أُمــي ســأخبركِ بشئْ
ثمَّ يـَـمضي
وتهـمسُ نفس العبارة
"أمـي ســأخبركِ بشئ"
وتَبقى السُكون عالقة كعادتها....
ويمضي شتاء الوقـتِ
أمـي ســ.......
هـــما..
طفلتان يتيمتانِ
تخيطان كنزتيهما المثقوبتان ِ
بنفس كُــورة الصُوفِ
ومــرَّ "تـشرين" تــسع مراتٍ
لكنه في الليلة العَـشرِ
لم يعزف الوتر على الناي القديم
ويبدأ ُ
"أمــي ســأخبركِ بـ.."
قال: لا بدَّ ستترقبُ فكّ حِصاري
وستأتي تفيض بحنين شحرورة
كبرت على سَطـح جِيراننا الطيبين
ها كـُبر الفتى
بات يخجل من طرق
باب أمه ليلاً لكي تُجيب السؤال
ونامَ على بابها ليلتانِ
ها مـرَّ "تــشرين" تسع مرات
وشذَّب العمر من كاهله ِ
ثقل تلك العبارة
ما عادَ ثمة مُتَّسع لهُ
في حُضنها الغارق بالخُـــواءِ
فقبَّلَ أوجـاعهُ وانحنى
أمي.. سأخبركِ بأني راحل في الغد
ولغرفتي بابٌ ومفتاحٌ صــغير
وموطن للحمام!
لو عرفتي الطريق إليهِ
تعالي ودعيني
وقـــولي لي أحبكَ يـا بُنَّي
لأســمع صوتكِ قبل الوداع !!!

سميره الخروصية