رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبدالقادر حماد:
استشهد فلسطينيان برصاص جنود الاحتلال الاسرائيلي بالضفة الغربية والقدس المحتلة فيما يدرس الاحتلال احتمالية انهيار السلطة مع اقراره بأن وقف الانتفاضة لا يلوح بالأفق كما اختبر الاحتلال منظومة صواريخ جديدة.
واستشهد الشاب عمر عرفات عيسى الزعاقيق (19 عاما) ظهر امس على مدخل بلدة بيت أمر شمال مدينة الخليل بنيران قوات الاحتلال بعد إصابته بعدد كبير من العيارات النارية.
وقال شهود عيان بأن جنود الاحتلال قامت باطلاق النار باتجاه الشاب بذريعة قيامه بعملية دهس أدت إلى إصابة عدد من جنود الاحتلال ثم قامت بوضع جثمانه في كيس أسود ونقلوه في سيارة إسعاف إسرائيلية إلى جهة غير معلومة.
واستشهد امس ، الشاب فادي محمد محمود الخصيب (25) ، وهو من سكان بيرنبالا في رام الله. وأكدت مصادر خاصة أن الشهيد أعدمه مستوطن إسرائيلي قرب مستوطنة "كفار ادوميم" شرقي القدس صباح امس الجمعة،
وأكدت ذات المصادر أن الشهيد فادي هو شقيق الشهيد شادي خصيب، الذي أعدمه مستوطن إسرائيلي قبل خمسة أيام في طريق رام الله أريحا، بعد أن اصطدم مستوطن بسيارته في الشارع الرئيسي، وما أن ترجل من سيارته ليرى حجم الأضرار، حتى أطلق عليه مستوطن آخر الرصاص فقتله، وادعى جيش الاحتلال أنه حاول تنفيذ عملية طعن.
وأطلق مستوطن إسرائيلي صباح امس الجمعة النار على الشاب فادي الخصيب خلال تواجده للتنزه في منطقة "عين فارة"، وادعى المستوطن أن الشاب قام بدهس جنديين إسرائيليين بسيارته.
وقالت مصادر ان جيش الاحتلال ترك الشاب الخصيب ينزف حتى فارف الحياة، ثم قام جنود الاحتلال بوضعه في كيس بلاستيكي أسود، ووضعوه في سيارة إسعاف، واحتجزوا جثمانه، ليكون الشهيد رقم 39 الذين تحتجز سلطات الاحتلال جثامينهم.
وادعت لوبا السمري المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية ان شابا فلسطينيا دهس جنديين اسرائيليين كانا متوقفين قرب محطة الباص في كفار ادوميم باتجاه البحر الميت، واصابهما بجراح، وان مستوطنا اسرائيليا كان متواجدا في المكان، ويعمل في وحدة الانقاذ اطلق النار على الشاب الفلسطيني ما ادى الى استشهاده في المكان.
وقالت مصادر عبرية أن أحد الجنود واصابته متوسطة تم نقله الى مستشفى "تشعار تصيدق" في حين نقل الجندي الثاني الى مستشفى هداسا عين كارم بعد وصف حالته بالبسيطة.
وبذلك ارتفعت حصيلة الشهداء منذ مطلع الشهر الماضي إلى 103 شهداء، بينهم 22 طفلاً وطفلة، و4 سيدات.
الى ذلك حصلت صحيفة إسرائيلية على تسريبات حول ما دار بجلسات المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" الإسرائيلي وعلى مدار اليومين الماضيين والمتعلقة بإمكانية انهيار السلطة الفلسطينية على وقع الضغط العسكري الإسرائيلي الأخير.
وذكرت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الجمعة ،أن الكابينت ناقش ولساعات طويلة خيار انهيار السلطة وتداعيات هكذا سيناريو على الأمن الإسرائيلي حيث نقل عن أعضاء في الكابينت قولهم انه لا يتوجب على "إسرائيل" منع انهيار السلطة لأن خطوة كهذه ستكون أفضل من الواقع الحالي وستصب في مصلحة "إسرائيل".
وقالت الصحيفة إن جلسات الكابينت بهذا الخصوص استمرت بشكل شاذ وعلى مدار يومين بدأت الأربعاء بعد الظهر واستمرت حتى ساعات الليل المتأخرة دون انتهاء المداولات، في حين جرى استئناف الجلسات مساء الخميس واستمرت حتى ساعات المساء، حيث عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الكابينت لتدارس الأوضاع بعد فشل زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير رفض الكشف عن اسمه لحساسية المسألة وتواجد في الجلسات قوله إن الجلسات أجريت بناءً على معلومات جديدة وصلت تفيد بنية الفلسطينيين القيام بخطوات جديدة ضد "إسرائيل" على الساحة الدولية وذلك بعد فشل زيارة كيري.
وبحسب المعلومات فالحديث يدور عن دراسة الفلسطينيين للسير قدماً نحو قرار من مجلس الأمن او الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بحماية دولية للفلسطينيين "بدولة فلسطين المحتلة"، كما يدرس الفلسطينيون القيام بخطوة وصفتها الصحيفة بالأكثر تطرفاً وتتمثل بسحب اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل من العام 1993 والذي شكل أساساً لاتفاقيات أوسلو.
وأضاف المسئول أن الكابينت تدارس حول السيناريوهات التي قد تعقب انهيار السلطة ليس كمبادرة من محمود عباس لأنه غير معني بهكذا خطوة حالياً، ولكن إذا ما استمر الضغط العسكري على الضفة الغربية وكذلك بسبب تدني شعبية عباس داخل المجتمع الفلسطيني.
فيما حذر ممثلو الشاباك والجيش الإسرائيلي من تحقق سيناريو انهيار السلطة، ولما لهكذا خطوة من تأثير على الواقع العسكري والمدني بالضفة الغربية.
في حين دعا أعضاء في الكابينت إلى عدم تدخل "إسرائيل" لمنع انهيار السلطة قائلين ان خيارات توجه السلطة للمؤسسات الدولية وعملها على المستوى الدولي ضدها أسوأ بالنسبة لإسرائيل من خيار انهيار السلطة وتبعاته.
كما نقل عن المسئول قوله إن كيري غادر المنطقة محبطاً بعد تمسك كل من نتنياهو وعباس بموقفيهما وعدم تحرك أحدهما لمنع تدهور الوضع الأمني.
من ناحية اخرى ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية بأن جيش الاحتلال الاسرائيلي قام بإجراء تجربة ناجحة على منظومة برق 8 المضادة للصواريخ المتطورة كتلك التي بحوزة حزب الله وصواريخ ياخونت ساحل- بحر.
وبحسب الصحيفة، فقد أطلق الصاروخ الاعتراضي من سفينة تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية، زاعمة بأنه نجح بتدمير الصاروخ المعادي.
من ناحية اخرى أقر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي "موشي يعالون" امس الجمعة أن وقف "انتفاضة القدس" المستمرة منذ مطلع الشهر الماضي "أمر لا يلوح في الأفق".
وقال يعالون "لإذاعة جيش الاحتلال" إن هذه الموجة من التوتر ستستمر خلال الأسابيع القادمة على أقل تقدير.
ولم يستبعد يعالون أن يطرأ المزيد من التصعيد على الأوضاع الأمنية "الأمر الذي يتطلب الاستعداد للتعامل مع سيناريوهات متعددة".
وادعى وزير جيش الاحتلال أن "سياسة الردع هي الكفيلة باجتثاث جذور التوتر والتغلب عليه مثلما حصل سابقا".