قمة باريس للمناخ تقدم أوراقها لإنقاذ الارض من الاحتباس الحراري..و(الإرهاب) حاضر في المباحثات
باريس ـ وكالات: بتكليف من المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ شارك صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد أمس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الحادي والعشرين للمناخ في العاصمة الفرنسية باريس، الذي افتتح أمس بحضور 150 رئيس دولة وحكومة بدعوات قوية للتوصل الى اتفاق من أجل انقاذ الأرض والى الدول لتحمل مسؤولياتها إزاء الاحتباس الحراري وهيمنت قضايا الامن والارهاب على القمة، والذي تحول لملف ثانوي مع انشغال القادة المشاركين في القمة التي افتتحت امس بقضايا الأمن وإبداء الدعم للدول التي طالتها نيران الارهاب، فطغى الحديث من كبار الزعماء عن مكافحة الإرهاب على قضايا الاحترار وارتفاع منسوب المحيطات وتقلص مساحات الغابات، وخلال جلسات امس عرض قادة القمة خططهم لخفض الانبعاثات.
وعند افتتاح المؤتمر الاستثنائي وقف جميع القادة المجتمعين دقيقة صمتا تكريما لضحايا الاعتداءات الأخيرة في عدد من الدول من بينها فرنسا في باحة المعارض في لوبورجيه (شمال) التي تحولت لهذه المناسبة الى حصن بعد الاعتداءات التي اوقعت 130 قتيلا في باريس في 13 نوفمبر. ويشارك في المؤتمر عشرة آلاف مندوب ومراقب وصحافي ليكون بذلك أكبر مؤتمر للأمم المتحدة حول المناخ يضم اكبر عدد من قادة الدول خارج الجمعية العامة السنوية للمنظمة الدولية، واكبر تجمع دبلوماسي في تاريخ فرنسا.
وصرح الرئيس الفرنسي هولاند "لست اوازي بين مكافحة الارهاب والتصدي للتغيرات المناخية... إنهما تحديان عالميان علينا مواجهتهما".
وشدد هولاند "مسؤوليتنا إزاء أولادنا ان نحافظ على كوكب محمي من الكوارث"، مضيفا أن المؤتمر الحالي هو "أمل كبير لا يحق لنا أن نخيبه... علينا أن نقرر هنا في باريس مستقبل الكرة الارضية".
والهدف من المؤتمر الذي يستمر حتى 11 ديسمبر اعداد الاتفاق الاول الذي تلتزم بموجبه الأسرة الدولية مكافحة الاحترار المناخي.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يتولى رئاسة المؤتمر الى "السعي لتحقيق النجاح التاريخي الذي يتوقعه العالم منا في هذا المؤتمر".
وقال فابيوس أمام مندوبي 195 بلدا قبل بدء قمة رؤساء الدول "لا يزال أمامنا الكثير من العمل، النجاح بمتناولنا ولو لم نبلغه بعد".
وخلال المؤتمر عبر كل قائد بدوره ولثلاث دقائق كحد اقصى عن التزام بلاده حول المناخ من اجل اعطاء "دفع سياسي" للمفاوضين.
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قادة الدول "الى اعطاء تعليمات الى وزرائكم ومفاوضيكم بان يعملوا من اجل التوصل الى تسوية"، تفاديا لفشل المؤتمر على غرار ما حصل في كوبنهاغن في العام 2009.
وكان اوباما الذي تتصدر بلاده مع الصين قائمة الدول الاكثر تلويثا صرح قبل ذلك بقليل ان الدول "تتحمل مسؤولية التحرك"، وذلك بعد لقاء مع شي.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن القمة المنعقدة في باريس بعد مرور أسبوعين فقط على سلسلة الهجمات الإرهابية القاتلة التي شهدتها العاصمة الفرنسية تمثل دليلا على إصرار العالم على التوصل لاتفاق قوي.
وقال أوباما :"أحيي شعب باريس على الإصرار على ضرورة عقد المؤتمر .. فهل من نبذ لهؤلاء الذين يمكن أن يهدموا عالمنا أكبر من التجمع معا لإنقاذه".
وأضاف أن العالم في طريقه نحو إثبات أن الاقتصاد الأقل أفرازا للكربون هو سبيل إلى النمو ، وحث قادة العالم على التوصل لاتفاق من أجل الأجيال القادمة".
وكرم أوباما ضحايا الهجمات خارج مسرح باتاكلان، الذي كان من بين أماكن تعرضت لهجمات ارهابية في العاصمة الفرنسية في وقت سابق من الشهر الجاري.
