تمثل واجهة حضارية واقتصادية
(صلالة الجديد) يرفع الطاقة الاستيعابية إلى مليوني مسافر سنويا و(مسقط الدولي) يستعد لـ 12 مليون مسافر سنويا

إعداد ـ هيثم العايدي:
مع افتتاح مطار صلالة الجديد الذي احتفل به يوم 11 نوفمبر الماضي والبالغ تكلفته 365 مليون ريال عماني تمضي السلطنة بخطى حثيثة نحو نقلة نوعية في القطاعات السياحية والاستثمارية حيث تضع السلطنة إنشاء وتطوير المطارات على رأس مشاريعها التنموية الضخمة إيمانا منها بحتمية مواكبة النمو في قطاع نقل الركاب على مستوى العالم وما يمثله ذلك من نشاط اقتصادي يساهم في تنويع مصادر الدخل إضافة إلى كون هذه المطارات تمثل واجهة حضارية للبلاد قبل ان تكون وجهة للوصول حيث إن الزائر لأية دولة يأخذ انطباعه الأولي عنها من مطاراتها.
ويأتي افتتاح مطار صلالة الجديد مع العمل على اكتمال مراحل مطار مسقط الدولي إضافة إلى المطارات الأخرى كمطارات الدقم ورأس الحد وغيرها .. فإن هذه المشاريع تبشر بنقلات نوعية على مسارات رفد الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل.
ووفقا لآخر الاحصائيات الصادرة عن "الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) فان حركة النقل الجوي تسجل تصاعدا مستمرا حيث ارتفعت في شهر يوليو الماضي بنسبة 5.9% مقارنة بالعام 2010 في إحصائية اظهرت أيضا أن شركات الطيران في المنطقة شهدت ارتفاعا في الطلب بنسبة 9.7% عن مستوى العام الماضي.
وفي السلطنة أظهرت الإحصائيات ارتفاع أعداد المسافرين عبر مطار مسقط الدولي بنهاية أغسطس الفائت إلى 7. 6 مليون مسافر مقابل 9. 5 مليون مسافر في الفترة المماثلة من العام الفائت، فيما ارتفعت أعداد المسافرين عبر مطار صلالة لتبلغ 695 ألف مسافر.
وانطلاقا مما يفرضه تنامي أعداد المسافرين حول العالم حرصت السلطنة على مواكبة هذا التصاعد في حركة النقل الجوي واضعة من تطوير وانشاء المطارات كأولوية في المشاريع التنموية للتعامل مع مستويات الطلب التي شهدت ارتفاعاً هائلاً خلال السنوات الماضية مع التركيز على تقنيات إدارة الحركة الجوية ورفع الكفاءة التشغيلية.
ويعد مطار صلالة الجديد الذي يزيد بحوالي 20 ضعفاً عن حجم المطار القديم وجاء افتتاحه تزامنا مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الـ45 المجيد أحد أهم مرتكزات قطاع النقل الجوي في السلطنة وإضافة جديدة لتدعيم البنية التحتية تمكن البلاد من مواكبة كافة التطورات.
فالمطار يشتمل على مبنى للمسافرين بمساحة 65 ألف متر مربع وبطاقة استيعابية تبلغ مليوني مسافر سنوياً ومدرج رئيسي بطول 4 كيلومترات وبعرض 75 متراً ويستوعب جميع أنواع الطائرات ومزوداً بأحدث أجهزة الملاحة الجوية والهبوط الآلي وغيرها حسب المعايير الدولية المعمول بها في هذا الشأن.
كما يشتمل المشروع على برج المراقبة البالغ ارتفاعه 57 متراً والذي تم تجهيزه وفق أفضل التقنيات الحديثة عالية الجودة و27 مبنى جديدا أهمها مبنى لإدارة الحركة الجوية والذي تم تجهيزه بأحدث النظم العالمية ومركز نظم المعلومات وقسم مناولة الحقائب بمبنى المسافرين إضافة إلى أنظمة مناولة الأمتعة التي تشتمل على ثلاث أحزمة لنقل أمتعة المسافرين للرحلات الداخلية والدولية إلى جانب قاعة لكبار الشخصيات ومواقف عامة للسيارات تتسع لـ 2200 مركبة.
