ـ مسيرة الشورى العمانية حظيت باهتمام ومتابعة عن كثب من جلالته وحرصه على تطويرها لتتواكب مع تقدم المجتمع وللوفاء بمتطلباتهـ استطاعت النهضة المباركة على مدى الأعوام الخمسة والأربعين الماضية تحقيق الكثير من الإنجازاتـ السلطنة الأقل نسبة من التضخم بين دول مجلس التعاون والأعلى في النمو الاقتصادي بين الدول العربيةمسقط ـ العمانية :ـ حملت الكلمة السامية التي تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ فألقاها في افتتاح الفترة السادسة لمجلس عمان مضامين و دلالات سامية جعلت منها منهاج عمل للمرحلة القادمة لمختلف مؤسسات الدولة و ركيزة صلبة لمجلس عمان بجناحيه (مجلس الدولة ومجلس الشورى ) في الفترة القادمة .ومع الوضع في الاعتبار ما عودنا عليه حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم – أبقاه الله – من دقة الكلمات ، ومن وضوح وتركيز عميقين ، وعلى نحو يصل مباشرة الى جوهر المعاني ، والى عقول وأفئدة ابناء الشعب العماني الوفي ، فانه من المؤكد ان الكلمة السامية لجلالته ، قد تضمنت – برغم ايجازها وتركيزها - العديد من الدلالات والمضامين بالغة الاهمية ، أراد جلالته توجيه الاهتمام اليها .وفي غمرة احتفال ابناء الشعب العماني الوفي بالعيد الوطني الخامس والاربعين المجيد ، في ظل فرحة غامرة ، و تفاؤل كبير بمستقبل زاهر بقيادة جلالة السلطان المعظم ، فان دقة وايجاز الكلمة السامية اعطت في الواقع نموذجا بالغ الدلالة فيما يتعلق بأن الوقت الآن هو وقت العمل ، ووقت العطاء والبذل ، من اجل الوطن والمواطن ، فالحديث هو حديث العمل والانجاز العملي والملموس ، وهو ما ينبغي ان يضعه كل مواطن ومسؤول نصب عينيه خلال الفترة القادمة .لقد استطاعت مسيرة النهضة المباركة على مدى الاعوام الخمسة والاربعين الماضية تحقيق الكثير من الانجازات ، ليس فقط على صعيد بناء الاقتصاد العماني ، وتحقيق طفرة كبيرة في نصيب الفرد من الدخل القومي ، وتحقيق السلطنة لأقل نسبة من التضخم بين دول مجلس التعاون ، ولاعلى نسبة من النمو الاقتصادي بين الدول العربية خلال نصف القرن الممتد بين عامي 1970 و2010 ، ولكن ايضا على صعيد كل قطاعات الاقتصاد العماني ، الانتاجية والخدمية ، وفي مقدمتها قطاعات التعليم والصحة والضمان الاجتماعي ، فان الفضل في ذلك يعود في الواقع الىالعزم والارادة والرؤية الواضحة التي يمتلكها حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ والى العبقرية الفذة التي تمكن بها جلالته من حشد طاقات ابناء الشعب العماني الوفي ، وتوجيهها نحو مشاركة واسعة ومتزايدة من كل شرائح المجتمع في عمليات وجهود التنمية المستدامة ، تخطيطا وتوجيها ومتابعة ايضا ، وهو ما يقوم به مجلس عمان ، في ظل ما يتمتع به من اختصاصات ومهام تشريعية ورقابية نص عليها النظام الاساسي للدولة وتعديلاته .واستمرارا لهذا الجهد والعطاء الذي يقوم به جلالته ، ويقوده ايضا اعلن جلالته ـ حفظه الله و رعاه ـ على نحو واضح ودقيق وقاطع ايضا ، إن ما تحقق على ارض عمان من منجزات في مختلف المجالات ، لهو مبعث فخر ومصدر اعتزاز ، واننا نتطلع الى مواصلة مسيرة النهضة المباركة بارادة وعزيمة اكبر ، ولن يتأتى تحقيق ذلك ، الا بتكاتف الجهود وتكاملها لما فيه مصلحة الجميع وبينما تمثل الانجازات العديدة ، التي تمتد لتغطي كل شبر من ارض عمان الطيبة ، والتي تضم تحت مظلتها ايضا كل ابناء عمان ، مبعث فخر واعتزاز لنا ، فان جلالة القائد المفدى عبر عن تطلعات وطموح ابناء الوطن ، بالاعلان عن مواصلة المسيرة ، وبارادة وعزيمة اكبر ، وهو ما يطرح في الواقع مزيدا من المسؤوليات ، سواء على عاتق مؤسسات الدولة المختلفة ، او على عاتق المواطن .