موسكو ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
تجمدت الأزمة الأوكرانية في مكانها بانتظار ما سيسفر عنه استفتاء سكان منطقة القرم بشأن الانضمام لروسيا ،والذي ترحب به موسكو رغم معارضة واشنطن التي حذرتها روسيا من اتخاذ أي خطوات غير مدروسة ،فيما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن خطوة الاستفتاء.
وقالت الرئاسة الروسية على لسان المتحدث باسمها دميتري بيسكوف إن الكرملين لا علاقة له بقرار برلمان القرم بشأن الانضمام إلى روسيا الاتحادية. وقال بيسكوف في حديث لقناة "روسيا 1"أمس،إن هذه المبادرة تعود إلى سكان القرم، مشيرا إلى أنها ستطرح في الاستفتاء بعد أسبوع. وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن موسكو لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي في حال تدهور الأوضاع في القرم، مضيفا إن "روسيا بلد يعتمد عليه العالم الروسي" وإن الرئيس بوتين هو "ضمان أمن العالم الروسي".
وأشار بيسكوف إلى أن "روسيا دولة توجه إليها النداءات لتقديم المساعدة، وكما قال الرئيس بوتين فإن روسيا دولة لا تستطيع تجاهل هذه العمليات"،مضيفا :إن جذور هذه العمليات أوكرانية. كما وصف سلوك الدول الغربية
بـ "انتصار المقاييس المزدوجة" مشيرا إلى أن "ما نراه الآن في أوكرانيا وحولها هو انتصار لغياب القانون وسقوط القانون الدولي والمقاييس المزدوجة".وذكر بيسكوف أن الشركاء الغربيين اعترفوا بشرعية من يسمّون أنفسهم قادة أوكرانيا،رغم أن الأخيرين وصلوا إلى السلطة بدعم القوى التي قامت بانقلاب.وأعلن أن الغرب تعجّل في الاعتراف بشرعية هؤلاء القادة ويصرّ على شرعيتهم وفي الوقت ذاته يرفض حق أي طرف أوكراني آخر في اتخاذ إجراءات مستقلة.
من جانبه أعلن المجلس الاتحادي (المجلس الأعلى بالبرلمان الروسي)أنه سيرحب بضم شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية إذا مااختار سكانها الانفصال عن أوكرانيا في استفتاء مقرر خلال الأسبوع المقبل.
وصوت مسؤولون في برلمان القرم ـ المجلس الأعلى ـ وبلدية سيفاستوبول أمس الأول الخميس بشأن أن تصبح المنطقة ذات الأغلبية العرقية الروسية جزءا من روسيا وسط مخاوف متزايدة بأن موسكو تسعى إلى ضم الإقليم الأوكراني إليها،بحسب ما ذكرت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية.
وقال فلاديمير كونستانتينوف رئيس المجلس الأعلى بالقرم في اجتماع لمسؤولي المنطقة مع سيرجي ناريشكين رئيس مجلس الدوما (المجلس الأدني في البرلمان الروسي ):"اتخذنا نحن (المجلس الأعلى ) قرارا بشأن الانضمام إلى الاتحاد الروسي.الكرة الآن في ملعبكم،ويتعين عليكم أن تقرروا مصير القرم..آمل،إلى الأبد".
وقالت رئيسة المجلس الاتحادي فالينتينا ماتفيينكو إن روسيا ستدعم ضم القرم إلى أراضيها.
وأضافت: "إذا اتخذ شعب القرم القرار في الاستفتاء بالانضمام إلى روسيا ،فإننا المجلس الأعلى، سندعم بالطبع مثل هذا القرار".
ومن المقرر إجراء الاستفتاء بشأن هذه القضية يوم ال16 من الشهر الجاري.كما حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف واشنطن من خطوات غير مدروسة. وقال لافروف في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي جون كيري أمس،إن تلك الخطوات ستنعكس على الولايات المتحدة نفسها.وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية بهذا الخصوص أن سيرجي لافروف "حذر من خطوات متسرعة وغير مدروسة من شأنها أن تلحق ضررا بالعلاقات الروسية - الأميركية،وخاصة فيما يتعلق بالعقوبات التي ستنعكس حتما على الولايات المتحدة نفسها".وأضاف البيان إن الوزيرين اتفقا في المكالمة التي جرت بمبادرة من الجانب الأميركي،على مواصلة بحث موضوع الأزمة الأوكرانية،وذلك تنفيذا لتكليف رئيسي البلدين فلاديمير بوتين وباراك أوباما اللذين ناقشا الوضع في أوكرانيا قبل فترة وجيزة.
واحتشد أكثر من 65 ألف شخص في موسكو للمشاركة في حفل موسيقي لدعم سكان القرم.
في غضون ذلك عبرت مدمرة أميركية مضيق البوسفور للمشاركة في تمارين مقررة سابقا في البحر الأسود.
وعبرت المدمرة القاذفة للصواريخ تروكستون التي غادرت قاعدتها في اليونان صباح أمس الأول الخميس، مضيق الدردنيل صباح أمس الجمعة ودخلت مضيق البوسفور بعد ظهر أمس.
من جانبه اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الإعلان عن استفتاء مقبل حول مستقبل القرم "مثير للقلق وخطير"، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه مارتن نيسركي.
وقال نيسركي للصحفيين إن "الإعلان الأخير الذي أصدرته السلطات في القرم عن نيتها تنظيم استفتاء مثير للقلق وخطير".
وأضاف إن بان كي مون "يطلب بالحاح من سلطات أوكرانيا ،بما فيها القرم، معالجة هذه القضية بهدوء" والامتناع عن أي "عمل متسرع" وأي "قرار يتخذ تحت وطأة الأحداث".