واعلن وزير الداخلية الفرنسي ان عناصر الشرطة اعتقلوا 208 اشخاص بينهم 174 تم توقيفهم احتياطيا بعد تظاهرة تخللتها مواجهات في ساحة الجمهورية في باريس عشية افتتاح المؤتمر العالمي حول المناخ.
وقال برنار كازنوف ان ما قام به بعض المتظاهرين من اعمال عنيفة ينبغي التنديد به "باكبر قدر من الحزم"، مؤكدا انه "لا يجوز الخلط بين متظاهرين حسني النية" ومجموعات ارتكبت "اعمال عنف مرفوضة".
وقام أوباما بالزيارة المفاجئة عند مسرح باتاكلان بعد وصوله إلى العاصمة الفرنسية لحضور مؤتمر المناخ.
ووقف أوباما أكثر من دقيقة صامتا أمام الشموع والزهور التي وضعت عند نصب تذكاري مؤقت للضحايا خارج مسرح باتاكلان. ولم يدل الرئيس الأمريكي بأي تصريح، إلا أنه وضع وردة.
وانضم إليه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ورئيسة بلدية باريس آن هيدالجو خارج المسرح. وكانت وحدة من الشرطة قامت بتأمين الشارع قبل وصول أوباما.
من جانبها ناشدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المشاركين في قمة الأمم المتحدة للمناخ المنعقدة في فرنسا حاليا على خلفية الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس إرسال رسالة قوية مشتركة من أجل مواجهة الارهاب ومواجهة تحديات المناخ.
وقالت ميركل خلال القمة المنعقدة في ضاحية لو بورجيه بالقرب من باريس: "إننا نعرف أنه يتعين علينا اليوم اتخاذ إجراء، لابد أن يكون ذلك مطلب المؤتمر".
وأكدت أن الهجمات لم تكن موجهة ضد فرنسا وحدها، وقالت: "إننا نعرض من خلال حضورنا أننا أقوى من الإرهابيين".
وشهدت نهاية الاسبوع الماضي اكثر من الفي مسيرة في مختلف انحاء العالم للمطالبة ب"اتفاق قوي حول المناخ" تخللتها صدامات في باريس اسفرت عن اكثر من 300 عملية توقيف.
وبات مثبتا ان حرارة الارض تزداد ارتفاعا بسبب الغازات الناتجة عن احتراق مصادر الطاقة الاحفورية وايضا بعض اساليب الانتاج الزراعي وقطع الاشجار بشكل متزايد كل عام.
ومن باكستان الى جزر في المحيط الهادئ، ومن كاليفورنيا الى كروم فرنسا، ينعكس اختلال المناخ بشكل كبير على مناطق بكاملها متسببا بالجفاف وتراجع السواحل امام البحار وتآكل الشعب المرجانية نتيجة ارتفاع نسبة الحموضة في المحيطات...
ويخشى العلماء اذا ارتفعت حرارة الارض باكثر من درجتين مئويتين ان يؤدي ذلك الى حصول اعاصير بشكل متكرر وتراجع العائدات الزراعية وارتفاع مياه البحار لتغمر مناطق مثل نيويورك (الولايات المتحدة) وبومباي (الهند).
وقال الامير تشارلز من على منصة المؤتمر "عبر تغيير المناخ نكون نحن من رسم دمارنا بأنفسنا".
وتحضيرا لمؤتمر باريس، عرض قادة 183 بلدا من اصل 195 خططهم لخفض الانبعاثات وهي مشاركة كاد ان يفقد الأمل من حصولها ورغم ذلك لايزال ارتفاع الحرارة يسير نحو زيادة بثلاث درجات مئوية.
ويبدو أن المفاوضات ستكون صعبة اذ ان جميع الدول لديها "خطوطها الحمراء" التي لا تريد تجاوزها.
وعقد امس العديد من اللقاءات الثنائية التي تتناول مواضيع اخرى غير المناخ.
الا ان الكرملين اعلن عدم انعقاد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان رغم طلب هذا الاخير وذلك بعد اسقاط مقاتلات تركية لطائرة حربية روسية فوق الحدود السورية الاسبوع الماضي.
وتخضع حركة المرور في العاصمة الفرنسية لقيود مع انتشار 6300 شرطي وعسكري، كما دعت السلطات السكان الى تفادي الخروج تحسبا لازدحام خانق في وسائل النقل العام.