ـ نأمل أن يستمر مجلس عمان بشقيه الشورى والدولة أداء دوره في التعاون مع الحكومة في إقرار التشريعات ومراقبة الأداء في استشراف للمستقبل بروح إيجابية

ـ السلطنة كأي دولة من دول العالم ليست في معزل عن التأثر بأحداثه وبكل ما يلم به من أزمات اقتصادية ومالية وتحديدا ما يحل بأسعار الطاقة من تذبذبات صعودا ونزولا

ـ سبق أن مررنا بظرف اقتصادي مشابه وتجاوزناه باعتمادنا على الله أولا وعلى تفهم المواطنين وتعاونهم والخطط الرصينة الموضوعة

مسقط ـ العمانية : قال معالي السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني : بمرور 45 عاماً مضيئة من عُمر النهضة المباركة ونحن نُمعِنُ النظر ونُعمِلُ الفكر في كل ما تحقق على أرض عُمان الطيبة وفي كل ما خلفه هذا الإنجاز من آثار إيجابية سنجد أنفسنا - ونحن نستقصي ذلك ونبحث عن أسبابه ودوافعه - أمام حقائق بارزة بروز الشمس من وضع داخلي متين ارتكز على حكمة نيرة من عاهل البلاد تبدت في خطط مرحلية طموحة تتلاءم في كل زمن مع معطياته وإمكانياته ، ومن أداء حكومي رصين استند إلى مفردات تلك الحكمة واستشرف المستقبل ، واتكأ على دراية بما يحتاج إليه المجتمع العماني وتفاعل بنمط حي مع متطلبات المواطنين ولم يعزل نفسه عن آرائهم ، وزاد هذا التوجه رسوخا تجربة الشورى الممثلة بمجلس عمان بشقيه مجلس الشورى ومجلس الدولة .
وأضاف معاليه في حديث لوكالة الأنباء العمانية بأن هذه التجربة ترسخت جذورها في
الأداء المؤسسي بالدولة ويؤمل أن يستمر المجلس - وهو يؤدي دوره في التعاون مع الحكومة - في إقرار التشريعات ومراقبة الأداء في استشراف للمستقبل بروح إيجابية لاسيما وقد قيض له في دورته الحالية كوكبة من الأعضاء ذوي كفاءات علمية ومهنية مما يوحي بالتفاؤل بمزيد من التعاون بين الحكومة والمجلس.
وأشار معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني إلى أنه كجسر يعبر به هذا الوطن المعطاء إلى المستقبل يأتي دور الشباب الذين أنشئت لهم اللجنة الوطنية للشباب لتؤطر نشاطهم وعطاءهم بعد أن هُيئت لهم سبل التعليم والتدريب واكتساب المهارات ليتبوأوا مختلف الوظائف والمهن العامة والخاصة وليرتادوا عالم الأعمال محققين فيه ذواتهم ومفيدين به وطنهم ومعينين اقتصاده على التنوع والنمو .. ولا ننسى هنا دور المرأة العمانية فهي إلى جانب دورها العظيم كمنشئة ومربية للأجيال أبانت عن دور مقدر ومعتبر في المجتمع كمعلمة وطبيبة وموظفة ورائدة أعمال جنبًا إلى جنب مع أخيها الرجل متطلعين إلى مزيد من العطاء وريادة الشورى العمانية ومزيد من المثابرة
والحرص على اقتحام هذا المجال.
وأوضح معاليه في حديثه لوكالة الأنباء العمانية أن كل هذا الزخم أعان العوامل الإيجابية التي ساعدت على وضع خطط اقتصادية ذات أبعاد اجتماعية يسرت سبل الحياة أمام المواطنين وخففت من كلفة الخدمات والسلع الضرورية وعلى رأسها التعليم والعلاج والطاقة والكثير من السلع الغذائية في استتباب أمني ووئام بين أفراد المجتمع العماني بكل أطيافه.
