تناول الرسائل والمعاهدات الدولية ومخطوطات وخرائط وصورا نادرة

مسقط ـ "الوطن" :
كشف المعرض الوثائقي السادس المشهد التاريخي من الوثائق والمخطوطات والخرائط والصور النادرة التي جسد الحضارة العمانية في شواهدها الإنسانية، وذلك من خلال عرضه لأكثر من 300 وثيقة متنوعه تعود الى حقب زمنية مختلفة اضافة الى المخطوطات و الصور والمقالات والخرائط والطوابع والعملات المعدنية والورقية التي زخر به المعرض الوثائقي، فقد سعت الهيئة من خلاله الى ابراز الموروث والمخزون الوثائقي لدى الهيئة وتجسيد دورها في التواصل مع افراد المجتمع، الى جانب اطلاع الباحثين والدراسين والاكاديميين على هذا الموروث الحضاري والاستفادة منه في مجال الدراسات والبحوث العلمية، والذي تزامن اقامته مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني 45 المجيد، إلى جانب الاحتفاء بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية، والذي اقيم بفندق جراند هرمز في الفترة من 2- 7 نوفمبر الجاري.

وثائق الأئمة والسلاطين
ومن ابرز ما زخر به المعرض الوثائقي السادس، وثائق أئمة وسلاطين عمان منها وثيقة تعود الى عهد الإمام سيف بن سلطان اليعربي عام 1709م، وفي محتواها اقرار حكم قضائي اضافة الى وثائق سلاطين زنجبار والتي تعود الى عهد السلطان ماجد بن سعيد عام 1868م الى القنصل البريطاني هنري جرجل يسمح للقنصلية بإقامة مراسم الاحتفال بعيد الملكة البريطانية.
وثائق دولية
والوثائق الدولية التي تتضمن المعاهدات والاتفاقيات والتهاني والزيارات بين عمان ومختلف الدول العالمية، كرسالة ودية من السيد سعيد بن سلطان الى معشوق باشه والي البصرة تعود الى عام 1851م، اضافة الى رسالة من معاهدة الصداقة والتجارة والملاحة بين ملك بريطانيا وايرلندا والسلطان سعيد بن تيمور سلطان مسقط وعمان 20/12/1950م (الأرشيف السريلانكي)، كما يتم عرض صورة من كتاب باللغة الهولندية للسيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان توضح الأناقة الملكية للعائلة الحاكمة في عمان وزنجبار (الأرشيف الهولندي).
وثائق خاصة
كما قامت الهيئة بإظهار بعض الوثائق التي قام المواطنين بتسجيلها، وذلك من أجل تشجيع الناس على المبادرة بتسجيل وثائقهم لدى الهيئة وللتعريف أيضاً بالمخزون الوثائقي الذي يمتلكه المواطن العماني، بالإضافة إلى تمكين الباحثين والمستفيدين في مجال التاريخ العماني بكل جوانبه الاستعانة بهذه الوثائق في البحوث والدراسات، حيث تم عرض مجموعة منها ما يقارب 100 وثيقة من مختلف ارجاء السلطنة، تضمنت المراسلات والأدوات ووثائق الأفلاج والقصائد الشعرية والفتاوي اضافة الى وثائق ووصفات العلاج وغيرها الكثير الذي زخر بها المعرض، منها، ومن الوثائق المعروضة في هذا الجانب بيان بآثار المياه التي يمتلكها بعض أئمة اليعاربة في نزوى وانتقال ملكيتها إلى الورثة بعد وفاتهم "إفادة بقيام الإمام سلطان بن مهنا بن سلطان ببيع أملاكه في منطقة الحمراء للشيخ سند بن راشد بن سعيد 4/9/1155هـ -2/11/1742م"، وفي الجانب الاجتماعي وعلاقة السلطان بالرعية " رسالة ممن السلطان سعيد بن سلطان إلى الشيخ محسن بن زهران العبري يخبره بسفره إلى زنجبار وأنه سوف يعود إلى عمان بعد ستة أشهر 8/6/1249هـ -23/10/1933م .
الى جانب ديوان الإمام إبراهيم بن قيس الحضرمي نسخه سعيد بن خميس بن حمد المدسري البهلوي يحتوي على قصائد شعريه في المدح والرثاء وشحذ الهمم25/10/1313هـ -9/4/1896م، والجزء الثاني من كتاب بيان الشرع تأليف الشيخ محمد بن إبراهيم الكندي يتناول هذا المخطوط أحكام التوحيد وصفات الله سبحانه وتعالى 5/2/950هـ -10/5/1543م.
طوابع
كما شمل المعرض مجموعة كبيرة من الطوابع حيث تم عرض ألبوم كامل للطوابع العمانية يحكي طوابع السلطنة في الفترة 1944- 2014م حيث توثق هذه الطوابع الأحداث المحلية والعالمية، الى جانب المنظر الجمالي للطوابع على مر السنيين، ومن الطوابع المعروضة طوابع العيد القومي 1971م والأعياد الوطنية كلها، اضافة الى رحلة السفينة صحار من مسقط الى ميناء كانتون بالصين عام 1981م تمثل خط الرحلة، ورحلة السفينة شباب عمان الى نيويورك بالولايات المتحدة 1986م ومختلف المناسبات المحلية والعربية والعالمية التي تحكي النفوذ الكبير لعمان ودورها الكبير في بناء الحضارات. يذكر أن الهيئة تحتفظ بمئات ألبومات الطوابع المحلية والعالمية، من ضمنها أول طابع بالعالم الذي صدر عن بريطانيا في 6 مايو عام 1840م.
