[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/suodalharthy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سعود بن علي الحارثي[/author]
” ... وفي عيد عمان الوطني الخامس والأربعين المجيد، تزدان محافظات وولايات السلطنة بالأفراح والمسرات وينثر العمانيون على أرض بلادهم الطيبة وفي سمائها وبحارها ووديانها وجبالها ومدنها وواحاتها الخضراء ورمالها وصحاريها ألوانا من المشاهد والصور والملاحم الوطنية.”
ـــــــــــــــــــــــــ
ما إن أشرقت الصفحات الأولى من العام 2015 على العالم، وتكشفت الواحدة تلو الأخرى للعيان وعلى أرض الواقع عما ترسمه أقدارها وتحمله سطورها للبشرية من آلام وأحزان مكتوبة ومسجلة، وأفراح وبشائر جارية ومنتظرة، ترتبط بحياة واستقرار ومسار أمم ودول وشرائح وأفراد، فأخذ كل حصته وتعرف على نصيبه منهما وموقعه، وتعامل معها وفقا لطبيعته وسجيته، وما تمليه عليه ثقافته وخبرته، وأحلامه ورؤيته، تفاؤلا وتطلعا إلى مستقبل أفضل اشراقا، قدرة على التكيف معها والتغلب عليها واستخلاص أهم دروسها، والتعلم والاستفادة منها وقراءتها بعمق وروية وتحديد الأهداف واتخاذ القرارات استنادا إلى تلكم القراءات والخبرات التي تتراكم مع كل صفحة تطوى، وإلا فلماذا أطلق على الحياة، أيامها ودروسها بأنها المدرسة الحقيقية للإنسان، فتكمن أهمية التعليم والمعرفة وتراكم الخبرة والثقافة والانتصار لها والحث عليها ورفعة شأنها في صقل مهارات البشر وتنمية ملكات التمييز وتعزيز القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة وتهيئة الفرد على التعامل مع مخرجات الأيام وأحداثها وتكييفها لتعظيم المنافع والفوائد وتحجيم المضار والخسائر والآثار السلبية . ومما لا شك فيه أن قياس تجاوب الإنسان سلبا وإيجابا وضغوطاته النفسية وانعكاساتها على مشاعره استجابة لأحداث الأيام وتقلبات الزمان حزنا وألما وضيقا أو فرحا وسعادة وانشراحا، ومن ثم القدرة على تحجيم الأولى وتحويل الأحداث لصالح الحالة الثانية انجاز عظيم ومكسب كبير ونتيجة رائعة ينشدها كل إنسان وتطلبها الأمم والشعوب وتسعى للوصول إليها الدول والحكومات ... قياسا على ذلك فقد تغلب العمانيون على ألمهم وحزنهم، وخوفهم وقلقهم، وتمكنوا بفضل الله من تكييف الحدث الاستثنائي الذي مرت به عمان في فترة غياب سلطانها وقائدها وملهم نهضتها لما يزيد عن ثمانية أشهر طويلة ومملة وكئيبة، تخللتها أعياد أربعة توزعت بالتساوي بين دينية ووطنية كان فيها السلطان غائبا عن الوطن، (تغلب العمانيون على ألمهم ... ) بغياب الأب القائد بالدعاء وإقامة الصلوات والصبر والأمل والتفاؤل وتنظيم الفعاليات وإنشاد الملاحم والأهازيج الوطنية ونظم الشعر ورسم الكلمات والتلاحم والتآزر ... إلى أن تنكشف الغمة وتنتهي الكربة، وقد نجحوا في ذلك وقدموا الأمثلة تلو الأمثلة على أنهم قادرون على تجاوز محن الأيام، والتعامل بحنكة مع ما ترسمه أقدارها من أحداث قاسية، واستمرت حركة الزمن في تقليب صفحاته وأبناء عمان يتتبعون سطورها على أحر من الجمر