فيما كرم وزير الإعلام الجهات الإعلامية والراعية ومؤسسات المجتمع المدني الداعمة للمعرض

متابعة ـ فيصل بن سعيد العلوي:
أسدل الستار مساء أمس على فعاليات الدورة التاسعة عشرة لمعرض مسقط الدولي للكتاب بحضور من مختلف شرائح المجتمع وصل الى ما يقارب 800 ألف زائر بحسب الإحصائية التي اعلنت مساء امس في الحفل الختامي للمعرض والذي اقيم في قاعة الفعاليات تحت رعاية معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام رئيس اللجنة المنظمة للمعرض وقال معاليه في بداية كلمته التي القاها : نحتفي بالثقافة والفكر والادب في عمان الحبيبة في هذه الاحتفالية التي شهدت وبحمد الله طوال الفترة الماضية حضورا فاعلا وتجاوبا رائعا، بدأنا هذه الاحتفالية بتدشين كلمة عمان في التاريخ الموسوعة العمانية وبحمد الله لاقت اصداء على المستوى المحلي والعربي والدولي وتلقينا العديد من التهاني والتبريكات والحجز لهذه الموسوعة على مستوى الافراد والمؤسسات العربية والدولية.
واضاف معاليه: احتفلنا في هذا المعرض بتدشين مبادرة مجتمعية من قبل جمعية دار العطاء وهي قافلة كتابي صديقي، الباص المكتبة المتنقلة التي ستجوب محافظات وولايات السلطنة بعد انتهاء معرض مسقط الدولي للكتاب لتعرف المجتمعات المحلية بالانجاز المعرفي والثقافي، ومن العام المقبل اي مبادرات مجتمعية من قبل المؤسسات والافراد سنضع لها معايير وسنعلن عن افضل المبادرات والتي سنحتفي بها في افتتاحية المعرض القادم.
واشار معالي الوزير في حديثه الى ان عدد الزوار في المعرض وصل الى ما يقارب 800 ألف زائر في المعرض وهذه اضافة تحملنا مسؤولية اكبر لرعاية هذا الانجاز وتقديم كل التسهيلات في الدورة القادمة.
واكد معالي الدكتور وزير الإعلام أن جميع الملاحظات التي نتمنى ان يقدمها المهتمون هي محل اهتمام ونتمنى ان يتواصل رواد المعرض في تقديم رؤاهم وافكارهم حول المعرض بكافة الوسائل اليدوية منها والإلكترونية المتاحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
في الختام توجه معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام رئيس اللجنة المنظمة للمعرض بالشكر لكافة الجهات الداعمة للمعرض والرعاة وكافة مؤسسات المجتمع المدني التي ساهمت في الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض وكافة وسائل الإعلام الداعمة والمساندة في إظهار المعرض بما يليق وواقعه. وفي ختام الحفل قام معالي الوزير بتكريم كافة تلك الجهات بحضور يوسف بن ابراهيم البلوشي مدير المعرض.
وبعد حفل التكريم وبحضور معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام اختتمت اللجنة الوطنية للشباب فعالياتها في المعرض ، حيث كرّمت اللجنة في حفلها الختامي لجنة الفرز المكونة من الكاتبة والناقدة شيخة بنت سالم البادية رئيسة لجنة المبادرات القرائية وعضوية كل من الإعلامي محمد رضا اللواتي والاعلامية نايلة بنت ناصر البلوشية. شاركت لجنة الفرز في عملية فرز الكتب المشاركة في حفلات التوقيع، حيث أعدت قائمة تربو على الخمس والخمسين إصدارا، تمّ التوصل إلى القائمة النهائية والتي تكونت من 20 إصدارًا. حيث شهد جناح اللجنة توقيع كتابين بشكل يومي. وذلك في خطوة جادة لمكافأة الكاتب الشاب الذي يُصدر لأول مرّة من خلال شراء نسخ من الكاتب، مما أتاح فرصة جيدة لتعريف الجمهور العماني بالكاتب، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للجمهور أيضا للحصول على الإصدار مجانًا مرفقا بالتوقيع.
كما كرّمت اللجنة الوطنية للشباب اللجنة المشرفة على متابعة تنفيذ فعالية المبادرات القرائية، والتي تكونت من كل من الشاعر والكاتب عوض اللويهي رئيس لجنة دعم الكتاب العمانيين وعضوية كل من الكاتب والمترجم بدر الجهوري والدكتورة عهود البلوشية. فقد اتفق ثلاثتهم على تأهل مبادرتين من أصل عشر مبادرات وهي مبادرة "أكثر من حياة" والتي كانت فكرتها إنشاء استوديو صغير في ركن اللجنة لالتقاط الصور للزائرين بينما هم يقرؤن الكتب، وتحويل صورهم إلى فواصل للكتب. كما تمّ إرسال الصور لهم، وذلك لتخليد هذه اللحظات الحميمية بصحبة الكتب وهي المبادرة التي حصلت على المركز الأول بعد عملية التنفيذ. وفكرة مبادرة "مدينتي تقرأ"، تمثلت فكرتهم في تعليق لوحة خاصة في ركن اللجنة الوطنية للشباب للكتابة عليها من قبل الزوار، عن الكتب التي يرشحونها للقراءة أو تلك التي يقتبسون منها بعضا من المقاطع التي يفضلونها أو عبارة تُعبر عن علاقتهم بالقراءة. وقد لفت اللوح انتباه الزوار للنظر إلى العبارات المكتوبة، وذلك بهدف خلق حالة من التفاعل التبادلي بين القراء والزوار وللفت انتباههم لما قد يفوت البعض من عناوين تصلح للقراءة. كما كرّمت اللجنة المتطوعين الذين شاركوا اللجنة في النواحي التنظيمية بمن فيهم من الاعلاميون ومن مصممي برنامج مسابقة "دوري القراءة" وهي مسابقة استهدفت فئة الطلاب من مختلف محافظات السلطنة.
