ميليشيا مستوطنين تقتحم الأقصى والمرابطون يتصدون لهم

رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبدالقادر حماد:
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح امس، ثلاثة شبان خلال اقتحام منازلهم في حي رأس العامود ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، فيما داهمت إحدى المدارس بالحي.
وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب إن قوات الاحتلال اقتحمت حي رأس العامود، وداهمت عدة منازل وفتشتها، واعتقلت كلا من محمد ناصر (19 عامًا) منصر سلامة (20 عامًا) ومالك شويكي، ونقلتهم إلى أحد مراكز التحقيق بالمدينة.
وفي السياق، اقتحمت قوات الاحتلال الخاصة صباح امس، مدرسة سلوان الإعدادية للبنين في الحي، واعتقلت أحد الطلبة من داخل صفه، فيما سلمت مدير المدرسة استدعاءً للتحقيق.
وأوضح أمين سر اللجنة المركزية لأولياء أمور الطلبة في سلوان عصام العباسي أن قوات الاحتلال الخاصة اقتحمت مدرسة سلوان الاعدادية للبنين، وداهمت صفوفها خلال الحصة الدراسية الأولى، بحجة البحث عن طالب يرتدي اللباس الأسود.
وأضاف أن قوات الاحتلال اعتقلت الطالب جبريل الأعور (14عامًا) من داخل صفه، علمًا أنه يرتدي اللون الكحلي، مشيرًا إلى أن الشرطة سلمت مدير المدرسة صالح الأعور استدعاءً للتحقيق معه.
واستنكر العباسي الهجمة الإسرائيلية والتصعيد غير المسبوق ضد المدراس في حي رأس العامود، لافتًا إنها المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام الصفوف الدراسية، سبقها اقتحام للساحات والادارات واستهدافها بالقنابل الصوتية والغازية.
بدوره، ذكر مركز معلومات وادي حلوة أن قوات الاحتلال فتشت حقائب بعض الطلبة خلال اقتحامها المدرسة.
وفي قرية العيسوية، اقتحمت قوات الاحتلال فجر امس، منزل موسى درباس، وتم تسليمه ورقة استدعاء لنجله محمد للتحقيق، كما هددت العائلة والشاب بأن كل يوم يتأخر به عن التحقيق سيكون مقابله السجن، وتفتيش المنزل.
كما اقتحمت منزل محمد عوض الله درباس، وتم تسليمه ورقة استدعاء للتحقيق مع نجله أحمد، وداهمت حي "أبو ريالة"، وشرعت بتفتيش منازل المواطنين بحثًا عن شبان.
من جهة أخرى كثفت شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح امس الأربعاء، من تواجدها الأمني في محيط المسجد الأقصى المبارك وأزقة البلدة القديمة، ونصبت حواجزها العسكرية عند مداخلها الرئيسة.
وتسود مدينة القدس المحتلة، وخاصة البلدة القديمة حالة من التوتر الشديد، في ظل استمرار الانتشار الإسرائيلي المكثف، وتشديد الحصار على بعض الأحياء العربية بالمدينة.
ويأتي ذلك، فيما يواصل المستوطنون اقتحاماتهم الاستفزازية لباحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
وقال المنسق الإعلامي في مركز شؤون القدس والأقصى "كيوبرس" محمود أبو العطا لـــ (الوطن ) إن قوات الاحتلال كثفت من انتشار عناصرها ووحداتها الخاصة عند أبواب الأقصى وفي أزقة البلدة القديمة، وخاصة عند أبواب العامود، الساهرة والأسباط.
وأوضح أن تلك القوات تجري عمليات تفتيش للمارة، وخاصة الشبان عند مفارق البلدة الرئيسة، فيما شددت من إجراءاتها الأمنية على بلدة سلوان وحي رأس العامود، وسط حالة من التوتر الشديد تشهدها سائر أحياء المدينة المقدسة.
