[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/mohamedbinsaidalftisy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]محمد بن سعيد الفطيسي[/author]
” .. عمان من مسندم الى ظفار إذ تحتفل كل عام بهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوب كل أبنائها، لتؤكد من خلالها حبها وعهدها وولائها الصادق للأرض والقيادة، ولتشكر الله على أنعم كثيرة تفضل بها عليها، وهي مشاعر يتبادلها معهم القائد من خلال الحب وصدق الوفاء للأرض ولشعبه الوفي،”
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تحتفل كل الأمم والشعوب في كل أرجاء العالم عبر تاريخها بالعديد من المناسبات والذكريات، دينية منها او سياسية او اقتصادية او ثقافية او غير ذلك، دولية او وطنية، وسواء كانت مفرحة بهيجة او حزينة مؤلمة، فهي تجدد بها ومن خلالها تاريخها وذكرياتها، تعيد الى واجهتها الوطنية رسم ملامحها من جديد، هادفة من وراء كل ذلك تحقيق أهداف عديدة وكثيرة، فللمناسبات الوطنية والقومية في حياة الأمم والشعوب باختلاف مكانتها التاريخية والحضارية، او حجمها الجغرافي، او توجهاتها الثقافية ومذاهبها السياسية مكانة عظيمة وكبيرة، ليس فقط لكونها مناسبات للفرح والاحتفال والسرور، او عادة من العادات الوطنية التي تمارس دون هدف او رؤية او اعتقاد، او لمجرد التذكير بها بعد نسيان، بل يحتفل بها لأن خلفها تقف مشاهد وذكريات ومواقف وبطولات وطنية عظيمة وفارقة في حياتها وتاريخها لا يمكن ان تنساها او تتناساها، وتستذكر لان استرجاع ذكرياتها سبب من ابرز أسباب الاعتزاز بالانتماء والولاء والعزة والفخر والمجد بالأرض والتاريخ.
فالشعوب حينما تحتفل بأعيادها الوطنية، كما يقول ذلك حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – في خطاب العيد الوطني الثاني، إنما تفعل ذلك تمجيدا لأيام في تاريخها مشرقة، وحوادث من الزمن نادرة، كما تعد الاحتفالات الوطنية لأي وطن جزء لا يتجزأ من ثقافتها الوطنية وموروثها الحضاري، وامتداد فكري للتنشئة الوطنية في جانبها السياسي، ووسيلة من وسائل ترسيخ بعض المفاهيم التعبوية الوطنية كالتلاحم والتالف والكفاح والتضحية الوطنية، وفي هذا السياق يقول حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ان شعبنا إذ يحتفل اليوم بهذه الذكرى الوطنية العزيزة في جميع أنحاء البلاد ـ ذكرى 18 نوفمبر ـ من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، وفي الداخل، وفي السهول، وفي المدن والريف، فإنه يذكر بكل فخر واعتزاز الانتصارات المجيدة، والانجازات العظيمة التي حققناها معا بالتلاحم والتالف والعمل والكفاح والتضحية، يواجه المستقبل بإيمان عميق وقلوب ملؤها الثقة والعزيمة والأمل - خطاب صاحب الجلالة بمناسبة العيد الوطني الثاني 1977م.
نعم ... ان المناسبات الوطنية بالنسبة للشعوب فرص طيبة ومناسبة لتجتمع حول قيمها ومبادئها ومآثرها، تجتمع حولها بكل شرائحها، كبار وصغار، أفراد ومؤسسات، ( فرص لتأكيد شخصيتها وإبراز ذاتيتها على الوجه الذي تراه لائقا بموضعها من التاريخ ومكانتها من حضارة الإنسان، ولذلك هي تنتهزها – أي تلك الفرص – لتأكيد تضامنها ووحدتها، وشيوع روح الأخوة بين أبنائها، تحديا منها لكل عوامل التباعد والتنافر التي لا تخلو منها حياة أي شعب من الشعوب ..... وعلى هذا فالمهرجانات الوطنية من سنن الاجتماع البشري، كما أنها بمثابة الدفاع عن النفس ضد عوامل التفسخ السياسية والاجتماعية والطائفية وغيرها) لذلك فالاحتفال بالثامن عشر من نوفمبر من كل عام كما يقول ذلك حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه ـ في خطابه بمناسبة العيد الوطني الثاني 1972م من ان ( العيد الوطني لبلادنا ، والأعياد الوطنية للأمم رمز وعزة وكرامة، ووقفة تأمل وأمل للماضي والمستقبل، ماذا فعلنا؟ وماذا سنفعل؟ وليست المهرجانات والاحتفالات والأفراح سوى نقطة استراحة والتقاط الأنفاس لمواصلة رحلة البناء الشاقة والانطلاق بالبلاد نحو الهدف المنشود.
فعمان من مسندم الى ظفار إذ تحتفل كل عام بهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوب كل أبناءها، لتؤكد من خلالها حبها وعهدها وولائها الصادق للأرض والقيادة، ولتشكر الله على أنعم كثيرة تفضل بها عليها، وهي مشاعر يتبادلها معهم القائد من خلال الحب وصدق الوفاء للأرض ولشعبه الوفي، وهو ما يؤكده حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في خطابه بمناسبة العيد الوطني الثاني 1975 بقوله: إن تمجيدنا لأعيادنا الوطنية واعتزازنا بها، إنما ينبع في تعبير صادق عن وفائنا لأرضنا الطيبة وشعبها البطل، كما كنا دائما وما زلنا، وسنبقى أبدا نعمل من اجلها، ونسهر عليها، نجاهد لعزتها، نفنى في سبيلها، نكافح ونناضل من اجل ديننا وعروبتنا لنظل دائما عربا مسلمين. وقوله: من عادتنا كل سنة ان نحتفل معا في مثل هذا اليوم لنحمد الله العلي القدير، على ما أسبغه على عماننا الحبيبة من نعم وبركات، ولنجدد العهد لخدمة هذا البلد المعطاء والعزيز على قلوبنا.
* اللهم ادم على عمان وشعبها وقيادتها المناسبات السعيدة أعوام مديدة، وجنبها كل الفتن، ما ظهر منها وما بطن ، وأحفظها من شر كل حاقد حاسد فاسد جاحد كائد، اللهم أمين .