وأكد معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي أن هذا التناغم الفذ بين منهج قيادي مستنير بقدر ما ينطلق إلى آفاق المستقبل الرحب فهو يغوص في أعماق مفردات ومعطيات حضارية وإنسانية اختزلها التاريخ والواقع العماني، وبين سياسات اقتصادية واجتماعية اتخذت من الواقع المعاش أساسا لها وساندتها حالة من الوئام والعيش السلس لمجتمع أبعد ما يكون عن المنغصات الفكرية وغيرها هذا التناغم جعل من عُمان - باعتراف القاصي والداني- واحة أمن وأمان يشار إليها بالبنان وتُقصَدُ في الملمات فلا غرابة - والحال كذلك - أن يشيد الجميع بها ويستدعي الكثيرون دورها وجهودها في حل الأزمات الناشبة إقليميا ودوليا ، فلم تتوان عُمان عن القيام بكل ما تقتضيه هذه الملمات بل فعلت ذلك دون رياء وبكل هدوء واتزان لا مقصد لها غير الخير وقال معاليه : إن عُمان كأي دولة من دول العالم ليست في معزل عن التأثر بأحداثه وبكل ما يلم به من أزمات اقتصادية ومالية وتحديدا ما يحل بأسعار الطاقة من تذبذبات صعودا ونزولا وبكل ما أدى إليه الهبوط الحالي في أسعار النفط من تأثيرات على الاقتصاد العالمي وعلى إيرادات الدول المنتجة للنفط ومن بينها السلطنة .
وأضاف معاليه في هذا الصدد أن التدني الحالي في أسعار مواد الطاقة من نفط وغاز تعيد إلى الأذهان بعض الحقائق إذ سبق أن مررنا بظرف مشابه وتجاوزناه بعون الله وتوفيقه إن اعتمادنا على الله أولا وعلى تفهم المواطنين وتعاونهم والخطط الرصينة الموضوعة لتجاوز هذه المرحلة وحرص الجهاز الإداري للدولة على تنفيذ التعليمات والإجراءات الموضوعة لضبط الإنفاق كفيل بأن يقودنا إلى بر الأمان.
وقال معالي السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني في حديثه لوكالة الأنباء العمانية : إن ما يناهز نصف قرن من عمر النهضة المباركة، بكل ما أرسته من بنية أساسية ومنظومة قانونية وتشريعية وخبرات مكتسبة سواء على المستوى الإداري أو الاقتصادي وانفتاح على العالم المترامي الأطراف وصداقات تكونت مع شعوبه بنيت على الاحترام المتبادل حصنت التجربة العمانية ووفرت لها المناعة وهيأت هذه السبل للتعامل مع الطوارئ ورفعت من درجة جاهزية البلاد وأهليتها في ولوج أبواب الائتمان وإصدار مختلف الصكوك والسندات والتعامل بأريحية مع مختلف بنوك العالم محليا وإقليميا وعالميا وبين معاليه أن من شأن هذه الأزمة - ولكل أزمة جوانب إيجابية خفية لا تقل أهمية عن جوانبها السلبية بل تفوق عليها في نظر الباحثين الجادين عنها والمصممين على استلهامها - تركيز التفكير من جديد وإطلاق الهمم واستدعاء كل المرونة والطاقات الخلاقة لدى العمانيين تلك الطاقة التي تنبعث من أعماق التاريخ وكل ما تحقق خلال الفترة الماضية لهذا فإن مواجهتنا لهذه الحالة تتم بشكل أبعد ما يكون عن الذهول والاستسلام وعن الحلول المجتزأة . واختتم معاليه قائلا .. " ومن شأن تلك الأزمة أن تدفعنا إلى إعادة رص وترتيب مكونات خططنا بشكل يعيننا - ونحن نعتمد على رب كريم ورصيد من الإنجازات وإرث من تجارب ماضية استندت على حكمة قيادة ملهمة وتخطيط متأن لا يخرق المراحل بل يتتبعها بهدوء وأمل كذلك من شأن ذلك أن يعيننا على تجاوز هذه المرحلة باقتصاد أكثر تنوعاً وأقدر على مواجهة طوارئ الأيام ، والحفاظ على وتيرة مستقرة من نسب نمو واقعية تتسم بالديمومة وتضمن الرفاهية والعزة لعُمان وشعبها.