**
يوم 18 نوفمبر يوم من أيام عمان الخالدة .. فجميع المواطنين يفخرون بهذا اليوم ويعتزون به كثيراً، ففيه تحققت أحلامهم وطموحاتهم بأن يروا عُمان وقد أصبحت دولة عصرية يشار لها بالبنان .. وفيه كان مولد القائد الذي استطاع أن يُخرِج عُمان من عصر التخلف والمرض والجهل لتكون خلال فترة وجيزة لاتتجاوز 45 سنة وهي سنوات بسيطة اذا ما قورنت بحجم الانجازات التي تحققت.
فجلالته وعد فأوفى عندما قال فور تقلده مقاليد الحكم في البلاد: (اني أعدكم أول ما أفرضه على نفسي ان أبدأ بأسرع ما يمكن أن أجعل الحكومة عصرية وأن أزيل الأوامر غير الضرورية التي ترزحون تحتها، سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء بمستقبلٍ أفضل وعلى كلِّ واحدٍ منكم المساعدة في هذا الواجب).
عندما قطع جلالته هذا الوعد على نفسه وأمام شعبه كان يعلم انه سيواجه العديد من التحديات الصعبة .. فبلاده ـ آنذاك ـ لاتمتلك أي موارد طبيعية فهي ترزح تحت خط الفقر والجهل والتخلف والمرض وليست هناك بنية تحتية ولكن دائماً هم هكذا القادة العظماء عندما يوعدون يوفون بوعودهم فلديهم طاقات وصفات لايملكها الأناس العاديون.
فجلالته كان يملك "كاريزما" القائد الملهم الذي يستطيع أن يصنع الكثير من لا شئ، فالارادة القوية وحبه لعُمان وشعبه كان هو ما يملكه لتخطي كافة العقبات والصعوبات لإيصال بلاده الى مصاف دول العالم.
كما استطاع جلالته أن يكسب حب وثقة شعبه بعد أن وجدوا منه الاخلاص والتفاني في العمل فوقفوا الى جانبه دون كللٍ أو مللٍ وآمنوا بقدرات قائدهم، فدولةٌ مثل عُمان لم تكن تمتلك في مطلع السبعينيات سوى مستشفى واحد وثلاث مدارس وقبائل متفرقة وليست هناك طرق معبدة ولا كوادر مؤهلة ومع ذلك قبل جلالته التحدي وقال قولته الشهيرة:(سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل شجرة) .. فأصبحنا نرى اليوم آلاف المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية والجامعات وآلاف الكيلو مترات من الطرق المعبدة والجسور بأحدث المواصفات والموانئ والمصانع والكوادر المؤهلة في كافة التخصصات كلها تحققت في عدة سنوات.
فجلالة السلطان المفدى سابق الزمن لإسعاد شعبه وتحقيق ما عجز عنه الكثيرون فلايستغرب البعض عندما نعشق جلالته الذي أفنى زهرة شبابه من أجل عمان وشعبه ونبادله الحب والوفاء فهو يستحق منا كل هذا وأكثر.

عبدالله الجهوري