عل أحدها يرسل اضاءات ويبعث تجليات ويقدم رؤى تحمل البشرى، وجاء النطق السامي في الخامس من نوفمبر 2014 م ، لكي يعيد جزءا من البسمة والاستقرار والطمأنينة والأمل إلى النفوس ... ودعت عمان صفحات العام 2014م بأحداثها الاستثنائية وآلامها وأحزانها الداخلية. و(أشرقت صفحات عام 2015 ) بأفراحها ومناسباتها الوطنية، ففي الصفحة الثالثة والعشرين من مارس من العام 2015م، تحققت البشرى واستجابت الرحمة الالهية لدعاء العمانيين المتواصل على مدى ثمانية أشهر واستقبلت عمان قائدها الكبير مكللا بثوب الصحة والعافية بفرح شعبي لم يسبق له مثيل من قبل، وبمشاعر وطنية فاضت فرحا وسعادة وابتهاجا عمرت قلوبا اشتاقت كثيرا إلى هذا النبأ العظيم، وانشرحت له أنفس لطالما عانت ألم الغياب الذي طال كثيرا، وتواصلت معه ألسن لهجت بالدعاء الخالص إلى الخالق جل شأنه بأن يحفظ جلالته من كل سوء وأن يشفيه من كل داء وأن يلبسه لبوس الصحة والعافية وأن يبقيه نوراً يضيء بلاده، خبر استثنائي في مضمونه وفي بعده التاريخي، وأثره على حاضر ومستقبل الوطن ومسيرة نهضته الزاهرة، وعلى نفوس العمانيين الذين انتظروا هذا النبأ السعيد منذ أشهر طويلة، فتهيئوا واستعدوا له بإعداد وتنظيم وتقديم وإبداع جملة من القصائد الشعرية والأناشيد والترانيم الوطنية والأهازيج الشعبية والنصوص النثرية والمقالات الصحفية التي طرحت ووزعت عبر وسائل التواصل مرفقة بمئات الصور ومقاطع الفيديو لجلالة القائد، ملحمة وطنية لا مثيل لها، وتعبيرا صادقا عن مشاعر الحب والولاء والتقدير التي يحظى بها سلطان البلاد ـ حفظه الله ـ في قلوب شعبه الوفي الذي تنشأ على المبادئ الأصيلة والقيم السامية أخلاقا ومروءة وإخلاصا ووفاء لما حققه سلطان البلاد حفظه الله ورعاه لعمان وشعبها من انجازات ومكتسبات اتسمت بالشمولية والتنوع ، وما وجده المواطن في رؤية جلالته السديدة وحنكته السياسية وحبه الأبوي وانحيازه لمصالح وتطلعات واحتياجات شعبه ووطنه، وما قدمه من تضحيات كبيرة وما تحمله من مسئوليات جسام . وتواصلت صفحات هذا العام 2015م ، حاملة البشرى والخير والسعادة للعمانيين، وقد تجاوبت معها المشاهد الملحمية التي تدفقت بمعيتها دموع الفرح مدرارة زكية نقية كنقاء سماء عمان وصفاء قلوب أبناء شعبها، اطلالة السلطان واستقبال الوطن والشعب لجلالته - استجابة القلوب واندفاعها إلى الساحات تسجد للخالق عز وجل سجدة شكر بسلامة القائد – الثالث والعشرين من يوليو المجيد في عامه الخامس والأربعين، بما يحمله من معاني ودلالات العزة والتلاحم والتضحيات والعمل الصادق والمقارنات الدقيقة بين عصر انقضى بمراراته وآخر أشرقت فيه شمس النهضة العمانية فاستنهضت الهمم والآمال والتطلعات – العرس الانتخابي الشوروي والذي أرسى مبادئه وتعهد غرسه وواصل دعمه والاشراف على تطور صلاحياته وممارساته قائد البلاد – حفظه الله – اطلالة جلالته وترؤسه لمجلس الوزراء الموقر يوم الأربعاء الرابع من نوفمبر المجيد في مظهر لافت ومعبر ومؤكد على اكتمال صحة جلالته كما كانت عليه قبل اعتلالها