[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]

لأول مرة تقريبا لايرتاح فيه المحاربون في سوريا ولا يعرفون يوما تسترخي فيه العضلات المتشنجة التي باتت بأمس الحاجة للهدوء ولو لساعات، كأنما هنالك من يريد كتابة النهاية بسرعة، في وقت كانت انتقلت فيه الأزمة من حادث الى صراع في كل سوريا.
منذ لحظاتها الأولى، اكتشفت القيادة السورية خطورة ما سيجري في بلادها فأعدت العدة له .. وبينما كان هنالك تفكير لدى المعارضة في الخارج بسقوط سوريا خلال أسابيع أو القليل من الشهور، انعكس ذلك على المعارضة المسلحة ايضا، والتي تضخمت هي الأخرى بعدما صدقت اهل السياسة ومن كانوا ممولين للأزمة.
عظمة القيادة في سوريا أنها استعدت لمعركة كبرى لن تنتهي إلا بواحد من حلين: إما كسر الارهاب، او حوار ينهي الصراع بطريقة لاغالب ولا مغلوب. ولكي يتحقق الشرط الاول كان لابد للمعركة ان تأخذ مساراتها الطبيعية وان تتنقل على ما فعلته، وان تطول، فكلما طال أمدها فقدت وهجها ثم شرعيتها ثم تحولت الى ارهاب كما وصلت اليه بالفعل، وتلك هي نتائجها كما نراه اليوم. اما الحديث عن اللاغالب واللامغلوب، فأمر ليس باليسير لأنه مكلف ويحتاج لصراع قد يمتد عشرات السنوات وهو ما لا تحتمله ايضا القوى الارهابية، فيما تملك القيادة القدرة على رفد الصراع بما يحتاجها ولديها المعرفة بأنها الرابحة في كل الأحوال.
نظرة متفحصة على الخارطة السورية تشهد بأن عملية تكسير الارهاب تحصل بشكل حثيث، ومن كان الى جانبه تراجع وفي ذلك خطوات رائدة حصلت وتحصل ولسوف تزيد من رقعتها كي تصل في النهاية الى ان يتحول الارهاب الى كابوس عالمي تطلق في أثره صفارات الانذار في كل مكان ويصبح لزاما على كل دولة، ليس في الشرق الأوسط وحده، بل في العالم كله أن تحمل السلاح لمقاتلته ومنازلته في سوريا وخارجها، وحتى في بلادهم.
في كل يوم إذن مفاجأة من العيار الثقيل ضد هذا الارهاب الذي بات كل مظهر فيه معلوما إلى أبعد الحدود، بالأسماء والتفاصيل .. لم تتولد تلك القناعة عند كل اللاعبين بالأزمة السورية لولا صبر سوريا، وقوة جيشها ودوره الوطني في حماية الدولة والنظام والشعب وفي درء الأخطار وفي صناعة المستقبل، بل لولا الخطط الوطنية التي قادتها القيادة السورية وتمكن وعيها بالأزمة وبتفاصيلها وبمحتواها وبعلاقاتها وبكل صغيرة وكبيرة فيها، لما أمكن محاصرتها وكتابة نهاية متسلسلة لها كما يحصل اليوم ، وكما حصل بالامس في اكثر من مكان على الأرض السورية.
العمل العسكري يتقدم كل شأن، والسلاح بيد اليمنى فيما اليسرى تحتضن التراب الوطني الذي بات ممنوعا على كل أفاق من الارهابيين ومن أولئك الساقطين في أحضان العواصم الأجنبية التي تآمرت على بلادهم ..
ما وصل إليه حجم اللعبة في سوريا ان الارهاب ينتحر بعدما فقد حاضنته الداخلية بالكامل، وها هو يفقدها بالخارج، وفي المستقبل القريب سيطلب العديد من الدول الإذن من السوريين للمشاركة في مقاتلة هذا الارهاب، بعدما ظهرت صحة القراءة التي على أساسها جاءت مشاركة حزب الله إلى جانب الجيش العربي السوري في رحلة نصره المتنقل.