بلجيكا والدنمارك وهولندا يشعلون المنافسات البطولة لحسم النتائج والفوز باللقب

المصنعة ـ زينب الزدجالية:
اقتربت ساعة الحسم في بطولة العالم النسائية لقوارب الليزر راديال التي ينظمها مشروع عمان للإبحار في المدينة الرياضية بولاية المصنعة، حيث شهدت هذه البطولة منذ انطلاقها منافسات حامية على مراكز الصدارة التي تتنازعها حالياً الدنمارك وبلجيكا وهولندا وبفارق لا يزيد على أربع نقاط بينهن، وتنوعت الظروف فيها بين الرياح المتوسطة في بداية البطولة، إلى الرياح القوية خلال اليومين الماضيين، وكان لهذا التنوع دور أساسي في تنويع التحديات وإبراز مهارات البحارات التكتكية وقدراتهن على التأقلم مع مختلف الظروف.
قفزة بلجيكية
كانت الصدارة خلال الأيام الأربعة الماضية من نصيب الدنماركية آني ماري ريندوم، ولكنها كانت تواجه منافسة قوية جداً من البحارات الأخريات كل يوم حتى تمكنت أخيراً البحارة البلجيكية إيفي فان آكر من التعادل معها في مجموع النقاط (نقطة 32) بل وأصبحت آكر الآن في قمة الترتيب بفضل عدد المراكز الأولى التي حققتها مقارنة بتلك التي أحرزتها ريندوم، ونتيجة لهذه القفزة الكبيرة في نتيجة آكر من المركز الثالث إلى المركز الأول، اضطرت الهولندية ماريت بوميستر إلى التراجع من المركز الثاني إلى المركز الثالث بمجموع 36 نقطة.
ولا عجب في قدرة آكر (30 عاماً) على صنع هذه المفاجآت، فهي المصنفة الأولى عالمياً في فئة الليزر راديال. حققت آكر المركز الرابع في السباق الأول من يوم الأربعاء، والمركز السادس في السباق الثاني، مع أنها كانت تشعر بقدرتها على صنع نتيجة أفضل، ولكنها ستركز على ما هو قادم في اليوم الختامي، وعلقت على ذلك بقولها: "إنه لأمر مؤسف بعض الشيء في نتيجتي لهذا اليوم، ولكن ذلك أصبح من الماضي، وتركيزي الآن على اليوم الختامي، لا سيما مع تنبؤات الطقس التي تشير إلى رياح خفيفة والتي ستزيد من التحديات بعد أن تعودنا على الرياح القوية خلال اليومين الماضيين، والتي كانت رائعة لكل البحارات".
الدنماركية آني ماري ريندوم (24 سنة) تمتلك سجلاً قوياً من الخبرة التي بدأت في بنائها بعمر خمس سنوات في فئة قوارب الأوبتمست، وهي اليوم من أشهر البحارات في العالم وتحتل المركز الثاني في التصنيف العالمي في فئة الليزر راديال. احتلت ريندوم صدارة هذه البطولة من أول يوم، إلا أن اليوم الخامس شهد بعض الضعف في أدائها، خصوصاً في السباق الأول الذي جاءت فيه بالمركز السابع، وقالت عن ذلك: "عندما تكون في مركز متصدر تسعى إلى الحفاظ عليه وقد يتسلل إلى قلبك بعض التوتر، وهو ما أظنه قد حدث معي. حيث واجهت بعض التحديات في السباق الأول من هذا اليوم لا سيما في ظل الأمواج العالية والنسمات القوية، حيث كان علي أن أبحر بأقصى سرعة ممكنة على سطح هذه الأمواج ولم يكن ذلك بالأمر الهين خصوصاً عند الإبحار مع اتجاه الرياح. وجدت نفسي وسط مجموعة كبيرة من البحّارات ولم أستطع التحرر منها لذلك جئت في المركز السابع بعد عناء. ولكن السباق الثاني كان أفضل حظاً، حيث أبحرت بكل هدوء والتزمت بخطة الإبحار واختتمت السباق حسبما أردت، ولذا فأنا راضية عن الأداء في النهاية".
تراجعت الهولندية ماريت بوميستر إلى المركز الثالث بعد حصوها على المركز العاشر في السباق الأول والمركز الرابع في السباق الثاني، وبفارق 4 نقاط فقط عن المركز الأول. ماريت بحّارة لا تقل موهبة عن الدنماركية ريندوم أو البلجيكية آكر، فهي حاملة لقب بطلة العالم الحالي، وصاحبة الميدالية الفضية في أولمبياد لندن 2012م، وتصنف رابعاً على مستوى العالم. تتصف بوميستر بالدقة في تفاصيل ممارستها لهذه الرياضة، ولذلك فهي مدركة تماماً لحجم المنافسة التي تنتظرها في اليوم الختامي.
