تقدم استراتيجي للجيش بريف حمص والمسلحون يردون بمجزرة في عدرا

دمشق ـ (الوطن) ـ وكالات:
تستعد سوريا إلى مواجهة التحديات التي ستظهر بعد انتهاء الأزمة والتي رأها الرئيس السوري بشار الأسد أنها أخطر من الأزمة نفسها فيما حقق الجيش السوري تقدما استراتيجيا مهما بإحكام سيطرته على بلدة الزارة في ريف حمص ما يعني عمليا قطع طريق للامدادات عن المسلحين الذين ردوا على انتصارات الجيش بتنفيذ مجزرة جديدة في عدرا.
وقال الرئيس بشار الأسد خلال لقائه قيادة فرع ريف دمشق لحزب البعث إن محاولات الأطراف التي تدعم الارهاب لتحويل سوريا إلى دولة ضعيفة مازالت متواصلة مؤكدا على "الاستمرار في ضرب الإرهاب بالتوازي مع المصالحات".
وأكد الرئيس الأسد أن تحديات ما بعد الأزمة أخطر من تحديات الأزمة ذاتها وأكثرها خطورة هو التطرف ووجود العملاء موضحا أن المطلوب في المرحلة القادمة هو إيجاد آليات حوار مناسبة ومكافحة الفساد وتعزيز الفكر القومي ومواصلة العمل لحل مشكلات الناس اليومية ومشددا على أن القضايا اليومية بالنسبة للناس هي الأهم الآن.
وفي سياق مرتبط تطرق الأسد إلى مسألة إعادة الإعمار وخاصة في الريف حيث أنها "تشكل أحد أهم تحديات ما بعد الأزمة" لافتا إلى أن إعادة الإعمار ستشكل فرصة كبيرة لإعادة تنظيم المناطق التي تضررت ،الأمر الذي يمنح أصحاب البيوت والعقارات المتضررة فرصة لتحسين مستواهم المادي إضافة لكونها عملية ستسهم في تنشيط الاستثمار وايجاد فرص عمل كبيرة.
وأشار الرئيس الأسد إلى ضرورة التواصل مع القوى السياسية الموجودة على الساحة السورية ومعرفة من يمكن له أن يكون حليفا لحزب البعث فكرا ومشروعا في حين أن جهود القيادة على المستوى الخارجي قائمة على تعزيز التحالفات مع الدول الصديقة كروسيا وإيران والصين ومع الأحزاب العربية التي تتقاطع مع حزب البعث بالفكر والتوجه.
وشدد الرئيس الأسد على أن الحفاظ على الفكر القومي وعلى الإسلام الصحيح يساعد على صون الهوية القومية والتصدي لمحاولات زرع الفكر المتطرف داخل المجتمع لضرب هاتين الركيزتين مشيرا إلى أن القاعدة الكبيرة للحزب تأتي من انتمائه القومي العربي.
وأشار إلى قدرة الحزب على البقاء متماسكا خلال الأزمة لافتا إلى أن "الانشقاقات الفردية التي حدثت هي حالة صحية ساعدت الحزب على التخلص من الانتهازيين والانطلاق بقوة" ومشددا على ضرورة مواصلة العمل بشكل جدي للتخلص من جميع الانتهازيين.
إلى ذلك أحكمت وحدات من الجيش السوري سيطرتها الكاملة على بلدة الزارة بريف تلكلخ في حمص بعد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين وتدمير أدوات إجرامهم واستسلام أعداد منهم.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان إنه بعد عملية نوعية دقيقة بسطت وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع الدفاع الوطني والأهالي الشرفاء سيطرتها الكاملة على بلدة الزارة ومحيطها في الريف الغربي لمدينة حمص قضت خلالها على أعداد كبيرة من الإرهابيين التكفيريين المرتزقة الذين اتخذوا من المنطقة منطلقا لعملياتهم الإجرامية ضد المواطنين الآمنين.
وجاء في البيان: يكتسب هذا النجاح الذي حققته قواتنا المسلحة أهميته من الموقع الجغرافي الذي تتمتع به بلدة الزارة كونها تشرف على الطريق الدولي الذي يربط بين المنطقتين الوسطى والساحلية فضلا عن اتخاذها ممرا رئيسيا للمجموعات الإرهابية القادمة من الأراضي اللبنانية إلى المناطق المجاورة لتنفيذ عملياتها الإجرامية.
من جانبهم أقدم المسلحون على مجزرة جديدة في محافظة درعا بحق نحو عشرة سوريين بينهم شيخ مسن وطفل في العاشرة من عمره تم اختيارهم من ضمن مجموعة من المختطفين لديهم.
وأظهر شريط فيديو بث على المواقع الالكترونية مجزرة مروعة تتضمن مشاهد مؤلمة حول قيام إرهابيين يتكلمون لغات أجنبية باختيار الضحايا وإجبارهم على الركوع صفا واحدا.
ويحتوي شريط الفيديو مشاهد قاسية ولا إنسانية توضح قيام أحد الإرهابيين بضرب الضحايا بكعب بندقيته على مؤخرة رؤوسهم ليجبرهم على الانحناء وبينهم شيخ مسن يتوسل إليهم فلا يأبهون به بينما يصرخ أحد متزعمي الإرهابيين بلغة أجنبية غير مفهومة قبل أن يفتح الإرهابيون وابلاً من الرصاص على الضحايا وتصفيتهم دون وازع من ضمير غير مكترثين بطفل ولا شيخ.
في غضون ذلك نعت قناة "الميادين" مصورها عمر عبد القادر الذي قتل أثناء تغطيته المعارك في دير الزور في شرق سوريا، بحسب ما اعلنت القناة الفضائية التي تتخذ بيروت مقرا لها.
وأفادت القناة في سلسلة من الأخبار العاجلة، عن "استشهاد الزميل المصور في قناة الميادين عمر عبد القادر"، مشيرة إلى أنه قضى "أثناء تغطيته المعارك في دير الزور".
وأوضحت أن عبد القادر قتل "في جبل الثردة في محيط مطار دير الزور (العسكري) خلال تغطيته للمواجهات بين وحدات الجيش السوري والمعارضة المسلحة".