واذا كان ما تحقق من منجزات على امتداد السنوات الماضية قد تم بجهد وعرق وتضحيات كبيرة ، فان مواصلة المسيرة وتحقيق مزيد من الانجازات ، يتطلب بالتأكيد الحفاظ على ما تحقق خلال السنوات الماضية من ناحية ، وبذل مزيد من الجهد والعطاء والجدية في العمل ، وبكل اخلاص وعلى كافة المستويات من ناحية ثانية . فالوقت هو وقت عمل وانجاز من جانب الجميع .وحتى يضع جلالة السلطان المعظم النقاط على الحروف ، وحتى يحدد معالم الطريق ، امام كل مؤسسات الدولة ، وامام المواطنين ايضا ، اكد جلالته – حفظه الله ورعاه – على "تكاتف الجهود وتكاملها ، لما فيه مصلحة الجميع ".فاذا كان تكاتف جهود كل ابناء ومؤسسات الوطن ، تشكل ضرورة حيوية لتحقيق ما نصبو اليه جميعنا ، في مختلف المجالات ، فان تكامل هذه الجهود مع بعضها البعض ، هو ما يعطيها المزيد من الزخم والقدرة على اضافة منجزات أخرى لصالح الوطن والمواطن .ولان المصلحة الوطنية العمانية تتسع لتضم مصالح كل ابناء الوطن وشرائحه المختلفة ، فان تحقيق مصلحة الجميع ، يعد في الواقع ضمانة هامة لتثمر الجهود المبذولة مزيدا من الخير للوطن والمواطن وفي هذا المجال يمكن الإشارة الى العديد من النماذج المضيئة على امتداد مسيرة النهضة العمانية ، وفي كل المجالات ودون استثناء ، وهو ما يفسر في جانب منه احد مرتكزات العلاقة العميقة والفريدة التي تربط بين جلالة القائد المفدى و أبنائه على امتداد هذه الارض الطيبة وعلى امتداد سنوات المسيرة المباركة ، وهو ما يدهش الكثيرين من غير العمانيين . وكما نجحنا في الاعوام الماضية فاننا قادرون على النجاح في الحاضر والمستقبل ايضا.على صعيد آخر ، وفي اطار التكاتف والتكامل في جهود مختلف مؤسسات الدولة على مستوى القيادة وعلى مستوى الحكومة وعلى مستوى مجلس عمان ، وعلى المستوى الوطني الشامل ، اكد جلالة القائد المفدى " ولقد تابعنا عن كثب اعمال مجلس عمان بشقيه مجلس الشورى ومجلس الدولة في الفترات الماضية ، مثمنين الجهد الذي بذله المجلس خلالها ، مما كان له الأثر الملموس للاسهام في دفع مسيرة التنمية الشاملة قدما نحو مزيد من التطور والنماء ." وهنا تتجلى في الواقع العديد من المضامين ، فجلالة السلطان المعظم ، برعايته لمسيرة الشورى العمانية ولحرصه على تطويرها لتتواكب مع تقدم المجتمع وللوفاء بمتطلباته ايضا ، " يتابع عن كثب اعمال مجلس عمان "، وبتثمين جلالته ـ ايده الله ـ لجهد مجلس عمان ولدوره واثره الملموس في دفع مسيرة التنمية الشاملة ، فان ذلك يعني الكثير في الواقع ، ليس فقط على صعيد اعتزاز مجلس عمان بهذا التثمين السامي لجهوده في الفترات الماضية ، ولكن ايضا على صعيد بذل مزيد من الجهد والعمل والعطاء ، في اطار حشد وتكامل جهود كل مؤسسات الدولة لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن ، واضافة مزيد من الانجازات التي يشعر بها المواطن وتسهم في تحقيق مزيد من التقدم والرخاء والتعامل الفعال مع كل التطورات من حولنا . ولذا فانه من المنتظر ان يسهم مجلس عمان ، بجناحيه مجلس الدولة ومجلس الشورى بجهد اكبر خاصة وان خطة التنمية الخمسية التاسعة سيبدأ تنفيذها مع بداية العام القادم ، وكذلك الميزانية العامة للدولة لعام 2016 ، فضلا عن الاعداد لاستراتيجية عمان 2040 ، وجميعها يتطلب مزيدا من الوعي والقدرة على العمل والتنسيق بين كل مؤسسات الدولة ، مع اطلاع المواطنين على ما تبذله حكومة حضرة صاحب الجلالةالسلطان المعظم ـ حفظه الله ـ من جهود صادقة ومتواصلة للحفاظ على افضل مستوى معيشة ممكن للمواطن ، ولتجاوز الآثار التي سببها انخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية بالنسبة لكل الدول المنتجة والمصدرة للنفط ومنها السلطنة . والمؤكد انه بتكاتف الجميع تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله و رعاه ـ سنحقق مزيدا من الإنجازات كما حققنا خلال الأعوام الخمسة والأربعين الماضية . .