موسكو ـ عواصم ـ وكالات: أعلن المجلس الاتحادي (المجلس الأعلى بالبرلمان الروسي) امس أنه سيرحب بضم شبه جزيرة القرم إلى الاراضي الروسية اذا ما اختار سكانها الانفصال عن أوكرانيا في استفتاء مقرر الاسبوع المقبل.
وصوت مسؤولون في برلمان القرم - المجلس الأعلى - وبلدية سيفاستوبول بشان ان تصبح المنطقة ذات الاغلبية العرقية الروسية جزءا من روسيا وسط مخاوف متزايدة بأن موسكو تسعى الى ضم الاقليم الأوكراني اليها، بحسب ما ذكرت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية امس.
غير أن هذا التصويت من جانب السلطات في القرم ليس ملزما قانونا وله تأثير فوري ضئيل.
وقال فلاديمير كونستانتينوف رئيس المجلس الأعلى بالقرم في اجتماع لمسؤولي المنطقة مع سيرجي ناريشكين رئيس مجلس الدوما (المجلس الأدني في البرلمان الروسي): "اتخذنا نحن (المجلس الأعلى) قرارا بشأن الانضمام إلى الاتحاد الروسي. الكرة الان في ملعبكم، ويتعين عليكم ان تقرروا مصير القرم.. آمل، إلى الأبد". وقالت رئيسة المجلس الاتحادي فالينتينا ماتفيينكو ان روسيا ستدعم ضم القرم إلى أراضيها.
واضافت: "إذا اتخذ شعب القرم القرار في الاستفتاء بالانضمام إلى روسيا، فإننا المجلس الأعلى، سندعم بالطبع مثل هذا القرار".
ومن المقرر اجراء الاستفتاء بشأن هذه القضية يوم 16 من الشهر الجاري.
وسوف يطرح الاستفتاء خيارين على الناخبين: الموافقة على الانفصال أو بقاء القرم الناطقة بالروسية جمهورية تتمتع بالحكم الذاتي داخل أوكرانيا.
كما هددت روسيا الاتحاد الأوروبي برد واضح حال قيام الأخيرة بفرض عقوبات مشددة عليها على خلفية أزمة شبه جزيرة القرم. وذكرت الخارجية الروسية في بيان بالعاصمة موسكو أن فرض عقوبات مشددة ضد روسيا لن يظل بدون رد فعل، واصفة القرارات الأخيرة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لحل النزاع الأوكراني بأنها "غير بناءة".
ووصفت الخارجية الروسية قرار الاتحاد الأوروبي بتجميد المفاوضات الخاصة بتخفيف شروط منح التأشيرات للروس ووضع اتفاقية إطارية جديدة للعلاقات بين موسكو وبروكسل بـ"الغريب".
وأضافت الخارجية في بيانها أن هذا يولد انطباعا بأن تلك القرارت ليست نابعة من "منطق سليم".
من جانبها قالت سامانتا باور، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ، إن واشنطن لن تعترف بنتائج الاستفتاء على مستقبل شبه جزيرة القرم.
وقالت باور: "نحن لن نعترف بنتائج استفتاء في هذه المرحلة". وتابعت "يجب أن تشمل أي مناقشة حول مستقبل أوكرانيا الحكومة الشرعية في أوكرانيا".
من جهة أخرى، رفض الرئيس الأوكراني المؤقت الكسندر تورتشينوف الاستفتاء واصفا ايه بأنه "مسرحية هزلية" و"جريمة ضد الدولة"، مضيفا ان البرلمان الأوكراني سيحل برلمان القرم. وتسببت أزمة شبه جزيرة القرم في أزمة سياسية بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
واحتشد أكثر من 65 ألف شخص في موسكو أمس للمشاركة في حفل موسيقي لدعم سكان القرم، شبه الجزيرة الأوكرانية التي طالبت سلطاتها الموالية لروسيا بالانضمام إلى روسيا، كما اعلنت شرطة موسكو.
واقام المشاركون في هذا التجمع حفلا موسيقيا خلف الساحة الحمراء المجاورة للكرملين، بدأ بأغنية وطنية عنوانها "ضباط" اداها مغني البوب الروسي اوليج جازمانوف، وحملوا أعلاما روسية ولافتات كتب عليها "القرم أرض روسية" او"القرم نحن معك".
وفي سياق متصل هددت المجموعة الروسية العملاقة الناشطة في مجال الغاز "غازبروم" أمس أوكرانيا بوقف صادراتها من الغاز بسبب متأخرات متوجبة على هذا البلد، على غرار ما حصل في ازمة 2009 عندما ادى وقف الشحنات الى خلل في امداد عدة دول أوروبية بالغاز.
وتبلغ المتاخرات من ثمن الغاز الروسي لأوكرانيا 1,89 مليار دولار. وقال رئيس غازبروم الكسي ميلر بحسب ما نقلت وكالات الانباء الروسية "هذا يعني ان أوكرانيا اوقفت فعلا تسديد ثمن الغاز". واضاف ان كييف "تجازف بذلك بالعودة الى الوضع الذي كان سائدا في بداية 2009" عندما توقفت شحنات الغاز.
من جهة اخرى صرح مسؤول غربي أمس بأن مسلحين منعوا مراقبين عسكريين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مجددا من دخول شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
وقال الدبلوماسي إن مسلحين مجهولين منعوا 47 مراقباعسكريا غير مسلحين من دخول المنطقة التي تسيطر عليها روسيا في بلدة تشونهار ويعتزمون الآن محاولة الدخول من نقاط تفتيش اخرى. وينتمي هؤلاء العسكريون الى 25 دولة بالمنظمة.
وكانت ميليشيا موالية لروسيا اوقفت عند نقطة تفتيش تابعة لها المراقبين ومنعتهم من دخول شبه جزيرة القرم. وتتخذ منظمة الامن والتعاون في أوروبا المدافعة عن الديموقراطية من فيينا مقرا لها.