يعرض "80" فيلماً من "36" بلداً من ضمنها "17" فيلماً في برنامج "صنع في قطر"

• وزير الثقافة القطري: سرد قصصنا من خلال الأفلام يتيح لنا التواصل مع بعضنا ضمن المجتمع الواحد
• فاطمة الرميحي: سيختبر الجمهور من الصغار والشباب الأفلام التي تبعث على الإلهام والتنوير وكذلك التسلية والحماس

الدوحة ـ فيصل ين سعيد العلوي:
تتواصل لليوم الثالث عن التوالي فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان أجيال السينمائي الذي تقيمه مؤسسة الدوحة للأفلام في الحي الثقافي كتارا بهدف تسليط الضوء على المواهب العربية الشابة حيث يعرض المهرجان طيلة أسبوع كامل 80 فيلماً من 36 بلداً من ضمنها 17 فيلماً في برنامج "صنع في قطر" ، وعلى مدار أسبوع كامل سيشاهد الحكام مجموعة من الأفلام في ثلاثة أقسام تشكل المسابقة الرسمية هي محاق وهلال وبدر. وسيلي العروض جلسات حوارية وفعاليات تتضمن ندوات وحلقات عمل وحلقات نقاشية مع صانعي الأفلام.

وكان قد افتتح المهرجان فعالياته مساء أمس الأول بالعرض الأول في الشرق الأوسط لفيلم "يا طير الطاير" وهو فيلم من انتاج فلسطين والمملكة المتحدة وقطر، وهولندا لصانع الأفلام الفلسطيني هاني أبو أسعد المرشح لجائزة أوسكار حيث يتناول الفيلم قصة الفنان الفلسطيني محمد عساف ووصوله إلى تحقيق حلمه .
وشهدت مراسم السجادة الحمراء ـ التي حضرها سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة الفنون والتراث القطري ـ حضور المخرج هاني أبو أسعد والفنان محمد عساف ومنتجي الفيلم على جعفر وأميرة دياب والمصور السينمائي إيهاب عسّال ومن السلطنة المذيعة شيماء الحمادية ، إضافة إلى مجموعة من صانعي الأفلام والمواهب السينمائية من ارجاء الوطن العربي والعالم وحضور 520 حكماً سينمائياً في مسابقة أجيال في دار الأوبرا في كتارا.

وقال سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث القطري في حفل الافتتاح : "مهرجان أجيال السينمائي مبادرة تضيف قمية كبيرة لمجتمعنا. لقد أسس المهرجان ليجمع الناس من مختلف الأجيال والأعمار معاً حول السينما. لقد حققت الدورتان السابقتان من المهرجان نجاحاً لافتاً وتركتا تأثيراً إيجابياً على حياة الناس. إن سرد قصصنا من خلال الأفلام يتيح لنا التواصل مع بعضنا ضمن المجتمع الواحد ومشاركة أفكارنا ومفاهيمنا من خلال حوار ثقافي، وأجيال يعطي أهمية كبيرة لتطوير إبداع الجيل القادم".

من جهتها قالت فاطمة الرميحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة مهرجان أجيال السينمائي :"نحتفل هذا العام بمرور 120 عاماً على انطلاقة السينما. وبينما شهدنا الكثير من المتغيرات خلال الأعوام الماضية، إلا أننا لا زلنا نجتمع معاً في غرفة مظلمة نشاهد شاشة ضخمة لقضاء أجمل تجربة سينمائية. خلال الأيام السبعة المقبلة، سنصنع تاريخنا الخاص من خلال أفلام أجيال وسيختبر الجمهور من الصغار والشباب الأفلام التي تبعث على الإلهام والتنوير وكذلك التسلية والحماس".
وأضافت :"إلى جانب مجموعة كبيرة من أفضل الأفلام من مختلف أرجاء العام، يحتفل المهرجان بالمواهب الشابة الواعدة في قطر في برنامجين من أفلام "صنع في قطر" المميزة. وفي الواقع فإن أجيال يثبت من خلال عروض الأفلام والمعارض والعروض الخارجية والأداء الحي والندوات وأيام الأسرة بأنه حدث موجه للمجتمع ويساهم بقوة في إثراء إبداعات الجيل القادم".

مؤتمر صحفي

وكان قد عقد مؤتمر صحفي للإعلاميين عقب العرض الخاص لفيلم "يا طير الطاير" امس الأول حيث قال المخرج هاني أبو أسعد :"يتمثل التحدي الأكبر في صناعة هذا الفيلم بأقلمة الواقع في الدراما ونيلها إعجاب الجمهور. على الرغم من أن الفلسطينيين في غزة يعيشون ظروفاً صعبة وهناك دمار في كل منطقة العالم العربي، وهو أمر صادم بالفعل، فإنهم لا يزالون يذهبون إلى العمل والمدرسة ويعيشون حايتهم اليومية مع الحب والإنسانية التي تتخطى أي ظلام. غزة هي الإلهام للإنسانية، وعلى الرغم من كل معاناتها ومشاكلها فلم تخسر الإنسانية بداخلها".