ما أشاع البهجة والسعادة والطمأنينة والثقة في نفوس العمانيين – خطاب جلالته اليوم الأحد الخامس عشر من نوفمبر بمناسبة افتتاح مجلس عمان في فترته السادسة والذي ينتظره الشعب والعالم بلهفة وشوق وتطلع إلى مضامينه الهامة والدقيقة ورؤية جلالته العميقة والبعيدة في مرحلة حساسة في الداخل والخارج - العيد الوطني الخامس والأربعون الكبير، الذي تحتفل فيه عمان وتزدان، وتتجلى معاني الوفاء ومشاهد الحب للقائد الذي قدم لبلاده وشعبه أعز ما يملك وقتا وجهدا وفكرا وعملا وتعهدا ... وما تخللها من مناسبات وطنية وافتتاح وتنفيذ وتدشين لعشرات المشاريع الهامة والحيوية والكبيرة، الاقتصادية والخدمية والإنسانية والثقافية والدينية والحضارية التي تضيف بنى وهياكل وانجازات ومكاسب جديدة إلى ما سبقها وتشهد تنوعا وتطورا ونموا في القطاعات المختلفة، كان فيها جلالته شاهدا ومشاركا وموجها ومستقبلا لبرقيات التهاني والمهنئين، حضر بجسده وروحه وإطلالته ورعايته السامية لعدد من تلكم المناسبات، وكان المواطن سعيدا مستبشرا مبتهجا فرحا، أولا : بإطلالة صاحب الجلالة وتنقله المستمر بين محافظات السلطنة متفقدا متابعا موجها حكومته للعمل على اسعاد المواطن ومتابعة احتياجاته وتوفير الظروف المناسبة له للعيش الكريم ورعايته الكريمة لبعض المناسبات وظهوره في صحة وعافية، ثانيا: بتلك الانجازات التي ساهم المواطن في تنفيذها بأفكاره ومرئياته وعطائه ومشاركته الفاعلة في العملية التنموية والبناء، ثالثا : لأنها تحقق له طموحاته وتطلعاته وتسعى إلى تقديم المزيد من الازدهار والرخاء ، فالإنسان هو ( محور التنمية) وأساسها. (أشرقت الصفحات الأولى من العام 2015 على العالم ... ) فكان العمانيون على موعد مع الفرح يتجدد، وفي سباق مع المناسبات الوطنية تتابع ، فلا تكاد تنتهي الأولى حتى تفاجئهم الأخرى بما يعمق سعادتهم ويفضي عليهم لباس البهجة والفرح .. ملحمة أثر ملحمة ومشاهد من الفرح الممزوجة بلوحات وطنية معبرة تلتقي وتتواصل وتنثر الزهر في أودية ورمال وقرى عمان ومدنها وشواطئها الذهبية، أتقن العمانيون الفرح وجسدوا في تعاطيهم مع الوطن وقائده عمق الانتماء وعبروا بكل صدق عن معاني وصور الوفاء ... وفي عيد عمان الوطني الخامس والأربعين المجيد، تزدان محافظات وولايات السلطنة بالأفراح والمسرات وينثر العمانيون على أرض بلادهم الطيبة وفي سمائها وبحارها ووديانها وجبالها ومدنها وواحاتها الخضراء ورمالها وصحاريها ألوانا من المشاهد والصور والملاحم الوطنية. هذه المناسبات الوطنية المتتابعة والنعم الألهية المتواصلة على عمان وشعبها وصفحات الأيام المزدهرة بحمد الله وفضله ومنته تتمثل إلى جانب ما تم سرده في اتساع حجم ومستوى الانجازات وعدد المشاريع والأنشطة والأعمال التي تشهدها السلطنة، وفي النشاط المتحقق للدور العماني في حل الازمات ومعالجة المشكلات ومساندة الجهود الدولية في إنهاء الحروب والصراعات وتبني الحلول السياسية والسلمية والعمل على تعزيز قيم الحوار، والمساهمة في الجهود الإنسانية العالمية والاقليمية