**
عاشت السلطنة الأيام الماضية وما زالت تتوالى أفراحاً وطنية رائعة، عبرت عن مدى ما يكنه أبناء عُمان من حب وولاء للقائد والوطن، من خلال احتفالات وأمسيات في شتى محافظات السلطنة ضمن ملحمة وطنية تضمنت إبراز لمنجزات النهضة المباركة وما نالته هذه المحافظات وولاياتها من تنمية عبر خططها الخمسية المتوالية التي توزع خلالها تنفيذ مشاريع وخدمات لكافة قطاعات الحياة التنموية التي تمس المواطن بشكل مُباشر كالكهرباء والماء والصحة والتعليم والإسكان والتنمية الاجتماعية.
هذه الاحتفالات في مضمونها جوهر مهم للغاية وهو مدى الترابط بين القائد وشعبه، ومدى الحب ومدى الولاء، فجلالة السلطان ـ حفظه الله ورعاه ـ انتشل عُمان من جمودها ـ إن صح التعبير ـ إلى آفاق رحبة من الحياة المعاصرة التي تجلت فيها كل مُفردات هذه الحياة، واستطاع جلالته أن يجعل التعليم المحور الأهم منذ توليه المسؤولية لإدراكه بأن التعليم هو الناقل الأساسي من وضع إلى آخر عبر تعزيز ثقافة الانتماء والولاء والمشاركة إلى جانب الثقافة الذاتية للفرد وأهمية نيله قسطاً من التعليم لكي يستطيع مواكبة مسيرة الحياة وكذلك المساهمة في بناء عُمان الوطن.
ولذا نستطيع اليوم القول بأن تلك الرؤية التي بدأت منذ العام 70 هي نتاج ما نعايشه اليوم، لأن التخطيط المستقبلي والرؤية البعيدة المدى كانت حاضرة وإذا كان المتتبع لمسيرة النهضة العمانية يُدرك بأن جلالة السلطان اعتمد وبشكل كبير على سياسة التدرج في البناء، فإن الحكمة هي التي كانت ولا تزال حاضرة في كل شيء، وأن سياسة التدرج ومن وجهة هي نظري هي للبقاء دوماً في مصاف التقدم وركب التطور من خلال التعليم والعمل وبناء الإنسان وأهمية مشاركته في التعمير وهذا ما حصل تماماً في السلطنة ، سياسة التدرج ما زالت موجودة لإدراك جلالة السلطان المعظم بأن الوطن وأبنائه لابد أن يتماشوا بخطوات موزونة، بعيداً عن القفز فوق السحاب الذي أسقط أمجاد أمم كانت تبني حضارتها واليوم ليس لها حاضر.
اليوم نقول الحمد لله على نعمة الأمن والأمان، الحمد لله على اكتمال صحة السلطان، الحمد لله على هذه الاحتفالات الرائعة في كل محافظات السلطنة، الحمد لله أولاً وأخيراً على الاستقرار الذي تعيشه السلطنة بشتى صور هذا الاستقرار والذي هو خير رهان استطعنا من خلاله أن نتجاوز مطبات عصفت بمسيرة بناء لدول عديدة بينما بقت السلطنة صامدة في مسيرة تنميتها الشاملة ولله الحمد، وإن كان اليوم البعض يتحسب لما يمر به الاقتصاد من الانخفاض الحاد لأسعار النفط إلا أن السلطنة وبفضل الرؤية الشاملة للقيادة قادرة على تجاوز هذا الوضع عبر سلسلة من الخطوات والإجراءات التي تتطلب منا نحن جميعاً كمواطنين التعاون والتعاضد مع الحكومة في هذا الجانب.
نسأل الله بأن يحفظ لنا جلالة السلطان وبأن يُديم عليه نعمة الصحة والعافية والعمر المديد وأن يسبغ عليه من فضله وآلائه ونعمائه وكرمه وأن تبقى عُمان مزدانة كل عام بمنجزاتها وحاضرها متطلعة لغد أفضل ومشرق بإذن الله تعالى وكل عام والجميع بخير.

سيف بن عبدالله الناعبي
كاتب عُماني
[email protected]