ماذا هناك ؟الغيمُ ينطقُ بالمآسيربما في الليلِ تهوي نجمةٌ أخرىويحترقُ الصدىمن غلف الصمتَ المكبلَ بالحنينْ ؟وعلَّقَ الأضواءَ في شمسٍ تهاوتقبلَ مفترقِ الطريقِ إلى الغروب ؟من باعَ في سوقِ النخاسةِ ضوءَه ؟أهداهُ للتجارِ ..أهلِ الرملِ والتاريخِ في أسفارِهمْمن علَّم المنسيَّ في لغةِ الزمانِ حروفَهفتضاءلَتْ بالأمنيات ..وتعلَّقَ الأملُ الذي يهواه بالتابوتِيغزِلُ بالعناكبِ خيطَه الممتدَّما أوهاهُ ..ما أوهاهُ لو يدريلكأنما منحَ الزمانَ وجودَهوهو الذي إن ذاب في الغفلاتِ يذوي خاسئًايرتدُّ من طرفٍ تضاءلت العبارةُ عن رُؤاهْوعن البريقِ إذا غدا كالبدرِ قنديلَ المسافةِوالدليلَ إلى العبورْماذا هناك ؟بحرٌ تلاطمَ بالنجومْوعباءةٌ سوداءُ تنشرُ في المفازةِ ظلَّهاوترشُّ حباتِ الظلامِ على المدىوعلى قوافلَ لم تعُدْ تهوى الرحيلَ إلى السماءِ بضوئِهالكأنما نسيت طريقَ اللهِ في دَمِهاوتآكلَتْ صدأًوكانت كالحديدِ تقاومُ الألمَ المعبأَ بالشِّقاقْويقينُها جبلٌ من الذِّكرىوفوهةٌ من الأحداثْوهي التي كالنسرِ كانتلا تَطالُ سوى السماءِولا تود منازلَ الوديانِ والأشباحِ والأوهامْ ..ماذا هناك ؟سربٌ من الأطيافِ يهطلُ في الفضاءْيعتِّقُ الآتي برائحةِ الغناءِ الرَّخْو :" عبثٌ هو الماضي بكل رواتهقلقٌ من الذكرى بحلمِ شتاتِــــهما شأنُنا بخصالـــِه وصفاتـِـه ؟! "هكذا غنوا وساروا في قوافلِهم هباء ..أيها الآتون ..من يمنِ المآربِ ..هل تراكم ترجعون إلى الحمامِ هديلَها ؟وإلى المياهِ خريرَها في الروحْ ؟وإلى القلوبِ بياضَها الممتدَّ في ساحاتِنَا الخَضْرَاء ؟وإلى الذوات عروبة الأوطان والأسماء والأهواء ؟وإلى السماء منازل الشهداءرغم منازل الغرباء ؟!غنوا بصوتٍ واحدٍودعوا النشازَإلى الرياحْودعوا النّشازَ .. إلى الرياحْإلىالرياح أشرف العاصمي