فرصة سويدية
وفي خضم التقلبات التي شهدتها المراكز الثلاثة الأولى في اليوم الخامس من البطولة، استطاعت السويدية جوزافين أولسون (26 سنة) الحفاظ على مركزها الرابع الذي أحرزته في اليوم الرابع، وكانت من بين ألمع البحارات خلال هذه البطولة ويضم سجلها تحقيق المركز الأول في اليوم الأول والمركز الثاني في اليوم الثالث، ودخلت هذه البطولة بعد بضعة أسابيع فقط من احتفالها بالفوز بنهائيات كأس العالم للإبحار الشراعي المنظم من الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي في أبوظبي. جاءت أولسون في المركز الخامس في السباق الأول من يوم الأربعاء، ولكنها تعثرت كثيراً في السباق الثاني وجاءت في المركز الثالث والعشرين، ولكن لحسن حظها كان من حقها حذف هذه النتيجة، وبقيت بفارق 8 نقاط فقط عن المركز الأول، ولا تزال أمامها فرصة كبيرة للظفر بنتيجة أفضل في يوم الختام.
علقت أولسون على أدائها في اليوم الخامس وقالت: "كنت أحاول جاهدة لتعزيز نتيجتي في السباق الثاني ولكن الظروف الجوية كانت مخادعة. ما زالت الفرصة سانحة خلال اليوم الختامي، حيث تشير التنبؤات إلى انخفاض سرعة الرياح وهو شيء جيد بالنسبة لي، لأن هذا التغير يفسح المجال للكثير من الفرص والتغيرات".
ومن بين البحارات اللواتي سطع نجمهن بقوة خلال اليومين الماضيين ظهرت البريطانية أليسون يونج (28 سنة) التي تشارك في البطولة بخبرة واسعة في فئة قوارب جي.بي14، ومنذ انطلاق سلسلة النهائيات حققت أليسون المراكز 2، 3، 14، 1 على التوالي، وهي نتائج مبهرة تتماشى مع كونها المصنفة ثالثاً على مستوى العالم في فئة الليزر راديال، وكانت هذه النتائج سترفعها إلى مراكز الصدارة لولا نقاطها المتعثرة في سلسلة التصفيات بداية هذا الأسبوع، ولكنها تشعر الآن بأنها قد تعودت على الظروف واستعادت معدنها الحقيقي وقالت: "عانيت بعض المشكلات في السباق الأول عند الإبحار مع اتجاه الرياح، ولكنني تحدثت إلى المدرب واتفقنا على تغيير بعض الأشياء، وأثمرت هذه التغييرات بشكل جيد في السباق الثاني، حيث انطلقت بقوة واستطعت التماشي مع تغيرات الرياح وبقيت في الصدارة حتى خط النهاية".
ليليا زو: قياس العافية
الصينية ليليا زو (28 سنة) صاحبة الميدالية الأولمبية الذهبية في فئة الليزر راديال تشارك في هذه البطولة بعد انقطاع استمر لأكثر من سنتين إثر إصابة في الظهر والركبة، وتقول: "بأن هذه المشاركة ساعدتها على قياس مدى استعادتها لعافيتها، ولذلك ليس غريبا أن ترى تنوعاً في نتائجها خلال الأيام الماضية، ولكنها استطاعت البقاء ضمن المراكز العشرة الأولى طوال أيام البطولة، وهي مستمتعة جداً بالسباقات وتشعر أخيراً بأنها قادرة على صنع قرار المشاركة في الألعاب الأولمبية المقبلة في البرازيل، وأضافت: "أشعر بالسعادة بعودتي أخيراً إلى السباقات على هذه القوارب بعد طول غياب، وستبقى مشاركتي في هذه البطولة مقياساً لي في الأيام المقبلة، ومع أنني لم أكن أنوي المشاركة في الأولمبياد في بداية البطولة، إلا أن نتائجي كانت أفضل من المتوقع، لذلك فسأحاول خوض الأولمبياد المقبل في ريو دي جانيرو العام المقبل".
المجموعة الفضية
ومن جهة أخرى حافظت النرويجية فليم هوست على صدارتها في المجموعة الفضية بعد إلغائها لنتيجتين كانت قد سجلتهما بداية هذا الأسبوع، وبقيت الكندية إيزابيلا بيرتولد في المركز الثاني كذلك، في حين كان المركز الثالث من نصيب الجواتيمالية أندريا ألدينا، على حساب النيوزلندية سوساناه بيات التي تأخرت إلى المركز الرابع.
هذا وتبقى الاحتمالات مفتوحة جداً بشأن أبطال هذه البطولة في اليوم الختامي الذي ستنطلق فيه السباقات عند الساعة 12 ظهراً بالتوقيت المحلي، وسيشهد بنهايته إقامة حفل الختام في منتجع ميلينيوم المصنعة تحت رعاية صاحبة السمو السيدة منى بنت فهد آل سعيد، مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي. ويمكن للمتابعين والمهتمين الاطلاع على جميع النتائج من الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لفئة الليزر.