من جهته قال الفنان محمد عساف :"إن مشاهدة قصتي الشخصية على شاشة السينما أمر مذهل والأهم من ذلك القصة التي يحملها الفيلم في طياته، ليس فقط عن حياتي بل عن الصعوبات وحياة البؤس للفلسطينيين في غزة. إنها قصة الأمل الملهمة لجميع الشباب لتحقيق أحلامهم، والفيلم يتحدث بإيجابية بأن الناس في غزة لم يستسلموا على الرغم من هذه المعاناة".

أما منتجة الفيلم أميرة دياب فقالت :"أعطى هاني أهمية كبيرة لمشاركة أطفال غزة في فيلمه. فلديهم طاقاتهم وحضورهم الخاص. إنهم يتمتعون بثقة كبيرة بالنفس والأطفال في الفيلم، شهدوا حربين في حياتهم ولا يعانون الخوف بل كلهم ثقة بما يفعلونه وأردنا أن نبرز ذلك".

أفلام المهرجان

ويضم مهرجان أجيال السينمائي في دورته الثالثة عروضاً عامة يومية لأفلام محلية ودولية، أيام الأسرة، قسم "صنع في قطر" المكرس لعرض أفلام المواهب الصاعدة من قطر، عروض سينما سوني تحت النجوم، أيام الأسرة، قمة الدوحة جيفوني للإعلام الموجه للشباب، فعاليات ومعارض خاصة، صندوق العجب التفاعلي الرقمي، عروض المدارس، ومسابقة أجيال.
كما يعرض مهرجان أجيال السينمائي 2015 سلسلة من العروض الخاصة من ضمنها فيلم "نمور" للمخرج البوسني دانيس تانوفيتش الفائز بجائزتي أوسكار. الفيلم من بطولة عمران هاشمي وتدور أحداثه في باكستان حيث يعمل أيان (هاشمي) مندوب مبيعات لدى شركة أدوية عالمية. يكتشف في أحد الأيام تسبب الحليب الطبيعي الذي يسوق له بوفاة العديد من الأطفال الذين يتناولونه، ليقرر بعدها إطلاق حملة محفوفة بالمخاطر للفت أنظار العالم إلى هذا التنازل المخزي عن الأخلاق بداعي الربح المادي.
كما يعرض فيلم المخرج الإيطالي ناني موريتي "أمي" (إيطاليا، فرنسا، 2015)، وهو دراما خفيفة عن علاقة تجمع مخرجة أفلام مع والدتها المريضة. يدور الفيلم حول مارغريتا التي تمر بوقت صعب، حيث انفصلت مؤخراً عن صديقها الممثل، كما أن مشاكل عويصة تواجه مشروع الفيلم الذي تصوره. رغم وضوح مقومات التراجيديا في فيلم "أمي"، يتحفنا المخرج البارع ناني موريتي بدراما عائلية خفيفة تتخللها لحظات من الكوميديا المحكمة.
ويعرض في قسم محاق ضمن مسابقة أجيال فيلم "أعظم بيت في العالم" (غواتيمالا، المكسيك، 2015) هذا الفيلم يتناول دورة الحياة من إخراج أنا بوجوركيز ولوسيا كاريراس، يفاجئ المخاض أم روسيو، وتُلقى على عاتق الأخيرة مسؤولية رعاية قطيع خرفان العائلة. لكنها سرعان ما تجد نفسها وحيدة عندما يضيع أصغر الحملان في قطيعها.

ويعرض أيضاً في هذا القسم فيلم "الفتى الشبح" (بلجيكا، فرنسا، 2015) من إخراج جان لوب فيليسيولي وآلان جانغول. أثناء تلقيه العلاج في المستشفى، يكتشف ليو ابن الأحد عشر عاماً قدرته على مغادرة جسده لفترة وجيزة يستطيع خلالها الذهاب إلى أي مكان. وهكذا، يُثبت لنا ليو أن البطولة لا تتمثل فحسب بامتلاك قدرات خارقة.
كما يقدم المنتج بول كيولي ندوة دراسية بعنوان " دليل المنتج إلى سينما التحريك .. ما وراء كواليس فيلم "الخروف شون" سيعطي كيولي الذي أنتج فيلم "الخروف شون" ندوة دراسية في فن التحريك، حيث سيناقش تحوّل شون من شخصية غير مهمة إلى نجم سينمائي. البرنامج برعاية مركز قطر للتحريك وهي مبادرة من وزارة الشباب والرياضة.
كما بدأ امس عالم أجيال للإبداع أنشطته مع افتتاح صندوق العجب وهو بيئة تفاعلية تتيح لك الوصول إلى أحدث التقنيات الرقمية المستخدمة في صناعة الأفلام. بما أننا نحتفي بمرور 120 عاما على السينما، سيتيح صندوق العجب الفرصة أمامك لتعيش لحظاتك السينمائية المفضلة في معرض تفاعلي.
كما تقام حلقة عمل تطوير الألعاب ومسابقة مهرجان أجيال للأفكار الإبداعية والتي تنظمها مؤسسة الدوحة للأفلام بالتعاون مع مركز قطر للرسوم المتحركة، تهدف حلقة العمل إلى تمكين المشاركين من طرح أفكارهم خلال مسابقة أجيال للأفكار الإبداعية التي تستضيفها مؤسسة الدوحة للأفلام بالتعاون مع مركز حاضنات الأعمال الرقمية التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. سيرعى المركز الفائز بالمسابقة حتى يتسنى له تطوير فكرته.