بالرغم من إيماننا جميعا بمقولة ( المرأة نصف المجتمع ) ، إلا أن نتائج انتخابات الفترة الحالية لمجلس الشورى لا تعكس تلك الصورة الوردية , حيث إن من بين العشرين مترشحة لم تحظ بمقعد الشورى إلا امرأة واحدة فقط من هنا فإننا ندخل في إشكال كبير نستوضح من خلاله عدم اكتمال احد اهم أهداف الدولة الحديثة من مشاركة الجنسين في جميع الميادين والنهوض بالمجتمع ومؤسساته على جميع الاصعدة وبالأخص مجلس الشورى بكل ما يحمله من رمزية ودور مؤثر على جميع قطاعات الدولة , هذا التمثيل الضئيل للمرأة هو الطابع العام على المستوى الإقليمي والعالمي , عربيا لا تتجاوز حصة المرأة من مقاعد البرلمان نسبة (4.6%) أما عالميا فإن النسبة ترتفع قليلا إلى (13%) وإن عدنا قليلا قد نلاحظ أن تجربة المرأة في مجلس الشورى منذ الفترة الثانية والتي تم فيها إقرار مشاركة المرأة انتخابا وترشحا لعضوية المجلس قد فازت بمقعدين ، وكذلك الحال خلال الفترات التي تلتها ، الثالثة والرابعة والخامسة لم تتجاوز هذا العدد ولم يحالفها التوفيق في الفترة السادسة ، لتعود في الفترة السابعة والثامنة وتحصل على مقد يتيم لا غير , بالرغم من مضي السنوات الإحدى والعشرون منذ أول مشاركة إلى يومنا هذا لازالت حظوظ المرأة في المشاركة البرلمانية شبه معدومة وذلك يعود إلى الكثير من الأسباب التي طالما عرفناها وعجزنا عن تغييرها من أهمها التبعية القبلية ، والقلة النسائية المترشحة حيث أن الغالبية تتصور أن العمل البرلماني غير ملائم للمرأة وأيضا تكرار فشل التجارب السابقة أصاب المرأة بالإحباط وقلة الثقة بنفسها ويتضح ذلك أن في 2011عدد النساء المترشحات (77)وقل العدد الحالي لهذا العام إلى(20)مترشحة، ايضا صعوبة خوض الحملات الانتخابية بدون مساندة الرجل لها، والثقافة العامة للمجتمع حيث أنه يفضل دعم المرشح الرجل عوضا عن المرأة المترشحة وذلك لنظرته بضعف قدرات المرأة وإمكانيتها في تمثيله ، كما أن المرأة اقل قدرة مالية على تمويل الحملات الانتخابية وهذا السبب يحرمها من الوصول إلى عدد أكبر من الناخبين .
إذا ًهل سنبقى مكتوفي الايدي إزاء الوضع الحالي وهل نحتاج أن نفرض وجودها بإقرار نظام (الكوتا) للمرأة في المجلس لنفتح لها الباب لتكون عنصرا فاعلا في المشاركة باتخاذ القرارات الوطنية ، وإظهار كفاءتها لكسب ثقة المواطنين بها وتغيير النظرة المجتمعية حول ضعف قدرتها على تمثيل المواطن , ام أن على الإعلام أن يتبنى فكرة عمل مناظرات بين المترشحين بدعم حكومي في الفترة الانتخابية حتى تتمكن المرأة من إبراز كفاءتها في منافسة الرجل وتظهر أمام الجماهير بقوة إعلامية ليدرك قدرتها وتميزها بالإضافة إلى دعم الجمعيات والصالونات الثقافية النسائية لزيادة التوعية النسائية بالأدوار المهمة التي على عاتقهن وأهمية وجودها في مواقع صنع القرار.
ما أريد قوله : إن في تمثيل المرأة بمجلس الشورى ليس مجرد رقم للمشاركة فقط ، بل إنما المرأة هي قوة اجتماعية مؤثرة قادرة على تطوير مجتمعها بشتى مجالاته والدفاع عن قضاياه الأساسية وتمثيل الوطن والمواطن بالشكل اللائق ولها القدرة على صنع القرار وصياغة وتنفيذ السياسات العامة , مثلما تسعى المرأة في النهوض بمستوى اسرتها فأنها ستسعى بالنهوض بمستوى مجتمعها.

ميساء الشبلية