كما جرى وبشكل يومي تكريم الشخصيات المؤثرة التي تمت استضافتها بالركن بمعدل شخصية في كل يوم من المكفوفين الذين تمكنوا وبشجاعة كبيرة من أن يتحدثوا عن تجاربهم وعلاقتهم بالقراءة والصعوبات التي واجهتهم في سبيل تحقيق أهدافهم في الحياة، بفضل نور البصيرة والإرادة القوية التي يمتلكونها، فهم يجيدون استخدام الكمبيوتر والانترنت باستخدام البرامج الناطقة، واستخدام السطور الالكترونية وجهاز بريل، وهم متنوعو المواهب والاهتمامات، ممن لم تكن الإعاقة حاجزا أمام تحقيق أحلامهم.
نهايات حفلات التواقيع
وقبل حفل الختام وقعت الشاعرة عائشة السيفية ديوانها الشعري الأول "البحر يبدل قمصانه" بجناح اللجنة الوطنية للشباب، وهو ديوان شعري طال انتظاره من كل الذين عرفوا عائشة السيفية التي بدأت في كتابة الشعر ونشره في الصحافة وحضور الأمسيات الشعرية داخل السلطنة وخارجها منذ ما يزيد على 12 عاما. والجدير بالذكر أن هذا الديوان لا يحوي كل ما كتبته عائشة من قصائد، إذ لديها ما يزال أكثر مما نشرته ويعزى ذلك إلى حرصها الدائم على الانتقاء الشديد والعناية في الاختيار. أما ليث الحارثي فقد وقع موسوعته العمانية لريادة الأعمال التي تعد كتابا رائدا في هذا المجال، فهي دليل شامل لكل من أراد أن يخطو في عالم ريادة الأعمال، إذ توفر له الموسوعة أيسر الطرق منذ الخطوة الأولى وحتى اكتمال المشروع، كما تزوده بالبدائل التي يجب عليه اتخاذها في مسيرة تأسيس مؤسسته الصغيرة أو المتوسطة. شهد أيضا جناح اللجنة الوطنية للشباب يومي الخميس والجمعة حفلات توقيع لإصدارات عدد من الكتاب الشباب، إذ كانت الإعلامية عايدة البلوشية ضيفة في جناح اللجنة لتوقيع إصدارها "للمسائل بدائل" وهو كتاب في التنمية البشرية يطرح مجموعة من القضايا وآليات التعامل معها من خلال طرح البدائل التي من شأنها أن تجوّد حياة الشباب وتقودها إلى الأفضل.
في حين كان كتاب الأيادي الملونة، لمؤلفته عائشة الحارثية معنيا بأدب الطفل، إذ حوى الكتاب مجموعة من قصص الأطفال ، وهو جنس أدبي شهدناه حاضرا بقوة في معرض مسقط للكتاب في دورته الحالية، فهناك على صعيد أدب الطفل حضر أكثر من اسم عماني اشتغل على هذا الجانب من الكتابة الإبداعية، وما احتفاء اللجنة بكتاب الأيادي الملونة إلا حرص على تعزيز العناية بهذه الفئة من المجتمع التي تعد لأن تكون شباب المستقبل.
أما في يوم الجمعة الفائت فقد شهد جناح اللجنة حفل توقيع المجموعة الشعرية "بلقيس" لمؤلفها حمود المخيني، وهي مجموعة شعرية نبطية. في حين كان الاحتفاء الآخر بكتاب "خطّاب بين غيابات القبر" لمحمد الفزاري، والإصدار عبارة عن رواية صدرت عن مؤسسة دار الانتشار.
الجدير بالذكر أن جناح اللجنة شهد حوارات مباشرة ومفتوحة بين أعضاء اللجنة ومرتادي الجناح من الزوار ومن الشخصيات البارزة من الكتاب والإعلاميين. تناولت مشروعات اللجنة السابقة والقادمة، كما طرح البعض مجموعة من المقترحات والقضايا التي ارتأى الشباب أنها جديرة بالعناية من قبل اللجنة الوطنية للشباب. وقد سعت اللجنة الوطنية للشباب لرصد معظم الآراء والأفكار التي ساهم بها الزوار لتكون الزاد الذي تتزود به في مشاركتها العام المقبل.