وتأتي إجراءات الاحتلال في البلدة القديمة ومحيط الأقصى، في أعقاب استشهاد الشاب محمد عبد نمر (37 عامًا) من سكان قرية العيسوية ظهر أمس الاول متأثرًا بجراح أصيب بها برصاص الاحتلال في سوق المصرارة بالبلدة القديمة، بزعم محاولته طعن حارس بالمكان.
وفي سياق متصل، ذكر أبو العطا أن 30 مستوطنًا متطرفًا اقتحموا منذ الصباح المسجد الأقصى، وتجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته، وسط تحركات استفزازية بحق المصلين، ومحاولة الاقتراب من أماكن تواجدهم، حيث يطالبون شرطة الاحتلال بإبعاد حراس الأقصى عنهم.
وأضاف أن المئات من المصلين من أهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل ينتشرون في باحات الأقصى، ويتصدون بهتافات التكبير لاقتحامات المستوطنين.
وأشار أبو العطا إلى أن شرطة الاحتلال شرعت بالتضييق على النساء، واحتجزت هوياتهن الشخصية قبيل دخولهن للأقصى.
وفي غضون ذلك، تواصل عشرات النساء الممنوعات ضمن "القائمة الذهبية" رباطهن في المتنزه القريب من باب حطة في محيط الأقصى.
يذكر أن المسجد الأقصى يتعرض بشكل شبه يومي لسلسلة انتهاكات واقتحامات من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية بحماية شرطة الاحتلال التي تفرض قيودًا على دخول المصلين، وخاصة النساء.
وفي سياق آخر أصيب 11 شابا بالرصاص الحي صباح امس الأربعاء، خلال اقتحام قوة إسرائيلية خاصة لمخيم قلنديا شمال القدس المحلتة، والتي أطلقت النار نحو أحد الفتية وأصابته قبل اعتقاله.
وقال شهود عيان إن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت مخيم قلنديا صباحاً، وأطلقت النار نحو الفتى فارس أبو العيش (16 عاماً)، وأصابته بجراح واختطفته، قبل أن تقتحم قوات كبيرة من جيش الاحتلال المخيم.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال، أدت إلى إصابة 11 شابا بالرصاص الحي، نقل خمسة منهم إلى مجمع فلسطين الطبي، ووصفت جراح أحدهم بأنها خطيرة، فيما وصفت جراح البقية بأنها مستقرة، حيث أصيبوا بالأطراف السفلية.
وطارد الشبان قوات الاحتلال من حارة إلى حارة، وهم يلقون عليهم الحجارة، فاضطر الجنود إلى الانسحاب عبر طريق الكسارات المجاورة للمخيم، في ظل صعوبة الخروج من مدخل المخيم لغزارة إلقاء الحجارة.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي بكثافة نحو الشبان، بعد محاصرتهم في أحد أحياء المخيم، وإلقاء الحجارة بغزارة نحو الجنود، الذين استنجدوا بتعزيزات إضافية لإخراجهم من الزقاق، بعد إصابة جنددين بالحجارة وبالزجاجات الحارقة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منزل مدير المخابرات في طوباس، محمد عبد ربه، وفجرت باب منزله، وعبثت بمحتويات المنزل، واحتجزت أبناءه وصادرت بطاقات هويتهم الشخصية، قبل أن يتم إخلاء سبيلهم.
وقال نبال نجل العقيد عبد ربه، إن قوات الاحتلال فجرت ابواب المنزل وقيدت الاشقاء الثلاثة (نبال وياسر ووسام)، قبل أن تأخذ بطاقاتهم الشخصية وتتركهم مقيدين.
وأشار عبد ربه الى أن قوات الاحتلال حطمت محتويات المنزل وعاثت فيه خرابا واعتدت على ساكنيه، قبل أن تخرج من المنزل.
هذا ودارت اشتباكات بين شبان المخيم من جهة وقوات الاحتلال من جهة اخرى، التي اعتلت اسطح المنازل واستخدمت الرصاص الحي بكثافة قبل أن تنسحب قرابة الساعة الثامنة صباحا.
جدير بالذكر أن نبال هو محام، ووسام يعمل في مجال الصحافة والإعلام، وياسر طالب في جامعة القدس المفتوحة.