كما روعي في تصميم المطار أن يقدم خدمات ذات مستوى راق تشمل متاجر تجزئة ومطاعم ومرافق خدمية أخرى مجهزة بأحدث التقنيات التي تخدم المسافر ابتداء من وصوله إلى مبنى المطار وانتهاء بصعوده إلى الطائرة منها 29 مصعداً و 13 سلماً متحركاً و 8 خراطيم لصعود المسافرين على متن الطائرات إضافة إلى 30 منضدة لتخليص إجراءات المسافرين و10 بوابات للمغادرة .
أما مطار مسقط الدولي والذي شهد تطويره تدشين المرحلة الأولى في ديسمبر الماضي فينتظر أن ترفع طاقته الاستيعابية إلى 12 مليون مسافر حيث من المؤمل أن يتم الانتهاء الفعلي للأعمال الإنشائية في العام 2016م ليعقب بذلك حزمة التشغيل التجريبي وغيرها من الإجراءات لينتقل قطاع النقل الجوي بالسلطنة إلى رحاب أوسع، من خلال التقنية والأنظمة المستخدمة في المطار الجديد والتي منها ما سيتم استخدامه لأول مرة على مستوى العالم.
وقد شملت المرحلة الأولى لمشروع مطار مسقط الدولي المدرج الجديد بالمطار والمرافق المرتبطة به وبرج المراقبة ومجمع الأرصاد والملاحة الجوية بالإضافة إلى مبنى الهيئة العامة للطيران المدني والطريق الرابط بين شارع السلطان قابوس وشارع 18 نوفمبر.
ويبلغ طول المدرج الجديد 4 كيلومترات وبعرض 75 متراً ويستوعب أحدث أنواع الطائرات من طراز A380 والذي تم ربطه بمبنى المسافرين الحالي من خلال ممرات الطائرات بالإضافة الى برج المراقبة المجهز وفق أفضل التقنيات الحديثة عالية الجودة ومبنى الهيئة العامة للطيران المدني الذي يحتوي على مكاتب إدارة متعددة الاستخدام ومكاتب للموظفين ومرافق عامة وقاعة متعددة الأغراض تستوعب لـ 600 مشارك وقاعات اجتماعات ذات أحجام مختلفة ومكتبة ومقهى ومواقف سيارات للموظفين والزوار بجانب المبنى حيث بلغت التكلفة الإجمالية للمرحلة الأولى وجميع الأعمال السابقة 700 مليون ريال عماني.
وهناك ايضا مطار رأس الحد الذي يقع بالقرب من مدينة صور في المنطقة الشرقية حيث يهدف إلى توفير الفرصة أمام السياح لتجنب السفر عبر الطريق الطويل من مسقط، كما تعتبر خطة بناء المطار جزءا من خطة أكبر لتشجيع السياحة البيئية المتكاملة كالسياحة المتعلقة بمشاهدة السلاحف خضراء الظهر المهددة بالانقراض.
بالاضافة الى ذلك فقد بدأت السلطنة تشغيل مطار صحار والذي يشتمل مشروعه على ثلاث حزم حيث انتهت أعمال الحزمتين الأولى والثانية واللتين تشتملان على تنفيذ شبكة طرق وقنوات لتصريف مياه الأمطار ومياه الشرب الخاصة بمرافق المطار وشبكة مياه لمكافحة الحريق وشبكة الكهرباء، إضافة إلى إنشاء المدرج مع الممرات الرابطة ومواقف طائرات تتسع لأربع طائرات من ضمنها طائرة الأيرباص 380A وغيرها من المرافق الخدمية.
وللاستفـادة من الأعمال المنتهية في الحزمتين الأولى والثانية ، جاء تشغيل المطار بمبنى مسافرين مؤقـت لحيـن الانتهاء من المبنى الثابـت وذلك بثلاث رحـلات فـي الأسبــوع مـن وإلـى مسقـط .
كما تم تدشين رحلات من مسقط الى مطار الدقم في يوليو 2014 نظرا للأهمية الاقتصادية المتزايدة للدقم باعتبارها منطقة اقتصادية خاصة وتلعب دورا حيويا في تعزيز النمو الاقتصادي للسلطنة.
وبالتوسع في إنشاء المطارات ورفع طاقاتها الاستيعابية من المسافرين وتوفير أحدث التقنيات العالمية في تشغيل المطارات تكون السلطنة قد وضعت أساسا متينا للبنية التحتية اللازمة للجذب الاستثماري والسياحي.