(124291) عدد الطلبة المقيدين بالتعليم العالي للمرحلة الجامعية الأولى داخل السلطنة وخارجها
تطوير البحث العلمي في المؤسسات التعليمية وتطوير البنية التحتية لكليات العلوم التطبيقية
إنشاء مركز للإنماء المهني وتطبيق برنامج التميز للأداء الوظيفي

أجرى الحديث ـ محمد السعيدي:
قالت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي في حديث لـ"الوطن" بمناسبة العيد الوطني الخامس والأربعين المجيد: نبارُكُ للمقامِ الساميْ لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السلطانِ قابوسِ بنِ سعيدٍ المعظَّمِ ـ حفظهُ اللهُ تعالى ورعاه - هذا العيدَ المجيدَ في حُلّتهِ الخامسةِ بعدَ الأربعينَ ومفتخرين بكل مراحل النهضة المباركة، وإننا نستحضرُ منَ الخطابَات السَّاميةْ لجلالتهِ محطَّاتٍ شكّلَتْ للتعليم بالسلطنة ماهيتهِ الحاليةِ، كان من بواكيرها قول جلالته ـ حفظه الله وأبقاه:(عندما نصل بالتعليم إلى الدرجات العليا فنحن مطالبون بأن نضيفَ إلى تلك المعارف معارفَ جديدة ، أن نبحث ، أن نستنبط ، أن نفكر ، أن نتدبر، وعلينا ـ أيضاً - أن نصحِّح معارفَ من سبقنا لأنَّه في كثيرٍ منها نظريات والنظريات تكون متجددة، فلا نقول إنَّ ما وصلوا إليه في الماضي هي المعرفة ..لا..المعرفة ليست مطلقة، المعرفة متجددة) ليصبح التعليم بهذه الرؤية السامية لجلالته في شتى أشكاله ركيزة من ركائز التنمية البشرية للإنسان العماني، فمنذ البدايات وما زالت الجهود البناءة والطموح الحثيث يحدو بقائد النهضة المباركة لبناء دولة عصرية تقوم على الإنسان في مهاراته التي يمتلكها وقدراته التي يطورها وتنميته الدائمة وفقًا لمتطلبات العصر.
واوضحت معاليها قائلة: وفي وقفاتٍ موجزةٍ مع إنجازات التعليم العالي خلالَ النهضة المباركة فلا يخفى على أحدٍ التطور الملحوظ في اعداد المقيدين بالتعليم العالي، فقد بلغ عدد الطلبة المقيدين بالتعليم العالي للمرحلة الجامعية الأولى داخل السلطنة وخارجها (124291) طالباً وطالبة وفقا لمؤشرات العام الأكاديمي (2013 / 2014م) مقارنة مع (72117) طالباً وطالبة في العام الأكاديمي (2006 / 2007م) بزيادة قدرها (72%)، وبلغ عدد الطلبة المقيدين بمؤسسات التعليم العالي داخل السلطنة (117804) طلاب وطالبات في ذات العام، وهو ما يمثل (94.8%) من إجمالي المقيدين، ومنذ عام 2011م شهد عدد المستجدين بالتعليم العالي على النفقة الحكومية توسعا غير مسبوق مما ساعد على رفع نسبة المستجدين بالتعليم العالي من الناجحين بدبلوم التعليم العام لتصل إلى (89%) في العام الأكاديمي (2013 / 2014م) بالمقارنة مع (35 %) في العام الأكاديمي (2010 / 2011)، وقد رافق زيادة عدد المقيدين بالتعليم العالي زيادة في عدد مؤسسات التعليم العالي، حيث بلغ عددها (57) مؤسسة في العام الأكاديمي (2013 / 2014م) تضم (8) جامعات، و(36) كلية وكلية جامعية، و(13) معهداً تخصصياً، وبلغ عدد مؤسسات التعليم العالي الحكومية (30) مؤسسة، وعدد مؤسسات التعليم العالي الخاص (27) مؤسسة.
وأضافت معاليها: كما جاء قرار مجلس التعليم العالي (سابقاً) بتحويل كليات التربية إلى كليات للعلوم التطبيقية تركز على التعليم العملي التطبيقي في مجال التكنولوجيا الأساسية والعلوم التطبيقية، وبدأت الكليات في تقديم برامجها الجديدة في العام الأكاديمي (2005 / 2006م).
وتعمل هذه الكليات على التعاون والتواصل مع مؤسسات التعليم العالي العالمية من خلال برنامج التبادل الطلابي والتدريب، وهو برنامج أكاديمي/ ثقافي يتيح الفرصة للطلبة للتعرف على ثقافات وحضارات جديدة وبالتالي توسيع آفاقهم الاجتماعية، وذلك من خلال تواصلهم مع نظرائهم المشاركين في برنامج التبادل الطلابي، وقد بلغ عدد الطلبة المشاركين ببرامج التبادل الطلابي خلال العامين الماضيين (212) طالباً وطالبة وتوزعوا على كل من بريطانيا واستراليا وفنلندا والمغرب، حيث وضعت وزارة التعليم العالي منذ نشأة تلك الكليات خطة لتعمين الهيئات الأكاديمية والهيئات الاكاديمية المساندة بها من خلال برامج الابتعاث الخارجي لدرجة الماجستير والدكتوراه، وبلغ إجمالي عدد المبتعثين لدرجة الماجستير (149) مبتعثاً، وفي درجة الدكتوراه (42) مبتعثاً، كما عملت الوزارة على تخصيص عدد من بعثات برنامج الألف بعثة للهيئات الأكاديمية في مؤسسات التعليم العالي، كما شهد قطاع التعليم العالي الخاص منذ انطلاقته في العام 1995م تطوراً متسارعاً من حيث عدد مؤسساته وعدد الطلبة المقيدين فيه، وتتكون مؤسسات التعليم العالي الخاصة من سبع جامعات وعشرين كلية في مختلف المحافظات، لتشكل قُرابة (47%) من إجمالي مؤسسات التعليم العالي، وقد ساهم التعليم العالي الخاص زيادة الالتحاق بالتعليم العالي حيث يشكل عدد المقيدين فيه حوالي (51%) من إجمالي الطلبة المقيدين بالتعليم العالي داخل السلطنة، كما يدرس في مؤسسات التعليم العالي الخاصة عدد من الطلبة غير العمانيين بلغ عددهم (2320) طالباً وطالبة في العام الأكاديمي (2013 / 2014م).