العملات
كما زخر المعرض الوثائقي السادس بمجموعة كبيرة بمختلف العملات المعدنية والورقية العمانية، التي استخدمت بالسلطنة من ضمنها أول عملة عمانية في العصر الحديث، وهي عملة السلطان فيصل بن تركي عام 1311ه، ودولار ماريا تريزا المعروف محليا بالقرش، اضافة الى الروبيات الهندية الورقية التي استخدمت في السلطنة قبل عام 1970م، التي تعكس نشاط التداول في مختلف العصور لدى ابناء عمان.
الجرائد والصحف العالمية
تمتلك الهيئة اُلاف الجرائد والمجلات العالمية التي تضم أخبار وصور نادرة عن السلطنة خاصة في الفترة 1800م – 1900م، حيث عرضت أخبار السلطنة في الصفحة الأولى للجرائد والمجلات العالمية، وهذا ما يعكس مدى الاهتمام الكبير التي تكنه مختلف الدول لعمان، ومكانتها التي تربعتها على مر العصور، بالإضافة إلى عرض بعض الخرائط القديمة التي توضح امتداد الإمبراطورية العمانية وبعض خرائط العالم، منها خارطة لجزيرة هرمز تعود إلى عام 1750م وخريطة لخط سير السفن في العالم يظهر فيها بحر عمان 1903م.
انطباعات
فبعد العرض الذي كلل بالنجاح من خلال الزوار الذين توافدوا وأشادوا بالمعرض، وسط انطباع يدفع القائمين على تنظيم العديد من المعارض تشمل ارجاء السلطنة، في تلبية واشباع ميول ورغبات مرتاديه من حيث المضمون والمحتوى، حيث ناشد مرتادي المعرض على أقامت مثل هذه المحافل على ان تكون متخصصة في جانب من الجوانب او حقبة زمنية معينة.
المعولي: الهيئة ارخت التاريخ
قال سعادة ‬خالد ‬بن ‬هلال ‬المعولي ‬رئيس ‬مجلس ‬الشورى ‬معلقا ‬حول ‬المعرض ‬«‬ ‬في ‬واقع ‬الامر ‬هذه ‬الهيئة ‬بإقامتها ‬لمثل ‬هذه ‬المعارض ‬ارخت ‬لتاريخ ‬عمان ‬الحافل ‬من ‬خلال ‬الكثير ‬من ‬الوثائق ‬والمخطوطات ‬العمانية،.
الشعيلي: ماده خصبه
فيما ‬قال ‬الدكتور ‬محمد ‬بن ‬حمد ‬الشعيلي ‬سررت ‬كثيرا ‬بما ‬شاهدته ‬من ‬وثائق ‬وصور، ‬نظرا ‬للقيمة ‬العلمية ‬الكبيرة ‬لهذه ‬الوثائق ‬التي ‬تشكل ‬مادة ‬دسمة ‬وخصبة ‬للباحثين ‬في ‬التاريخ ‬العمان، اما ‬عادل ‬بن ‬حمود ‬السعيدي ‬يرى ‬ان ‬مثل ‬هذه ‬المعرض ‬يعتبر ‬بمثابة ‬التوثيق ‬الذهني ‬للوثائق ‬والمخطوطات، ‬وتعريفا ‬للجيل ‬الناشئ ‬بحضارة ‬بلدهم ‬وإشراقتها ‬في ‬أنحاء ‬العالم ‬وليس ‬فقط ‬في ‬الحدود ‬الجغرافية ‬للسلطنة.
المعمري: أهمية كبيرة
بينما ‬صالح ‬بن ‬نبهان ‬المعمري ‬اعتبر ‬ان ‬اهتمام ‬الهيئة ‬في ‬عرض ‬التاريخ ‬العماني ‬بجوانبه ‬المختلفة ‬على ‬امتداد ‬العصور ‬ذي ‬أهمية ‬كبيرة ‬للإنسان ‬العماني ‬كونها ‬تغرس ‬في ‬الفرد ‬انتمائه ‬ببلده ‬ذو ‬الحضارة ‬العريقة ‬التي ‬كشفتها ‬معروضات ‬متنوعة ‬كالوثائق ‬والمخطوطات ‬والخرائط ‬والصور ‬والطوابع ‬والعملات ‬القديمة.‬
الخروصي: محتوى ثمين
واضاف الدكتور عبدالعزيز بن هلال الخروصي أن جمالية المعرض تكمن في الوثائق القيمة التي تم عرضها بشكل رائع يبرز المحتوى الثمين، وان دل هذا فيدل على الاهتمام والجهد الكبير الذي تبذله الهيئة في سبيل الخروج بهذا المشهد الوثائقي الفريد، وهذا يعكس بأننا أمة تحافظ على تراثها وتاريخها، وبأننا أمة تخطو الى المستقبل بخطى ثابتة، فالمعرض يحكي حقبا تاريخية مختلفة وأحداث تاريخية متنوعة، وبعدا وثائقيا مثريا، تناولته الرسائل والمعاهدات الدولية، ومخطوطات مختلفة وخرائط وصور نادرة.