نعتقد لابل نجزم أن مؤشر 2015 الذي أصدره " معهد الاقتصاد والسلام " حول الارهاب في السلطنة هو أقل بكثير مما هي عليه الواقعية الحياتية في عمان رغم أنها نالت صفرا، بمعنى انه لاتوجد ذرة إرهاب. لكن هذا التقرير، تفخر به السلطنة لأنه يضعها في مقدمة دول العالم التي يعيش مواطنها بهذا الحجم من الاستقرار والطمأنينة، وبتلك الوداعة الإنسانية، التي ليس لها شبيه على ما نعتقد على مستوى العالم كله.
ويقول التقرير: " إن وعي المواطنين وجهود الحكومة أصابت في محاربة فكر التطرف"والحقيقة التي لاغبار عليها، أن هذا القول الحق يحتاج ايضا الى تبيان الدور التاريخي لبناء الإنسان العماني الذي كرسه فكر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وكم القيم النبيلة التي غرسها لدى شعبه المقدام أيضا، إضافة إلى المفاهيم التي تربى عليها الشعب العماني ونهل منها وزاد. هنالك شعب تأمنت له كل السبل الانسانية والفكرية والحياتية وكلها صبت من أجل مصلحته ولتأمين نمو هاديء له، طمأنينة شعب بكامله لاتتأتى من فراغ، إنها نتيجة لصيرورة ومسيرة، إنها عمر من التفهم والتفاهم.
لقد من الله على الشعب العماني بهذه المعطيات الفريدة ، فجعل من بلادنا واحة للاستقرار وأنه " لايوجد فيها عمل إرهابي واحد " كما يقول التقرير المشار إليه، ولذلك " ليس هنالك ايضا داعشي واحد " كما يضيف التقرير. لم يستطع الفكر الإرهابي إيجاد منفذ واحد داخل السلطنة حيث الأبواب مغلقة بوجهه نتيجة سيطرة الفكر الواقعي الهاديء المتزن الذي كرسه جلالته ـ رعاه الله ـ على مدى السنوات الطويلة. ولعل كل من يزور السلطنة لابد ان يلحظ أول ما يلحظ ذلك الاستقرار والهدوء الذي يعيشه شعب مسالم ودود، يحب الحياة، لكن بواقعية، ولديه الطموح دون طمع.
ولأن الحياة على هذا النحو في بلادنا، فهي بسيطة وغير معقدة، يتعايش فيها كل الناس بمحبة الأخ لأخيه، وبصورة مثالية تجعل من التعايش مثالا يحتذى. ومع ذلك فعمان حلقة عمل لاتهدأ، نصيب مأمول كل عماني أن يحصل على ما يريد وأن يتزود بالأسلوب الذي يراه مناسبا. ولهذا كله لن تقوم قائمة لأي ارهاب، ولن يكون واقعها مسرحا لأي من أفكاره. لقد حقق العماني نظام حياة يتجدد كل يوم فيزهو به ويتعملق.
جميل أن يصدر عن العالم مؤشر كهذا وان يتنبه هذا العالم بأن هنا على بحر العرب بلد يتنسم حرية ويتنفس هواء الأمن والاستقرار ويعيش أبناؤه بسلم ورفاهية وليس ما يعكر جوهم الانساني، وهم مؤمنون بدينهم وقيمهم الروحية، إيمانهم بروحية الأنسنة في هذا العالم الرحب الذي لابد أن يتعايش فيه كل البشر خارج الصراعات.
هذه المفاهيم المغروسة في عقل كل عماني، هي نبراس وهدى لمن يريد البحث عن أمانه وحريته. عمان المدهشة اذن، نالت صفرا على نظافتها من الارهاب، فغدت الأولى عالميا الخالية منه. ويمكن لها في مثل هذه الأحوال أن تكون مدرسة ومعلما لمن يريد الاستفادة من تجربتها الخلاقة التي تتمايز بها ونعتقد أن ليس لها مثيل كيفما وجّهنا وجهنا على خارطة الكرة الارضية. فهنيئا لنا على هذا الاعتراف العالمي بقدراتنا المميزة التي تنبع من خصوصيتنا الانسانية والتاريخية والتربوية وصفاء سريرتنا ووحدتنا الوطنية.