلات البرلمانية العريقة من الفوز في حين تقاسمت القبائل مقاعد الفائزين منها على 12 قبيلة أشهرهم العرب والهواري والأشراف.

وأيضا بروز مرشحي الطبقة الوسطى والتكنوقراط وكبار موظفي الدولة السابقين الذين شكلوا نسبة لا تقل عن 30% من الفائزين (وكلاء وزراء سابقين وعمد وضباط جيش وشرطة).
أما بالنسبة للمال السياسي، فقد شهدت كل دوائر المرحلة الأولى استخدام المال السياسي للحشد وشراء الأصوات، ووصل الأمر إلى توزيع بعض المرشحين لرشاوى انتخابية مثل المخدرات والسلاح والذخائر والأقراص المخدرة، ولعل عدم وجود قانون حاسم جعل هذه الأشياء القبيحة تتم على مرأى ومسمع، وإن كانت تأتي من خارج التدخل المباشر، لكنها تحتاج بالفعل إلى تشريعات أو ضبط يمكن من خلاله منع التدخل.
وقد غلب على السلوك التصويتي للناخبين الاختيار على أساس عائلي وقبلي 45% وأساس عشوائي 30%، أما المال السياسي فقد جذب %1 و%4 بينما حزبي، بينما تراجع التصويت على أساس ديني.
وقد تنافس 2573 مرشحا في المرحلة الأولى على شغل 222 مقعدا بالنظام الفردي في 103 دوائر بـ14 محافظة من بينهم 150 مرشحا قبطيا و137 سيدة ما بين قوائم وفردي، لكنهم لم يحسموا الفوز إلا في ثلاثة مقاعد فقط، كما جرت المنافسة على شغل 60 مقعدا بنظام القوائم المغلقة، وفازت بها جميعا قائمة "في حب مصر" ثم خاضوا جولة الإعادة 444 مرشحا من بينهم 22 مرشحا قبطيا و9 سيدات.
وجاء إجمالي عدد المرشحات على المقاعد الفردية 110 مرشحين من إجمالي عدد المرشحين للمرحلة الأولى 2573، أي بنسبة 4,2%، فيما خاضت 100 مرشحة على القوائم الحزبية على قاطعي غرب الدلتا والصعيد.
وقد فازت 20 سيدة على قائمة في حب مصر في الجيزة وشمال وجنوب الصعيد، التي تضم 45 مقعدا، والتي حصلت على أعلى نسبة تصويت وصلت إلى 55%
وفازت 7 سيدات على قائمة في حب مصر بقطاع غرب الدلتا، التي تضم 15 مقعدا، وحصلت على أعلى نسبة تصويت وصلت إلى 60%، ليصبح عدد السيدات الفائزات على القوائم 27 سيدة بنسبة بلغت 45%.
وعلى الجانب الآخر لم تفز أي سيدة على المقاعد الفردية في المرحلة الأولى، وقد خاضت 12 سيدة جولة الإعادة من بين 444 مرشحا هم إجمالي عدد المرشحين الباقين للإعادة على 222 مقعدا في محافظات المرحلة الأولى بنسبة وصلت إلى 2.7%، منهن 10 مستقلات وواحدة مستقلة عن الحزب الناصري والأخرى مستقلة عن حزب المؤتمر، وقد أسفرت النتائج عن فوز خمس سيدات هن: نشوى حسين الديب الجيزة إمبابة، وشادية محمود ثابت الجيزة/ إمبابة، وهيام إبراهيم فتحي سعد الجيزة /الوراق أوسيم، وهند قباري الجبالي الإسكندرية/المنتزه، ومنى شاكر خليل حسين أسوان/إدفو، وأصبح نصيب المرأة 33 مقعدا بالبرلمان ما بين فردي وقوائم لمحافظات المرحلة الأولى، وبالتالي فإن الأحزاب والتيارات السياسية بحاجة لقراءة النتائج النهائية بما يمكنها من التعلم ومن تطوير التجربة، سواء في المرحلة الثانية للانتخابات أو الانتخابات والسباقات السياسية القادمة، لأن الدولة بالفعل وقفت على الحياد، ولم تتدخل في أي مرحلة ولا دفعت في محاولة رفع نسبة الحضور، واعترفت بتراجع النسبة وهي خطوة إيجابية، وبالتالي فعلى الأحزاب والتيارات السياسية أن تقبل النتائج، وتعيد النظر في تحركاتها قبل أو أثناء الانتخابات.