وقالت معالي وزيرة التعليم العالي: وقد بدأت الحكومة بتنفيذ برنامج البعثات الداخلية في العام الأكاديمي (2000 / 2001م)، وشهد عام 2011 زيادة غير مسبوقة في ضوء التوجيهات السامية بتوفير 7000 بعثة داخلية فضلا عن البعثات القائمة، وبلغ عدد الطلبة المستجدين بالبعثات والمنح الداخلية (8407) طلاب وطالبات في العام الأكاديمي (2014 / 2015م) مقارنة مع (3058) بعثة ومنحة في العام الأكاديمي (2010 / 2011)، أي بزيادة قدرها (174%)، أما البعثات والمنح الخارجية لدرجة البكالوريوس فقد بلغ إجمالي المستجدين فيها (1263) في العام الأكاديمي (2014 / 2015م) مقارنة مع (231) في العام (2010 / 2011م) وهو ما يمثل زيادة قدرها (446%)، وتحرص الوزارة على تنويع دول الابتعاث للاستفادة من مدارس علمية متعددة، والاطلاع على التجارب العالمية في مختلف العلوم لاكتساب المهارات والكفايات المعرفية، وقد ازداد عدد دول الابتعاث لتصل الى (14) دولة في العام الأكاديمي (2014 / 2015م) مقارنة مع (5) دول في العام الأكاديمي (2005 / 2006م)، ويأتي برنامج الألف بعثة خارجية للدراسات العليا التخصصية في المجالات التي تحتاج إليها الدولة رافداً للاقتصاد الوطني يعنى بتهيئة كوادر وطنية متخصصة ذات تأهيلٍ عالٍ ولسد الاحتياجات الفعلية بالوحدات الحكومية المختلفة والقطاع الخاص.
ولم تألُ الوزارة جهداً في سبيل توفير تعليم عالٍ ذي جودة تنسجم مع معطيات العلم الحديث فقد أُنجزت ثلاثة مشاريع أساسية كان لها بالغ الأثر في الارتقاء بعملية ضمان الجودة في الكليات، وقد رُبطت هذه المشاريع بعملية تدريب موظفي ضمان الجودة، وتمثَّلت في: مشروع الخطة الاستراتيجية لكليات العلوم التطبيقية (2015 / 2020م)، ومشروع إعداد سياسات كليات العلوم التطبيقية والتي تشكل المبادئ العامة التي تنظم العمل فيها ، ومشروع مؤشـرات الأداء بكليات العلوم التطبيقية الذي وضع من خلاله (112) مؤشراً، بالإضافة إلى تدريب المختصين بضمان الجودة في تلك الكليات على ماهية مؤشرات الأداء وآليات جمعها والتعامل معها وتوظيفها لتطوير العمل في الكليات.
وأضافت معاليها: أما عن الاستراتيجيات والخطط المستقبلية للوزارة، فإنها تسعى إلى رفع معدل التحول الإلكتروني للخدمات التي تقدمها من (93%) إلى (100%)، ورفع معدل أمن المعلومات، وتسهيل إجراءات تبادل البيانات مع الوحدات والمؤسسات الحكومية الأخرى، كما اننا نتطلع إلى رفع معدل الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي من (35،6%) إلى (37%)، وتطوير البحث العلمي في المؤسسات التعليمية، وتطوير البنية التحتية لكليات العلوم التطبيقية ؛ بإنشاء مختبرات الهندسة، وقاعات دراسية إضافية، ومراكز لخدمات الطلاب، واستكمال صيانة المباني القديمة للكليات، وفيما يخص الجودة فإن هذه الوزارة تسعى إلى إنشاء مركز للإنماء المهني، وتطبيق برنامج التميز للأداء الوظيفي .. وغيرها من المشروعات التي من شأنها مواكبة خطط التنمية لهذا الوطن العزيز.
وقالت معالي راوية البوسعيدية في ختام حديثها: نسأل الله ـ جلت قدرته - أن تستمر المسيرة بعناية جلالته ـ حفظه الله ورعاه - بخطاها الوثابة لتحقق لعمان واقعاً أرقى ومستقبلاً أمثلَ لتكون في ركب الحضارة وفي ناصية روّادها لإخراج جيل يعي مسؤوليته الوطنية، لتكون عمان منارة تضيء معرفة وعلما وقبلة للدارسين و طالبي العلم والمعرفة.