سوف يصل رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة فيما تسبقه خلافاته مع الرئيس اوباما حول الاتفاق الذي وقع بين ايران واميركا والذي كان يراه نتنياهو دائما على أنه " خطر وجودي على إسرائيل". قد تكون هذه الزيارة في لحظة السنة الأخيرة من عمر اوباما في البيت الأبيض، بما يعني انها قد تكون الأصرح بين الطرفين، لكن الأكثر إلحاحا بالنسبة لاسرائيل ان تحصل على اتفاق دفاعي كبير أساسه طائرات اف 35 اضافة الى صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ. فهل يمكن القول إن الزيارة ستنجح، وإن الرئيس الاميركي سينزل عند رغبات الصهيوني نتنياهو وسيعطيه ما يريد، خصوصا وأن اسرائيل تطلب ايضا من الولايات المتحدة رفع قيمة المساعدات لها من ثلاثة مليارات الى خمسة، فيما كان المستشار الإعلامي لنتنياهو بارانز قد أدلى بتصريح مثير قال فيه إن اوباما معاد للسامية وإن وزيره كيري مهرج وعمره العقلي 12 سنة فقط. هذا الشطح الذي سبق الزيارة سيكون له حضور أيضا في البيت الأبيض، لكن اللوبي الصهيوني كعادته يلعب دوره الثابت بالضغط على الإدارة الأميركية وكل الإدارات تعرضت للضغط، لذلك فإن المتوقع المؤكد أن زيارة نتنياهو ستكون ناجحة ومثمرة تماما ككل الزيارات الإسرائيلية لواشنطن السابقة.
في كل الأحوال لا بد من أن يفتتح نتنياهو مباحثاته مع الرئيس الأميركي، ان الاتفاق مع ايران هو مركز الخطر على كيانه، وأنه كان يأمل بأن تنزل الولايات المتحدة عند الرغبات الاسرائيلية ومخاوفها، ولذلك سوف تكون طلباته متسلحا بهذا الموقف اتفاقا دفاعيا أقلها الطائرات المشار إليها والتي وحدها تتجاوز صواريخ اس 300 التي وصلت ايران من روسيا وهي القادرة على التصدي لجميع الطائرات باستثناء ذلك النوع من الطائرات الأميركية كما يقول خبراء السلاح.
ومن المتوقع ـ بطبيعة الحال ـ أن يؤكد الرئيس الأميركي اوباما عن التزامه بالكيان الاسرائيلي وذلك خيار مجبر عليه كما هي العلاقة بين الطرفين التي وصفت ذات مرة بأنها مشحونة بينهما نتيجة الموقف الاسرائيلي الذي حاول الضغط على الولايات المتحدة بسبب الاتفاق مع طهران. كما ان هنالك توقعا أن تمنح المحادثات وسيلة لإعادة إظهار متانة العلاقة التحالفية بينهما. لكن زيارة نتنياهو تأتي وسط انتفاضة فلسطينية مؤرقة للكيان الاحتلالي، وجعلت منه حالة استنفار قصوى. ورغم أن نتنياهو يعرف أن إدارة اوباما تمسكت في السابق بحل الدولتين، لكنه يعرف أيضا أن هذا صار بالنسبة لهذه الإدارة من الماضي، ولا يبدو أن السكين الفلسطينية قادرة على إقناعه ومعه الإدارة الأميركية من جديد، فعقل هذا المتطرف مشبع بالكراهية ضد كل ماهو فلسطيني، وهو أكثر من لعب بجغرافيا الضفة الغربية وأقام المستوطنات التي غيرت من معالمها، بل ضرب عرض الحائط كل ماهو موقع في الاتفاقية المشؤومة مع السلطة الفلسطينية والتي اتخذتها اسرائيل مطية للحصول على ما تريد من أراض فلسطينية، وإزاء ذلك لم تحرك حليفته الاستراتيجية ساكنا.
ولا بد أن تكون الأزمة السورية في متن المباحثات والرأي الممكن حول المشاركة الروسية في سوريا وكيف هي الرؤية الاميركية في ذلك، إضافة الى الحديث عن تصور نتنياهو في كيفية مواجهة مايجري في فلسطين من انتفاضة فلسطينية.