للتخفيف من معاناة المشردين واللاجئين وضحايا الحروب والصراعات ... إذ غدت عمان مثالا في عمق الرؤية والحنكة السياسية وتقدير الامور وقراءة الأحداث وفهم وإدراك ظروف المنطقة ومتطلباتها وعواقب ونتائج الحروب ... وأثبتت الاعوام والأيام وأكدت الأحداث والنتائج ان السياسة العمانية تسير على خطى صحيحة وأسس قويمة وقيم إنسانية عظيمة، وباتت محل ثقة العالم ومركز تشاور قادته وحكوماته حول أزمات المنطقة، تفرض علينا مسئوليات كبيرة ووعي بالمخاطر والتحديات وجهود متواصلة علينا جميعا القيام بها كل في موقعه وبحسب امكاناته وسلطاته وقدراته، فمع التراجع الحاد لأسعار النفط وتأثيراته الكبيرة على الاقتصاد الوطني وتحدياته ومخاطره على الوضع العام، وزيادة الباحثين عن عمل، وظاهرة تسريح العمالة الوطنية من قبل عدد من الشركات، وما تشهده المنطقة من تحديات خارجية كبيرة يأتي من أهمها الفوضى السياسية والحروب المدمرة والنزعات المذهبية والعرقية وثقافة التعصب والتشدد والضغوط الممارسة على السياسة العمانية المشار اليها، ومحاولة استقطاب الجمهور لصالح هذا الطرف او ذلك والتأثير عليه بشتى الوسائل عبر وسائل التواصل وقنوات الإعلام وغيرها وبما يتعارض مع سياسة الدولة احيانا ومع مفاهيم المواطنة الصادقة وتبعاتها والسعي الحثيث لشق الصف لصالح اطراف خارجية ...الخ تتعاظم مسئوليات المجتمع على المستوى الفردي والمؤسسي خاصة نخبة المجتمع من مثقفين وكتاب وإعلاميين وعلماء وادباء واكاديميين ومسئولين وأصحاب قرار، إذ تقع علينا جميعا مسئولية الحفاظ على الهوية العمانية وتعزيز اللحمة الوطنية وتوثيق عرى التعاون والتلاحم بين مختلف أطياف وشرائح وفئات وأفراد المجتمع، والسير خلف القيادة الرشيدة لحماية المكتسبات والحفاظ على ما تحقق على أرض عمان من إنجازات وتعظيم منافعها والإخلاص في العمل والاستعداد للتضحيات من أجل الوطن العزيز واستلهام الدروس مما حدث ويحدث في دول أخرى بسبب الخلافات السياسية والنعرات الطائفية والخطابات المذهبية والتعصب والتدخلات الخارجية والاستجابة الداخلية من مآسي وصراعات وتدمير ومحن إنسانية هائلة ... وتقع على مسئولية مؤسسات الدولة وقياداتها العمل على تحقيق أهداف التنمية والاستجابة السريعة في التنغيذ للتوجيهات السامية والتنسيق والتعاون بين مختلف القطاعات والسلطات وتعزيز قيم الحوار والشفافية والتسامح والعدالة وسيادة القانون والمحاسبة وإشراك الجميع في اتخاذ القرارات والعمل على تنويع مصادر الدخل وحماية الوطن من أية أخطار خارجية أو داخلية وصياغة مشروع وطني لتعزيز اللحمة الوطنية وتثقيف المجتمع وتوعيته وتحصينه من أية منزلقات وشراك تنسج للإيقاع به ... نسأل الله العلي القدير أن يجعل صفحات العمانيين في حاضرهم ومستقبلهم زاهرة مشرقة طيبة مباركة مليئة بالخير والرخاء والفرح والسعادة، وأن يبقي لعمان سلطانها وأن يرزقه الصحة وأن يمده بالقوة والتوفيق والنصر والعمر المديد إنه سمبع مجيب الدعاء ، وهنيئا لنا هذه الأعياد الوطنية والمناسبات السعيدة المتتالية.