بيروت ـ من أحمد أسعد:
تعقد اللجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري اللبناني.. اليوم اجتماعها التاسع في السراي الحكومي بعد انفضاض الجلسة الأخيرة على خلافات في مقاربة فقرة بند المقاومة، وبحسب المصادر المكلفة بالاتصالات فإن الأمل يعود على ان تنتهي لجنة صياغة البيان الوزاري من اعداد المسودة وذلك الاسبوع المقبل، موضحة انه من المستبعد التوصل إلى اتفاق نهائي حول الفقرة المتعلقة بالمقاومة في الجلسة المرتقبة عصر اليوم الجمعة. مصادر اللجنة الوزارية اكدت من جهتها لـ"الوطن" حصول اتصالات جديدة بين الأفرقاء السياسيين للتوصل إلى حل يرضي الجميع، مشددة على حرص الأفرقاء واقرارهم على انجاز مسودة البيان الوزاري في وقت قريب، لافتة الى ان رئيس الحكومة تمام سلام ليس متشائما وهو يأمل إنجاز البيان سريعا. هذه الأجواء لفت إليها المشرف على موقع الانتشار الاعلامي عرفات حجازي، الذي توقع التوصل إلى انجاز البيان ضمن مهلة الثلاثين يوما، مشيرا إلى ان مؤتمر باريس شكل مظلة للحكومة الجديدة اضاف: ليس هناك من طريق مسدود امام البيان الوزاري وانا قرأت في اشارة الرئيس نبيه بري إلى اننا سنكون مرنين اذا ابدوا مرونة، وهي اشارة إلى الرهان على ان بامكان اللغة العربية ان تبتدع صيغة سحرية تعطل الغام البيان الوزاري. البيان الوزاري في طريقه إلى الانجاز وبحسب المكلفين، وهو يرى النور ربما مطلع الاسبوع المقبل، الا اذا فعلتها بعض القوى المعطلة وتراجعت في آخر لحظة. رئيس الجمهورية ميشال سليمان اعتبر ان اعلان بعبدا اصبح اكبر من البيان الوزاري، لافتا إلى ان مسألة المقاومة سيصار الى ايجاد صيغة مرنة لها في البيان، مشيرا إلى ان تعطيل نصاب الاستحقاق الرئاسي هو تعطيل للدستور ولا يحصل الا في الظروف القاهرة، سليمان وفي دردشة مع الصحفيين في باريس قال: كنت اتوقع هذا الهجوم من حزب الله، ومن يعمل يجرح ويجب ان لا يستخفوا بالحبر لان الحبر يكتب التاريخ. بدورها رأت مصادر وزارية ان زوبعة المواجهة بين رئيس الجمهورية وحزب الله انتهت وتم احتواؤها بعد ما وجه رئيس الجمهورية عبر موفديه رسالة واضحة إلى الحزب مفادها انه لا يرمي إلى استهداف المقاومة ولم يقصد الاساءة اليها، لافتا الى ان رسالة سليمان قوبلت بتفاهم وتجاوب من قيادة الحزب الذي انهى الموضوع عند حدود المواقف الأخيرة التي صدرت عنه، كما استبعدت المصادر ان يكون الهدف من تعطيل البيان الوزاري تعطيل الحكومة وتحويلها إلى تصريف الاعمال، متوقعة التوافق على الصيغة المطروحة لبند المقاومة التي تنطلق من حق لبنان واللبنانيين في مقاومة اي اعتداء ليس في الجلسة المقبلة وانما في الجلسة الاخيرة المتاحة امام اللجنة قبل نفاذ مهلة اشهر في الخامس عشر من الشهر الحالي، مما يعطي القوى السياسية متسعا من الوقت لانجاز تفاهماتها المشروطة بالاستحقاق الرئاسي. هذا ورأت اوساط وزارية في الثامن من اذار ان الاسباب التي حتمت قيام المقاومة ما زالت قائمة من عدوان واطماع واحتلال، والسياسات التي ارتكزت على مبدأ قوة لبنان في ضعفه، والرهان على العلاقات الدولية اثبتت فشلها، واستندت الاوساط إلى البيانات الوزارية السابقة التي اكدت حق لبنان في المقاومة، خصوصا مع عدم توافر الامكانات عند الدولة، وذكّرت ان الدولة كانت المرجعية دوما وان السلطة في المناطق المحررة كانت دائما للدولة. الى ذلك اشارت قناة الـ ال بي سي الى ان عشاء اقيم في منزل نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في باريس على شرف رئيس الجمهورية، ولكن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لم يحضر هذا العشاء لوجوده خارج العاصمة الفرنسية في هذا التوقيت. في المواقف: دعت كتلة المستقبل النيابية إلى انجاز بيان وزاري يعبّر عن تطلعات الشعب اللبناني ويسمح للحكومة بالانطلاق في العمل لتحقيق مصالح اللبنانيين وتثبيت الاستقرار والتحضير لانتخابات رئاسة الجمهورية، مدينة الاسلوب الذي استخدم في مواجهة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي هو رمز البلاد ورأس الدولة والمؤتمن على الدستور، واكدت كتلة المستقبل بعد اجتماعها في بيت الوسط ان اعلان بعبدا يجب ان يكون في البيان الوزاري، مستغربة دعوات بعض مكونات الثامن من اذار في الترويج لافتراضات غير صحيحة تدعي رفض ادراج مبدأ مقاومة اسرائيل في البيان الوزاري. على صعيد اخر اشار وزير الخارجية الروسي سيرجاي لافروف إلى ان روسيا ستواصل ارسال المساعدات الانسانية إلى لبنان وقال خلال الاجتماع الثاني للمجموعة الدولية لدعم لبنان ان روسيا ارسلت مئتين وثلاثة وخمسين طنا من الشحنات الانسانية إلى لبنان، بما في ذلك محطات متنقلة لتوليد الطاقة الكهربائية وخصصت 6,5 مليون دولار لميزانية المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين لسد احتياجات اللاجئين السوريين، ودان لافروف باسم روسيا الأعمال الارهابية التي وقعت في لبنان في الآونة الاخيرة والمحاولات الهادفة إلى افتعال التوتر في المنطقة على وجه العموم.