[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
جنون العالم منه وفيه، القاتل منه والقتيل كذلك، الشرق الأوسط منه وأوربا تعود إليه وكذلك أميركا والشرق الأقصى .. كيفما أدرنا البوصلة فنحن في الكرة الأرضية .. لكن لا شماتة في الموت، فنحن الذين نتجرع مرارة الموت كل لحظة على يد هؤلاء الإرهابيين صناع فرنسا وحلفائها، لايمكننا الا أن نتضامن مع ضحايا هذا الإرهاب.
وغدا سيقتل الإرهاب من لعبوا بالدم السوري والعراقي واللبناني ومن كذبوا على مدى أكثر من ستين عاما في ما يخص قضية فلسطين الجوهرية .. سواء كانوا عثمانيين، أو ناطقين بأي من اللغات الاخرى. أصل الإرهاب زرعوه هم ودعموه ولم يحسبوا حساب الثأر الإلهي، والدم العربي الذي يصرخ في وجوههم.
كلنا ضد الإرهاب، لكنهم هم من قدموه مثل هدية لأنفسهم ضد الآخر، فانقلب عليهم. من يعطي الحق لوزير الخارجية الفرنسية فابيوس ان يترجم قناعات الإرهابيين ليطالب برحيل الرئيس الأسد أو ليدعم من تحت الطاولة كل أشكال الإرهاب المتعنت في سوريا وغيرها.
واللهم لا شماتة مرة اخرى، كنا نتوقع ما جرى، ونتوقع أكثر ما سيجري في تلك البقاع التي قتلت الليبيين والمصريين والتونسيين واللبنانيين والفلسطينيين والسوريين تحديدا والعراقيين وبقية الأجناس. أنا واثق أنهم لن يشعروا بالألم الذي نشعر به منذ ذلك الجحيم العربي الذي هطل على رؤوسنا لأن الفواجع الأدهى قادمة أكثر. أن من جمع الإرهاب لن يستطيع تفريقه، بل سيقتله أولا، لان الإرهابي لايعرف القول شكرا، فقاموسه مليء باللاكلمات الإنسانية، متخم بالحقد على كل شيء إنساني وعل كل جمال وجميل، وعلى التاريخ والجغرافيا ..
لن يسلم احد من قتلة سوريا .. سواء كانوا من اقليم الشرق الاوسط او ابعد وصولا الى ما بعد البحار والمحيطات. الصورة التي نستجمعها ترينا إرهابا يملأ أوروبا وأميركا ومن تلوثت يده بدمنا، بل من دفع المال لقتلنا وجلب السلاح ظنا ان زراعة الهلاك لنا ستنجيه من كوارث سيراها أمام عينيه. لقد جاء وقت الحساب، فدم أطفال العرب ما زالت ساخنة، وهذا الطفل اللبناني حيدر الذي فقد عينه لكنه فقد امه وابيه ما زال ينتظر الثأر وسيثأر له قريبا. قتله " داعش"، ذاك الذي تصرف عليه الأموال بكل أنواعها سواء كانت ليرة تركية أو دولارا أميركيا أو يورو أوروبيا أو عربية.
هاهي فرنسا تعيش حالة طوارئ، وهي موجوعة لكنها كلما أوغلت في مواقفها ضد سوريا وبقية العرب ستحصد أكثر .. ومعها كل من تداعى لإذكاء نيران الفتن في المنطقة، او جاهر بعداء ضد شعوبنا المسكينة المظلومة المنكوبة منذ ان قسم الفرنسي والبريطاني المنطقة، وزرعوا الكيان الصهيوني، ثم جاء الاميركي ليكمل ماجنته ايديهم وعقولهم بحق العرب والمسلمين.
كل فم مسلم وعربي يلهج بالغضب على ذلك التاريخ الاسود الذي استمر وعمر وتنقل من مصيبة الى مصيبة على رؤوس شعوبنا الى ماهو اكثر واشد. اعرف انكم لن تقتنعوا بما واصلون اليه جميعا، لكن استمرار اللعب بالنار سيظل يحرق اصابع اللاعبين وهانحن نراه بأم العين وفي كل يوم إرهاب جديد من طبيعة ماصنعتم.