حماس: تبرئة المتهم رعاية لجرائم المستوطنين

القدس المحتلة ــ الوطن:
قررت محكمة الاحتلال الاسرائيلي، إرجاء الحكم على قاتل الطفل الفلسطيني محمد ابو خضير (16 عاما) الذي اختطفه مستوطنون متطرفون وأعدموه حرقا في يونيو الماضي، وذلك بحجة النظر في التقرير النفسي الذي قُدم لتبرئته. في حين سوف توجه تهمة القتل للمتطرفين اللذين شاركا في عملية الخطف والاعدام.
ويعد المتطرف يوسف حاييم بن دافييد 30 عاما، المتهم الرئيسي في قضية إعدام الطفل حرقا، وبناء على لائحة الاتهام أقدم المتهمون الثلاثة على اختطافه من حي شعفاط في القدس ونقلوه إلى مكان بعيد حيث ضربوه وأعدموه حرقا. وكان قد ألقي القبض على الثلاثة بعد الجريمة البشعة ببضعة أيام فاعترفوا بالتهم المنسوبة لهم.
وفي السياق، أوضح الناشط المقدسي أمجد أبو عصب لـ(الوطن) أن المحكمة قررت إصدار الحكم النهائي بحق المتهمين الاخرين في 14 يناير المقبل، معتبرًا تأجيل إدانة المتهم الرئيس بأنه يمثل مؤامرة قد تعطي مخرجا للقاتل بأن لديه (وضع نفسي)، وبالتالي قد يحصل على حكم مخفف بدون إدانة.
وأثار قرار التأجيل حالة من الغضب والاستياء الشديد في صفوف عائلة أبو خضير والمقدسيين الذين تظاهروا أمام المحكمة المركزية، مطالبين بإنزال أشد العقوبات بالقتلة. وقال والد الشهيد أبو خضير من داخل المحكمة "أنا ووالدة محمد لا ننام الليل ونأخذ الحبوب، ودائما ما نفكر كيف حُرق محمد وفي النهاية تتم تبرئة القاتل بزعم أنه مجنون، إنها نازية جديدة". واضاف "لا اؤمن بقضاء الاحتلال الاسرائيلي، سنلجأ لمحكمة الجنايات الدولية في حال تم تخفيف الحكم على القتلة النازيين الجدد". وزعم المتهمون في التحقيقات" إنهم قاموا بفعلتهم انتقاما لقتل المستوطنين الاسرائيليين الثلاثة في غوش غتصيون قبل حوالي عام ونصف". ويزعم محامو بن دافيد أنه لم يكن مؤهلًا من الناحية النفسية عندما نفذ جريمته، بينما تؤكد لائحة الاتهام أن الثلاثة بحثوا عن أي عربي ليكون ضحية جريمتهم، وأنهم اختطفوا أبو خضير، بعد أن تأكدوا أنه عربي، وأدخلوه إلى سيارتهم بالقوة، فيما هو كان يحاول مقاومة اختطافه. وتنسب لائحة الاتهام لبن دافيد قوله لأحد الفتيين اللذين رافقاه وشاركا في الجريمة أن يقتله، وقام الفتى بخنق أبو خضير فيما كان الفتى الآخر يساعده في ذلك. وأشارت إلى أنه بعد ذلك أخذ الثلاثة أبو خضير إلى غابة في القدس، وهناك راح بن دافيد يركله، وكان أبو خضير قد فقد وعيه. ثم سكب الثلاثة وقودا على الفتى وأضرم بن دافيد النار فيه، وبعد ذلك فر الثلاثة من المكان وأحرقوا أغراضهم الشخصية وعادوا إلى منزل بن دافيد في مستوطنة "آدم" وبدأوا العزف على قيثارة.
من جانبها، نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تبرئة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطن المتهم بحرق الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير بالقدس المحتلة. واعتبر الناطق باسم الحركة، سامي أبو زهري في تصريح مكتوب له، تلقت (الوطن) نسخة منه أمس الاثنين، أن تبرئة المستوطن دليلاً على "عنصرية الاحتلال ورعايته لجرائم المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني". وأكد على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه بكل الوسائل الممكنة، داعياً في الوقت ذاته المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه إرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي.