[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/tarekashkar.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]طارق أشقر [/author]
تعتبر عضوية القمة العربية الجنوب أميركية المكونة من اثنتين وعشرين دولة عربية واثنتي عشرة دولة من أميركا الجنوبية، مدعاة للاستفادة الاقتصادية القصوى من الفرص التجارية والاستثمارية الاقتصادية والعلمية المتاحة في الأربع وثلاثين دولة المكونة للتجمع وهي دول مأهولة بملايين من البشر الفاعلين اقتصاديا وتجارياً، وذلك بغض النظر عن المردود السياسي الذي كثيراً ما يأخذ الأولوية في روتين انعقاد القمم، غير ان ذلك البعد أي السياسي يمكن استخدامه كمدخل أو منصة يتم عبرها تمرير الأهداف الاقتصادية.
وبالنظر للعضوية الجنوب أميركية المكونة من فنزويلا والبرازيل والأرجنتين وشيلي وبوليفيا وكولومبيا والإكوادور وجويانا وباراغواي وبيرو وسورينام وأوروغواي، يلاحظ بأنه تتصدرها فنزويلا الدولة النفطية الكبرى، التي يمكنها ان تلعب دوراً فاعلا في حال التنسيق الجاد معها من اجل العمل على دعم استقرار اسعار النفط، وتليها البرازيل أبرز أهم أعضاء مجموعة البريكس المعروفة ضمنا بأنها اسرع الدول نمواً اقتصاديا على مستوى العالم.
كما أن بينها البيرو وشيلي اللتين تعتبران أعضاء في منظمة (الشراكة عبر الهادي) التي تعتبر اكبر منطقة تبادل تجاري حر في القارة الأميركية وهي منطقة مكونة من اثنتي عشرة دولة، فضلا عن ان بقية الدول الأخرى في اميركا الجنوبية تتمتع بعضوية اتحاد دول أميركا الجنوبية الذي يتمتع بامتيازات تجارية وجمركية كبيرة وذات كثافة سكانية ذات مهارات انتاجية عالية مما يجعلها اسواقا استثمارية منتجة ومستقبلة معاً.
أما عضوية المجموعة العربية المكونة من اثنتين وعشرين دولة بينها كل من الجزائر والبحرين وجزر القمر ومصر والإمارات والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا وموريتانيا والمغرب وعمان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وسوريا وتونس واليمن وجيبوتي، فهي دول متعددة الموارد الاقتصادية ولها قوتها الاقتصادية المؤثرة مثل كافة الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، واخرى ذات اراض زراعية واسعة وثروة حيوانية وموارد معدنية تراكمية وكثافة سكانية عالية ايضاً، ويتمتع اغلبها بالجمع بين عضوية اكثر من تجمع اقتصادي وتجاري متعدد القارات، علاوة على العديد من المميزات الاقتصادية المشتركة التي تجمع بين كافة الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية ... رغم ان الأخيرة اي الجامعة فشلت حتى الآن في تفعيل قدرات وامكانيات أعضائها اقتصادياً.
وعلى ضوء ذلك تعتبر الفرص الاقتصادية الآن متاحة امام المجموعتين اكثر من ذي قبل خصوصا وان كافة اعضاء المجموعتين تفرض عليهما مقتضيات الراهن الاقتصادي العالمي أن يتوسعا في البحث عن أفضل فرص التبادل التجاري والاقتصادي لمواجهة التحديات الاقتصادية الماثلة، سواء كانت تلك التي تواجه الدول الصناعية ضمن هذا التجمع كمشكلات الأيدى العاملة المرتفعة التكلفة في بعض الدول ، او التي تواجه ارتفاعاً في اسعار الواردات الاستهلاكية في ظل انخفاض اسعار صادراتها كالدول النفطية، او تلك التي تواجه معيقات جمركية وتنافسية امام منتجاتها كالدول الزراعية، او تلك التي تواجه سوقأ محدودة لإنتاجها الوفير وغيرها من المعيقات الاقتصادية والتجارية.
وكيفما تنوعت التحديات التي تواجه كافة الدول الاعضاء في التجمع العربي الجنوب أميركي، فإن مجرد وجوده الذي يرجع الفضل في فكرة انشائه إلى الرئيس البرازيلي السابق لويز ايناسيو لولا دا سيلفا، فإنه اي التجمع يعتبر فرصة سانحة أمام غرف الصناعة والتجارة العربية والجنوب الأميركية والجهات المشرعة للقوانين الاقتصادية والتجارية بكافة دول التجمع ان تتحرك من اجل تفعيل الاستفادة الاقتصادية من الفرص المتاحة الدول الاعضاء سواء كان ذلك بشكل ثنائي او عبر محاور اقتصادية اقليمية جماعية.