شعث… وسر توكيدات كيري وعربدة نتنياهو!
على رأس القائمة في الورقة الكيراوية تتربع مسألة يهودية الكيان الاستعماري الغاصب، والتي تعني ببساطة شرعنة الأساطير التلمودية وإسقاط الفلسطينيين بأنفسهم لحقهم التاريخي في وطنهم المغتصب، وإنهاء الصراع، أو ما دعاه كيري “وكل المطالب”، أي كل ما يقع ضمنه كل ما عناه شعث عندما أشار لما قال إن الأوسلويين قد اتفقوا عليه مع الإدارة الأميركية، أو خيَّل إليهم أنهم فعلوا، أو ما يحلو للأوسلويين تسميتها بـ”قضايا الحل النهائي”، وفي مقدمتها شطب جوهر القضية الفلسطينية، أي حق العودة، والقفز على مسألة القدس بغامض التعرض لها في الورقة، مقابل مغريات الكلام عن حدود 67 التي تنسخها حكاية تبادل الأراضي، والكلام عن حل الدولتين، بمعنى دويلة “بانتوستانات”، ولتدعى حتى امبراطورية، فلا يهمهم مسماها بقدر ما يهمهم جوهر ووظيفة هذا المسخ، ولا أن تسمى مستقلة ما دامت محتلة، أو أن توصف بالحياة، بغض النظر عن انتفاء ما يحييها، فالشق الأمني من الورقة وحدة كفيل بعدم استقلاليتها… لماذا؟!
أولًا: مجردة من السلاح، مع سيطرة المحتل على المجالات الجوية والإلكترومغناطيسية، يضاف إليه محطات الإنذار، ومراقبة المعابر، وشفط مياهها، وإبقائها تحت طائلة حق المحتلين فيما يسمونه بـ”المطاردة الساخنة”، أو اصطياد المقاومين وفقما يفعلونه الآن في سائر أوسلوستان السلطة… وأخيرًا إن تنفيذ المتفق عليه سيكون رهنًا بـ”حسن سلوك الفلسطينيين”، أي أن التفسير الأميركوصهيوني لقابلة للحياة هو قيام هذا الكائن المسخ بالتزاماته تجاه أمن الغاصبين وحسن سلوكه تجاههم، وضمانه لإنهاء الصراع ودفن القضية، ونجاعته في كبح النضال الفلسطيني وإطفاء روح المقاومة وملاحقة ثقافتها لدى شعب استشهادي وقضية عصية على الموت. وإذا ما أضفنا لذريعة حسن السلوك هذه أن إخلاء المستعمرات غير الكبرى، أي الثانوية أو المنعزلة، سيكون بالتدرُّج وعلى مراحل قد تمتد لسنوات، وكذا انسحاب الجيش الصهيوني من الأغوار، تتضح لنا هنا مسألة تأبيد الاحتلال لدويلة كيري، ناهيك عن كامل فلسطين.
والآن، وقد بان ما بان حتى للدكتور شعث، وكان قد اكتشفه قبله مفاوضهم الدكتور أشتية، أو إذا كان قد اتضح له بعد مؤتمر “أيباك” ما كان واضحًا قبله، وإذا ثبت له متأخرًا ما كان قد ثبت فيه من قبول الأميركان بما يقول إنه يرفضه، أو هم خيَّبوا أمله فيهم لأنهم ليسوا كما لا يزال يعتقده، وهذا ما لن يطول انتظاره له على أية حال… ما هو بديلك يا شعث؟؟!!
… وهل من بديل لدى الأوسلويين سوى مزمن عاهة “المفاوضات حياة”؟؟!! وهنا بالضبط يكمن السر في توكيدات كيري وعربدة نتنياهو…